مخيم مهجري كري سبي.. واقع صحيٍّ مزرٍ

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

يزداد الوضع الصحي بمخيم مهجري كري سبي سوءاً، في ظل ضعف الرعاية الصحية، ومحدودية الخدمات المقدمة من النقطتين الطبيتين الوحيدتين المتواجدتين داخله، فيما طالب مهجرون بتحسينه، وتأمين ما يلزم من احتياجات طبية.

ويقطن مخيم مهجري “كري سبي”، الذي أسسته الإدارة الذاتية في الـ 22 من تشرين الثاني من عام 2019 بالقرب من بلدة تل السمن “الريف الشمالي للرقة 35 كيلو”، ٦٨٤٤ مهجراً، موزعون على 1٢٧٥ عائلة، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف طفل تحت 12 عاماً.

حالات معدية

وسببت قلة الرعاية الصحية، ومحدودية خدمات “النقطتين الطبيتين” داخل مخيم مهجري كري سبي، أمراضاً معدية: مثل، “الجرب”، الذي بلغ أعداد المصابين فيه ٥٠ حالة مع بداية فصل الصيف، حسب إحصائية إدارة المخيم، وقد تمكنت الأخيرة، وبدعم من الإدارة الذاتية من التعامل مع هذه الحالات ومعالجتها.

وتتبع إحدى النقاط الطبية بالمخيم لمنظمة (IRC)، وتقتصر خدماتها الطبية بمعاينة طبيب عام وحيد، دون توفر أطباء ضمن اختصاصات أخرى، وحسب تلك المعاينات يسجل قائمة بالأدوية (راجيته)، ثم يشتريها المرضى من الصيدليات الخاصة، فيما تتبع النقطة الطبية الأخرى لإدارة المخيم، وتقدم بعض الخدمات الإسعافية “الأولية”، مع توفر سيارة إسعاف وحيدة غير قادرة على نقل كافة الحالات الواردة إلى النقطة.

وما يزيد الوضع سوءاً في المخيم، الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة، التي يعيشها المهجرون مع حياة التهجير، وفقدان مصادر أرزاقهم بعد تهجيرهم من مدنهم، وقراهم عقبَ احتلال تركيا، ومرتزقتها، لتلك القرى، وتجاهل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لأوضاعهم.

وتخشى إدارة مخيم مهجري كري سبي من انتشار الأمراض المعدية والسارية داخل المخيم، بسبب اكتظاظ الخيام وتقاربها من بعضها، فيما قامت بتوجيه تعليمات للقاطنين للحيلولة دون انتشار الأمراض في ظل نقص الرعاية، والكوادر الصحية المختصة.

نقاط طبية…. بلا فائدة

وبهذا الصدد قالت المسنة شاهة الخلف (٦٠ عاماً)، وهي مصابة بمرض مفاصل مزمن، وتحتاج الى أدوية ومسكنات دائمة لحالتها: “إن وجود النقاط الطبية في المخيم لا فائدة منها، وهي لا تقدم لنا الدواء، فيكتفون بتشخيص الحالة المرضية، ويرشدوننا لشرائها من خارج المخيم من الصيدليات الخاصة، والتي أرهقتنا بغلاء أسعارها، وقلة مواردنا المالية بعد فقدان مصادر دخلنا، عقب نزوحنا من منازلنا في مقاطعة كري سبي، التي احتلتها تركيا ومرتزقتها وهجرتنا منها قسراً”.

وخشيت المسنة من استمرار سوء الوضع الصحي بالمخيم، مع انتشار الأمراض ومخاوف الإصابة بالعدوى؛ ما يثقل كاهلها أكثر شراء الدواء والتداوي في العيادات الخاصة خارج المخيم، الذي لا تطيقه.

تكاليف طبية لا تطاق

وفي السياق ذاته، شكت الأم سوزان حبيب (أم لطفلتين مصابتين بمرض غسيل الكلى) من غلاء أسعار الأدوية، وعدم جدوى النقاط الطبية المتواجدة لمثل حالة ابنتيها، اللتين يحتاجان إلى مراجعة دورية لمشفى الرقة الوطني لإجراء الغسيل، وهذا يكلفها مبالغ كبيرة ثمناً للأدوية واللوازم الأخرى.

وألقت “سوزان” في ختام حديثها، اللوم على المنظمات الإنسانية: “النقاط التابعة للمنظمات العاملة في المخيم لا تقدم لنا شيئاً، فالأفضل لها أن تغادره، وإلا فلتقم بواجباتها بالشكل المطلوب، من توفير الرعاية الصحية والأدوية، والتعامل مع حالات الأمراض المزمنة وغيرها”.

 والجدير ذكره، أن إدارة مخيم مهجري كري سبي، قد وجهت مناشدات عدة للمنظمات الإنسانية الأممية بالتوجه للمخيم؛ بهدف دعمه بما يلزم من كوادر طبية وأدوية، ورفد الجهود المبذولة، المقدمة من الإدارة الذاتية بالتعامل مع الحالات الطبية، ولكن دون جدوى.