محمد تل كرم: انتفاضة قامشلو أساس ثورة روج آفا

روناهي/ الدرباسية – رأى الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي، محمد تل كرم، أن المجازر التي تُرتكب بحق الشعب الكردي هي نتيجة تنسيق بين نظامي أنقرة، ودمشق، وأشار إلى أن ما جرى مع نادي آمد سبور، استمرار للمؤامرة ضد الشعب الكردي، والقائد عبد الله أوجلان.

تسعة عشر عاماً مضت على انتفاضة قامشلو، التي اندلعت في الثاني عشر من آذار عام 2004، والتي راح ضحيتها المئات من الشبان، والشابات الكرد، من شهداء ومعتقلين، الذين رفضوا الذل والخنوع، ووقفوا في وجه آلة النظام السوري القمعية، وأجهزته الاستخباراتية، التي لا ترحم، بصدورهم العارية، وعملوا على أن تكون المباراة بين فريقي الجهاد من قامشلو، والفتوة من دير الزور، الشرارة الأولى لخلق الفتنة بين الكرد، والعرب.   وبسبب العنف المفرط، الذي اتبعته أجهزة الأمن ضد الكرد، تحولت المناطق الكردية إلى انتفاضة شعبية عارمة، شملت مدن روج آفا وسوريا، من ديرك إلى دمشق، حيث رُفعت شعارات واضحة تطالب بإنهاء السياسات والأعمال العنصرية، ضد الكرد، تلك السياسات القمعية المنظمة التي كانت تتبع بحق الكرد في سوريا، وبأشكال مختلفة.

الهدف القضاء على الوجود الكردي

وحول هذه الموضوع، التقت صحيفتنا الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي بالدرباسية، محمد تل كرم: “إن انتفاضة قامشلو في عام 2004، كانت نتيجة مؤامرة خبيثة بين النظامين التركي والسوري، كان هدفها القضاء على الوجود الكردي في المنطقة، فأرادوا من خلال المباراة إحداث فتنة بين شعوب المنطقة، وبخاصة بين الكرد والعرب، واتخذوا قامشلو مركزاً لتنفيذ المخطط؛ لأنها تعدُّ عاصمة روج آفا من جهة، ومن جانب آخر تنفيذ مخططهم الرامي للقضاء على الوجود الكردي في المنطقة برمتها”.

وأضاف تل كرم: لكن الشعب الكردي قاوم ببسالة، لتكون انتفاضة قامشلو الأساس لانطلاق ثورة روج آفا، حيث أكدت هذه الانتفاضة، أن الطريق الوحيد لما كان يعانيه الشعب يكمن في الثورة على الظلم والاستبداد، وعلى هذا الأساس قررت شعوب شمال وشرق سوريا، وبقيادة الشعب الكردي، إشعال ثورة روج آفا، التي اعتمدت في جوهرها على روح انتفاضة قامشلو”.

بين آمد وقامشلو المؤامرة مستمرة

وحول ما جرى مع فريق أمد سبور تحدث تل كرم: “اليوم نلاحظ تكرار مشهد قامشلو، في عاصمة كردستان التاريخية آمد، حيث تطابقت الأحداث والوقائع والتوقيت، وهي لم تأتِ صدفة، بل أرادوا التذكير بالمجازر السابقة بحق الكرد، وهذه المرة أيضاً عبر مباراة كرة القدم، وأيضاً هي إرسال رسالة للكرد: أنهم أينما كانوا ستتم محاربتهم، وهذه الرسالة تنطلق من العقلية القوموية الشوفونية، التي يعاني منها النظامان التركي والسوري، والتي تمنعهما من التعامل مع الشعوب في المنطقة على أساس التعايش المشترك، والشراكة الحقيقية”.
وأوضح تل كرم: “ما حدث مع فريق آمد سبور، لم يكن مستغربا، حيث إن سياسات التضييق والإقصاء والمحاربة ضد الكرد، ليست بجديدة علينا، وهذا يؤكد أن دولة الاحتلال التركي لا تحارب حزباً أو حركة كردية بعينها، بل تعادي كل كردي، أينما كان، وبشتى السبل الممكنة، فإلى جانب هجماتها العسكرية ضد الكرد، ها هي دولة الاحتلال التركي تحاربهم بوسائل أخرى، فحتى ميدان الرياضة، اتخذوه وسيلة لمحاربة الكرد”.

وبين تل كرم: “على الرغم من المحاولات كلها، إلا إن الكرد أبوا أن يرضخوا للمؤامرات، التي تُحاك ضدهم، وقاوموا أشكال العنصرية والإقصاء والتهميش، ولا زالت انتفاضة الشعب الكردي مستمرة دون توقف، في وجه كل الأنظمة الغاصبة لكردستان، والتي تسعى لطمس الهوية الكردية، ومحو التاريخ الكردي، واقتلاع الكرد من أراضيهم”.

حرية القائد الجسدية ووأد المؤامرة غاية الشعب

ولفت تل كرم: إلى إن “ما جرى في قامشلو والآن في آمد، هو استمرار للمؤامرة الدولية المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، منذ ربع قرن، والتي جاءت بهدف القضاء على الشعب الكردي وقضيته العادلة، من خلال شخص قائد الشعب الكردي، القائد عبد الله أوجلان، ولكن ما حصل هو العكس فالشعب الكردي، وقائده، صعَّدا من نضالهما في وجه طغيان هذه الأنظمة، ما أدى إلى إفراغ هذه المؤامرة من محتواها، ومنع دولة الاحتلال التركي الوصول إلى مبتغاها، وإلى هدفها في إبادة الشعب الكردي”.

الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي في الدرباسية، محمد تل كرم، اختتم حديثه: “ما حدث في قامشلو بالأمس، واليوم في آمد، مخطط هدفه محاربة الشعب الكردي، والقضاء على مكتسباته، التي تحققت بفضل دماء الشهداء، لهذا، علينا تصعيد مقاومتنا في وجه هذه المخططات التآمرية، وإفشالها للوصول إلى حرية القائد أوجلان، وحقوق الشعب الكردي”.