سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

محمد علي الحكيم: مواقف الحكومة العراقية الهشة سبب تمادي الدولة التركية

ما تزال تبعات زيارة أردوغان، إلى بغداد، تظهر للواجهة، ويجمع المحللون والمراقبون للشأن الإقليمي والعراقي، بأن الزيارة ستلحق الضرر بالعراق، ليس كما يتوقعها البعض، لأن الاتفاقات جاءت ضد العراق وسيادته، ويجمع المراقبون والمحللون، بأن الحكومة العراقية منحت الضوء الأخضر لأردوغان، لبناء قواعد عسكرية جديدة، مقابل إطلاق حصة قليلة من المياه.

قواعد عسكرية تركية جمّة في العراق

وحول ذلك، أكد المحلل السياسي العراقي، محمد على الحكيم، خلال حديثه، لوكالة روج نيوز: “التواجد التركي في العراق، كبير جدا، وهناك العشرات من القواعد العسكرية وقرابة خمسة آلاف جندي، فضلا عن التمدد لعشرات الكيلومترات داخل الأراضي العراقية، والعراق دولة ذات سيادة، وكل ما يحدث يواجه بصمت حكومي عراقي وموقف مخجل جداً”.

وتابع: إن “تركيا تتجه لبناء قواعد عسكرية جديدة ودائمة في الأراضي العراقية، لتحقيق أهدافها ومآربها، مقابل إطلاق تركيا حصة العراق المائية لنهري الفرات ودجلة، وهذا الاتفاق تم بضوء أخضر من قبل الحكومة العراقية.”

وأضاف: “زيارة أردوغان الأخيرة للعراق حققت من خلالها تركيا العديد من مصالحها، وعلى حساب مصالح الشعب العراقي، على الأصعدة كافة، خاصة في الجانب الأمني، وبناء قواعد جديدة ونفوذ اقتصادية بالتحديد، فيما لم تصب في صالح العراق كما كان يعول عليها، بسبب تخبط الحكومة العراقية، وعدم إدراكها للواقع كما هو الآن، ولم تستطع تحقيق المراد من زيارة أردوغان للعراق”.

التواجد التركي مخالف للدستور

وأشار: “بناء قواعد دائمة من قبل الجوار الإقليمي وبخاصة تركيا، أمر مخالف للدستور والقانون، ولا يجوز أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، لكن تساهل الحكومات العراقية المتعاقبة، جعل تمدد العامل الإقليمي في العراق على حساب السيادة العراقية، بسبب المواقف الخجولة من الحكومات العراقية”.

ولفت: “عدد القواعد العسكرية التركية الموجودة في الشمال بباشور كردستان، يبلغ نحو 81 قاعدة، وهي متنوعة بين معسكر كبير وصغير، وموزعة بين هولير ودهوك ونينوى، على طول الحدود العراقية – التركية، وهناك قسم من القواعد العسكرية التركية، منتشر بعمق عشرة كيلومترات في بعض الأراضي العراقية، وبنحو 40 كيلومتراً في مواقع أخرى، على امتداد 200 كيلومتر على طول حدود بين البلدين، ومع الأسف الحكومة العراقية لا تعر بالا لهذا كله؛ ما جعلت تركيا تستمر ببناء المزيد من القواعد والمراكز التي تنتشر في عمق الأراضي العراقية”.

وأكمل: “حتى هذه اللحظة تجاوز عدد الجيش التركي في العراق خمسة آلاف جندي، في قواعد يحتوي بعضها آليات عسكرية مختلفة من المدفعية والمدرعات والسلاح الثقيل، وبعضها الآخر فيها مهابط للطيران المروحي، وأماكن مخصصة للطائرات المسيّرة، لذلك كان ينبغي على الحكومة العراقية، اتخاذ موقف حازم وصارم تجاه تركيا، بدل إعطاء الضوء الاخضر بتشييد قواعد عسكرية جديدة في ظل مخالفة صريحة للدستور والقانون العراقيين”.

واختتم، المحلل السياسي العراقي، محمد علي الحكيم، بقوله: “مؤخرا جرى الكشف عن بناء قاعدة عسكرية جديدة لجيش الاحتلال التركي، في قرية كيستة، التابعة لقضاء آميدية، شمال دهوك، وتحديدا في تل ردي المطل على القرية، حيث أكد شهود عيان أن الآليات العسكرية التركية تعمل ليلاً ونهاراً في هذا الموقع منذ أكثر من أسبوعين، وتهبط طائرات الهليكوبتر هناك بين الحين والآخر.”

ومن الجدير بالذكر، أنه منذ مطلع العالم 2021، كثفت تركيا هجماتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، والشهر الماضي، زار الرئيس التركي أردوغان العراق، والتقى في بغداد برئيس الحكومة، وجرى توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات عدة، لكنها لم تنجح وخاصة المتعقلة بالمياه، حيث رفضت تركيا تطبيقها.