سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مخيم المحمودلي.. معاناة مستمرة لضعف دعم المنظمات ورداءة الخدمات

الطبقة/ كامل المحمد ـ أُسِّس مخيم المحمودلي شمالي مدينة الطبقة عام 2019، لإيواء النازحين من “ريف دير الزور، وحمص، وحماه، وحلب”، والذي استقبل (9068) مهجراً، ممن قصفت دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق مناطقهم ومنازلهم، وقد أنشئ لتخفيف العبء عن مخيم “الطويحينة”، والحد من التضخم السكاني.

يعاني القاطنون في مخيم المحمودلي من سوء الأوضاع الصحية والمعيشية والمادية، وبالأخص مع بداية العام الدراسي الجديد 2023-2024، والذي يتطلب مصاريف أخرى لتأمين المستلزمات المدرسية للأطفال، مثل “الكتب، والقرطاسية، واللباس المدرسي”، ناهيك عن حلول فصل الشتاء، الذي يحل تزامناً مع بداية العام الدراسي الجديد، وترافقه الظروف الجوية القاسية، التي تفتك بالخيم المهترئة وقاطنيها، وتزامناً مع قلة الأدوية، والإمكانات والمساعدات الإنسانية للمخيم من المنظمات الإنسانية.

معاناة مضاعفة

وفي زيارة صحيفتنا “روناهي” لمخيم المحمودلي، التقينا عدداً من قاطنيه، وكان “علي حسين العباس” أول من تحدثنا معه، العامل في حانوت للمواد الغذائية: “أسكن المخيم منذ خمس سنوات، فقبل عامين كانت الأمور أفضل بكثير من الآن، لأن هذا العام ارتفعت الأسعار، وكثرت الأمراض، وندرت الأدوية، وقلت فرص العمل، لذلك تضاعفت معاناتنا”، مضيفاً: “إن تأخر السلل الغذائية لأكثر من ستة أشهر، سبب فجوة كبيرة لدى القاطنين في المخيم، وبالرغم من عودتها مجدداً، فأوضاعنا لا زالت سيئة ويرثى لها”.

تحضيرات فصل الشتاء

وأضاف العباس: “ففي الشتاء المنصرم، هطلت أمطار غزيرة، وتشكلت السيول، مما تسببت بخروج النازحين من الخيم، واللجوء بطلب من قوى الأمن إلى الحجر الصحي، لبضعة أيام، حتى جفت الفُرُش والألبسة، والأثاث الموجودة داخل المخيم”.

فيما أكد العباس، بأن “الخيم المهترئة التي لا تصمد بوجه أجواء الشتاء القاسية، والمحروقات التي نستلمها لا تكفي لقضاء شتاءنا القاسي، وليس لدينا إمكانات لشراء الملابس الشتوية”.

استقبال العام الدراسي الجديد

وأشار العباس: إلى أن المراكز التعليمية الموجودة داخل المخيم هي فقط للترفيه، وليست للتعليم، فمعظم أطفالنا لا يجيدون الكتابة والقراءة، فالمراكز الموجودة هي للمرحلة الابتدائية فقط، ولا يوجد مراكز للإعدادية، مشيراً، “فنحن، النازحين في المخيم، نستقبل العام الدراسي بألم وحزن، لصعوبة تأمين المستلزمات الدراسية وقلة التعليم داخل المخيم”.

الوضع الصحي

وفي الصدد، تطرق البعض لقلة الأدوية، وسوء المعاملة من المتواجدين في النقاط الصحية، وعدم تأمين سيارة الإسعاف بشكل دائم، حيث يضطر النازحون لاستئجار سيارة على حسابهم الخاص رغم وضعهم المادي المزري في حال حدوث أمر طارئ.

مطالب ومناشدات

فيما طالب العباس، بتأمين فرص عمل لهم، لتسديد الديون المتراكمة عليهم، ومساعدتهم بتأمين قوتهم اليومي، في ظل تزايد الاحتياجات المعيشية اليومية، وغلاء أسعار البضائع التجارية والسلع الغذائية.

كما وطالب أيضاً، بتسليمهم خيم جديدة ومحروقات كافية، وملابس شتوية لجميع القاطنين بالمخيم، إضافةً، لتأمين المستلزمات المدرسية للطلاب، ووضع مدرسين كفؤين، وفتح مركز لمرحلة التعليم الإعدادي.

تلبية المطالب

وبدورها أوضحت لنا، الإدارية بمخيم المحمودلي “سهام العقلة” وضع المخيم: “يحوي المخيم (1782) عائلة، أي ما يقارب (9100) شخص، وهذا الكم الهائل من النازحين يسبب صعوبة بتلبية متطلباتهم بشكل كامل”، مؤكدةً: “ولكن يتم تلبية معظم متطلباتهم لحد ما، كـ “فتح مركز للتعليم الإعدادي، وجلب معلمين قديرين لتنمية التعليم بشكل أفضل”، إضافةً، لفتح دورات تعليمية للإناث داخل المخيم لمن هم دون سن الـ(18) ، كما سيتم توزيع الملابس والقرطاسية على جميع الطلاب، علماً أنه، يتواجد حالياً ثلاثة مراكز للمرحلة الابتدائية، وروضة واحدة لأطفال المخيم”.

وتابعت سهام: “وتم أيضاً إصلاح القسم المتضرر بسبب الأمطار في فصل الشتاء الماضي”، مضيفةً: “وهناك تجهيزات شتوية، لم تبدأ بعد حسب المخطط التنظيمي للمخيم، حيث تبدأ التجهيزات الشتوية بشهر تشرين الثاني من كل عام، كـ “توزيع الخيم، والملابس الشتوية، ومادة الكاز لكل عائلة بالمجان كل عشرة أيام طيلة فصل الشتاء”. وأكدت، ويتم توزيع مادة الخبز بشكل يومي على مدار السنة، وأيضاً يتم تأمين فرص عمل من منظمة “بلومنت” للإناث لمدة (20) يوماً مقابل أجر يعادل (180$)، وسيكون هناك تنظيم بشكل دوري من أجل تشغيل أكبر عدد ممكن، وللذكور هناك فرصة عمل طوارئ مدتها (20) يوماً أيضاً بشكل دوري، كما وهناك منظمات مسؤولة عن فتح دورات تدريبية مأجورة، للاعتماد على الذات، وتطوير المواهب الموجودة لدى الفئة الشابة، وفتح ورش عمل لإصلاح الخيم، وتوزع المياه المعقمة على القاطنين داخل المخيم بشكل مستمر.

النقاط الطبية

وأشارت سهام، إلى أن هناك عدة نقاط طبية مثل (أي آر سي) مجهزة من كادر طبي، يوجد فيها نقطة خاصة للولادة، تعمل على مدار الـ(24) ساعة، بالإضافة إلى قسم للأمراض النسائية، وسيارة إسعاف، وهناك أيضاً نقاط طبية مجهزة من كادر طبي للأطفال، ناهيك عن تأمين مستلزمات لذوي الهمم.

احتياجات المخيم 

وفي الختام، طالبت الإدارية بمخيم المحمودلي “سهام العقلة”، الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية، بتأمين الأدوية لكافة النقاط الطبية، وخاصةً أدوية الأمراض المزمنة، وتفعيل المنظمات التي توقفت منذ أشهر عن دعم النازحين بمواد التنظيف، وتأمين اللباس الشتوي لجميع النازحين وخاصة للأطفال، بالإضافة لتوصيل خط كهرباء لإدارة المخيم، بسبب الأعطال المتكررة في (المولدة)، والتي تتسبب ببطء تسيير أمور المخيم.

يذكر، أن مخيم المحمودلي ينقسم إلى سبعة قطاعات، وكل قطاع يحوي قرابة (20) بلوكة، وكل بلوكة تحوي “20” خيمة.