أكثر من مئة يوم مرَّ على بدء دولة الاحتلال التركي بحبس مياه الفرات والتقليل من الكميات القادمة إلى سوريا والعراق وفي تحدٍ صارخ لكافة المواثيق والقوانين الدوليّة وإنكار لاتفاقيات ثنائية بينها وبين سوريا، مما أثّر سلبًا على عمل مضخات الري والشرب في مناطق شمال وشرق سوريا التي تستجر مياهها من النهر.
مخيم كري سبي بات على قائمة المناطق التي تعاني بشدة من هذه المعضلة، وذلك بعد انقطاعها من المصدر، فيما تقف إدارة المخيم عاجزة عن تدارك المشكلة لقلة الإمكانات، ولم تعد مضخة رفع المياه في تل السمن تسد حاجة المخيم للمياه وذلك بعد خفض ساعات التشغيل فيها.
هذا ويقتصر عمل المضخة حاليًّا على تأمين مياه الشرب فقط، فهي تعمل أربع ساعات كل 48 ساعة، وهي غير كافية لتأمين مياه الشرب للمخيم، وذلك مع قدوم فصل الصيف وكثرة الاستهلاك منها، ويستجر مخيم كري سبي مياهه من مضخة رفع تل السمن عن طريق شبكة أنابيب موزعة على كافة قطاعات المخيم.
وفي لقاء لوكالة هاوار مع المُهجّرة شيرين حسو قالت إن “المياه مقطوعة عندنا منذ يومين، ولم يتم إبلاغنا قبل ذلك لنُخزّن على الأقل ما يكفينا للشرب”.
فيما قال المُهجّر عبد الرحمن الحمد إن كافة المُهجّرين يعانون من أزمة خانقة بمياه الشرب، مضيفًا أنه في حال استمرار هذا الوضع لا يمكن لهم البقاء داخل المخيم، وأضاف: “تركيا بعد أن هجّرتنا من مدننا وقرانا بعد احتلالها تُحارِبنا بقطع المياه عنا، ونحن نسكن المخيمات”.
وطالب عبد الرحمن الحمد وشيرين حسو الجهات المعنية بتأمين مياه الشرب لهم، وخصوصًا أنهم في فصل الصيف وبحاجة ماسة لها.
وتقف الإدارة عاجزة عن تدارك هذه المشكلة نظرًا لقلة الإمكانات المتاحة لديها، وذلك من خلال تأمين صهاريج متنقلة للتخفيف من هذه المشكلة.
هذا ويقطن مخيم كري سبي 3530 مُهجّرًا من مقاطعة كري سبي وريفها هجّرهم الاحتلال التركي بعد احتلال مدنهم وقراهم عقب عدوانه الذي شنه في التاسع من شهر تشرين الأول عام 2019.
