في مخيم مخمور للاجئين تتكشف خيوط المؤامرة، التي تحبكها دولة الاحتلال التركي، مع حكومتي بغداد وهولير، فكل هجوم وقصف ترتكب فيها الأولى جرائم بحق الإنسانية، يسبقه أو يتزامن معه لقاء أو زيارة لتلك الأطراف، الأمر الذي يثبت ما يخمنه البعض تجاه ذلك.
بيريفان خليل
أمام مرأى المجتمع الدولي هدد وزير خارجية دولة الاحتلال التركي، هاكان فيدان في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية جمهورية شمال قربص أرطغرل أوغلو بالقصف على منشآت البنية التحتية، وجميع منشآت الطاقة في العراق وسوريا.
وفي الرابع من تشرين الأول بدأ مسلسل الجرائم لدولة الاحتلال التركي، وذلك بالقصف على مناطق شمال وشرق سوريا، وبشكل خاص على المنشآت الحيوية، من كهرباء وطاقة وماء ومحطات وقود إلى جانب المنشآت الصحية والتعليمية، ومن بعدها المناطق الآهلة بالسكان، حيث لم يسلم من قصفه وجرائمه، التي سُمِّيت جرائم حرب، الأطفال والنساء والكبار في السن ناهيك عن البيئة والطبيعة، إلى جانب المنشآت، التي ذكرناها آنفاً.
استمرار سيناريو الجرائم
وسعت دولة الاحتلال التركي باستهداف تلك النقاط إلى قطع شريان الحياة عن أبناء شمال وشرق سوريا، الذي يقاومون بتكاتفهم، وتوحدهم على نهج الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب على مدار أحد عشر عاماً من ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، متقدمين بمشروع ديمقراطي، ومحققين الإنجازات على الأصعدة كلها، ولا سيما الناحية الأمنية.
وتتبعاً للمجازر التي ارتكبها دولة الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا، قصفت مخيم مخمور للاجئين التابع لمحافظة هولير، كما تعهدت سابقاً، حيث استهدفت بداية مسجد مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) بطائرة مسيرة في السابع من تشرين الأول الجاري، وأدى إلى إصابة امرأة وطفلين، وتعرضت المنازل المجاورة لأضرار جسمية، وأعاد السيناريو نفسه بتاريخ 13 من شهر تشرين الأول الجاري، حيث استهدفت طائرة مسيرة تابعة للمحتل التركي محملة بالذخائر المخيم، وقد أدى القصف إلى إصابة (عائشة محمد أحمد) في العقد الخامس من العمر، في انتهاك صارخ للحقوق الإنسانية في مخيم معترف به لدى الأمم المتحدة.
معايير ازدواجية
ورداً على هذا الهجوم الوحشي، الذي يعد جريمة بحق الإنسانية، ويعدُّ جرائم حرب أدان أهالي مخمور هذه الخروقات، واستنكروا صمت الجهات المعنية تجاه الجرائم والانتهاكات، التي يرتكبها المحتل التركي بين الفنية والأخرى.
وأصدر الأهالي بياناً كشفوا فيها موقف حكومة بغداد التي تدعو لدعم فلسطين، وتسكت أمام الهجمات على مخمور.
ولم يتبين موقف واضح وصريح لكل من حكومة بغداد وهولير تجاه ما يرتكبه المحتل التركي في استهدافه الأراضي العراقية، وأراضي باشور كردستان، حيث يلازم الطرفان الصمت فيما يحصل أمام مرآهم.
وفي إشارة إلى الرأي العام في كردستان والعراق والرأي العام الدولي شددوا: “كل يوم يظهرون على شاشات التلفاز، ويقولون، إن إسرائيل ترتكب مجازر وتقتل الأطفال، لكن الدولة الفاشية التي تقوم بهذه الأفعال نفسها، لا يتم إدانتها من الدول الكبرى ودول الجوار والدولة، التي نعيش فيها، والتي تدين إسرائيل لارتكابها جرائم قتل جماعية، وقد نراها تصمت أمام الهجومين على معسكر الشهيد رستم جودي خلال أسبوع واحد، ونحن ضيوف على أراضيها وحتى الآن لم يصدر أي رد فعل من سلطات الحكومة العراقية، وهذا مصدر للحزن والشك”.
