روناهي/ قامشلو ـ
نشهد لوحة حزينة عبر رؤية أطفال مدرسة أمل الجهاد وهم يتدربون على الملعب الترابي الجانبي ضمن استاد شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو، في ظل ملعب مُعشّب بالقرب منه، وهنا نتساءل مَنْ المسؤول عن عدم لعب هؤلاء الأطفال والحصول ولو على ساعتين فقط للتدريب على الملعب المُعشّب في الأسبوع؟.
لا نود اتهام أية جهة بأنها تقف وراء عدم السماح لأطفال مدرسة أمل الجهاد باللعب على أرضية ملعب شهداء الثاني عشر من آذار المُعشب، والغاية الوصول لقرار يمنح هؤلاء الأطفال ولو حصتين في الأسبوع للمران على هذا الملعب.
يُتطلب من إدارة نادي الجهاد والاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة التوافق على أن يُنقَل مران هؤلاء الأطفال إلى الملعب المعشب، والبعض يقولون كنا نلعب ليلاً نهاراً على التراب، الأمور تختلف الآن، فهؤلاء الأطفال الذين يتدربون في مدرسة أمل الجهاد والمدارس الأخرى هم مشروع لاعبين للأندية واللعب في بطولات داخل إقليم الجزيرة وخارجها، والملاعب ستكون مُعشبة في معظمها، لذلك من الأفضل تدربهم على الملاعب المعشبة فطالما هي موجودة ومتوفرة.
وتضم المدرسة العشرات من الأطفال الذين يتدربون في الأسبوع لمرتين على الملعب الترابي وذكرنا في صفحتنا الرسمية على الفيسبوك “روناهي الرياضية” قبل فترة على لعب هؤلاء الأطفال على التراب بأنها تُجسّد لوحة حزينة في وطننا.
الكادر الفني استطاع الحفاظ على هؤلاء اللاعبين رغم عدم وجود دعم كبير لا من قبل إدارة النادي التي تدّعي الإفلاس المالي بشكلٍ شبه دائم، ولا أي طرف آخر باستثناء بعض المحبين الذين يقدمون تبرعات من هنا وهناك، ولكنها لا تفي بالغرض كثيراً.
وبدون أي مقومات مساعدة فالعمل مستمر من قبل الكادر الفني والإداري والذي يتألف من الكابتن حسن حسين إداري ومشرف على المدرسة، ويدرّب فيها كلاً من الكباتن: سلام مخصو ـ عامر العلي ـ ميلاد صليبا ـ محمد حسين، وعبد العزيز خلف مشرف فني وداؤود كوكي إداري.
ويعتبر الحفاظ على سير هذه المدرسة طوال هذه السنوات الماضية إنجازاً كبيراً مقارنةً بالظروف التي تمر فيها، واليوم أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الأطفال، هو تأمين حصتين على ملعب شهداء الثاني عشر من آذار المُعشب بقامشلو وهذا الملعب المعني به هو الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة، وإن لم يحدث ذلك، فالأمر يتطلب دخول متبرعين على الخط من محبي النادي إما في الداخل أو الخارج لتأمين المواصلات، وحجز في الملاعب الخاصة للسداسيات سواء إن كانت ضمن المدينة أو خارجها.
نادي الجهاد لا يمتلك استثمارات وملعباً خاصاً به، ويلعب النادي ضمن مصافِ الدرجة الأولى، مما يدل على أن النادي في حالةٍ يُرثى لها من كافة النواحي، والبعض يتهم الإدارة بأنها لا تعمل وعليها الاستقالة وأنها رهينة لشعبة حزب البعث العربي في قامشلو التابعة لحكومة دمشق، بينما يقول البعض الآخر بأنه لا أحد سيعمل في هذه الأجواء التي تعتبر غير مساعدة للعمل الرياضي، وعمل أي شخص في الإدارة حالياً يعتبر إنجازاً، وخاصةً في ظل عدم التوافقات السياسية بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق ويرجح الكثيرون بأن الجهاد هو ضحية الطرفين.
هؤلاء الأطفال لا علاقة لهم بأي خلاف أو صراع والأجدر بأن يتلقوا تدريباتهم على الملاعب المعشبة، إن كانت التابعة للإدارة الذاتية أو الخاصة، والكلام موجه للجميع بدون استثناء وخاصةً المدرسة تتدرب في القسم الغربي من مدينة قامشلو والتي تفتقر حالياً لوجود مراكز تدريبية ومدارس كروية قريبة من أحياء الكورنيش والسياحي والغربي.
