سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مدرسة بلا حدود… إيطالية تحوَل سيارتها لفصل متنقل وتعلم طلابها

قررت جوليا زافانيني معلمة اللغة الشابة في إحدى مدارس إقليم إميليا رومانيا الإيطالي بشمالي البلاد، تحويل سيارة التخييم الخاصة بها إلى صف دراسي لمتابعة طلابها الذين يواجهون مشكلة في التعلم عن بعد على الإنترنت.
“هيا بنا يا رفاق نبدأ الصف” بهذه العبارة فاجأت جوليا وهي مرتدية القناع الواقي والقفازات مع حفاظها على مسافة الأمان، طلابها الـ3 تحت منزلهم، عندما وجدوها أمام سيارتها الخضراء القديمة طراز فولكس فاجن جوكر موديل عام 1987، بداخلها السبورة والمكتب المحمول، بحسب صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية.
في مدرسة ابتدائية في مدينة فاينزا بمقاطعة رافينا، بدأت جوليا مطلع أيار الجاري مشروعها “scuola senza frontiere” أو مدرسة بلا حدود من خلال تحويل عربة نقلها موديل عام 1987 إلى فصل دراسي تذهب بها تحت منزل طلابها الذين هم من أصل أجنبي ويواجهون مشكلة في فهم اللغة الإيطالية ومن ثم عدم القدرة الكافية على التحصيل من صفوف التدريس عن بعد عبر الإنترنت.
سيارة التخييم “جولي” كما تسميها صاحبتها جوليا مجهزة بالسبورة والطباشير وطاولة قابلة للطي وكراسي، وجميع الأدوات التي يتم تطهيرهم قبل وبعد كل درس، تفتحها المعلمة الإيطالية وتخرج منها مكتب يجلس عليه الطلاب في الهواء الطلق، لتقوم هي بالشرح على السبورة المثبتة داخل الحافلة الخضراء.
وتذهب المعلمة الإيطالية صاحبة الـ26 عاما لطلابها على الأقل ساعة في الأسبوع، قائلة: “يمكننا كسر الحدود التي يفرضها الفيروس التاجي، كما يمكن تقصير المسافات على طلابنا”.
ولم تكن تعلم جوليا التي تعيش في مقاطعة بولونيا، الحاصلة على شهادة في التربية والتي استدعت إلى مدارس مدينة فاينزا للمشاركة في مشروع محو الأمية وإدماج التلاميذ الذين لا يحملون الجنسية الإيطالية، أن “جولي” التي اشترتها في عام 2015 للسفر بها في جميع أنحاء أوروبا، ستحولها طوارئ الفيروس إلى “فصل متنقل”، لتساعد به طلابها المحتاجين.