سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مختارات للشاعر جميل داري

“وقصيدتي تبكي على شفتي
تنداحُ في حزنٍ وفي غضبِ
وطني.. وهل ما زالَ لي وطنٌ
والعابثونَ بهِ كما الجربِ
يتعاركونَ على غنائمِهِ
لم ينجُ من أطماعِ مستلِبِ
العابثونَ بأمنهِ ملأوا
أيامَنا بالخوفِ والرعُبِ
والنازحونَ إلى العراءِ فهم
ما بينَ منسحقٍ ومكتئبِ
وطنٌ تعفَّنَ منذُ أزمنةٍ
يا أيُّها العطَّارُ فانسحبِ”
…………………….
“لا مرآةَ أرى فيها نفسي
ظلماتي واسعةٌ
وتضيقُ بها نفسي
ثمّةَ برقٌ
ثمّةَ رعدٌ
والمطرُ الموعودُ
يداهُ ورجلاهُ في الجبسِ
فلماذا لا أتفاءلُ باليأسِ
لا.. لا ينفعْ
أن تحرثَ في المستنقعْ
أن تخرجَ من حبّةِ رملٍ منبعْ
لا.. لا ينفعْ
أن تدخلَ فردوسِ الحقِّ
وأنتَ لربِّ الباطلِ تركعْ
لا مرآةَ أرى فيها أحداً
هل أستجدي الزّبدا
ماذا أفعلُ بهذا القلبِ
وفيه عشبُ الرّؤيا نفدا
ماذا أفعلُ بالنّمرِ النائمِ
منذُ الماضي وغدا
جبلٌ يتمخّضُ عن ضفدعةٍ
جدلٌ يتمخّضُ عن جعجعةٍ
أملٌ يتمخّضُ عن يأسِ
فاضربْ كأسَكَ بالكأسِ
واضربْ رأسَكَ بالرأسِ
الذئبُ طليقٌ في الأغنامْ
والكلبُ في عزِّ الخطرِ الداهمِ نامْ
والراعي باعَ الفأسَ
وصارَ سياسيّاً يُفتي
ويبيعُ الأوهامْ”