محطات هامة في لعبة كرة السلة للسيدات مع تتويج منتخب الجزيرة باللقب

قامشلو/ جوان محمد ـ منذ شهر تشرين الأوّل لعام 2020، لم نشهد أيّة بطولة رسمية للأندية لكرة السلة للسيدات في إقليم الجزيرة، كما أنه منذ سنوات تُقام بطولات لمختلف الألعاب الجماعية والفرديّة على مستوى شمال وشرق سوريا، ولكن لكرة السلة للسيدات لم نشهد أية بطولة، ومع تنظيم أول بطولة لهذه اللعبة، وتتويج سيدات إقليم الجزيرة باللقب، كان هناك بعض من النقاط الهامة والتي لا بدّ من ذكرها.

نبذة عن اللعبة في إقليم الجزيرة

في شهر تشرين الأوّل من عام 2020، اختُتِمت منافسات مرحلة الذهاب لدوري السيدات للأندية في إقليم الجزيرة، وكانت البطولة بمشاركة ثلاثة أندية هي الآسايش ودجلة وبرخدان، وتصدّرت سيدات الآسايش المرحلة، على أن تنطلق في شهر آذار من عام 2021، مرحلة الإياب، ولكن قبل الوصول لانطلاقة مرحلة الإياب، تم حل فريق نادي برخدان، ولذلك لم يُستكمل الدوري، وبعدها بحوالي عام تم حل فريق نادي دجلة لكرة السلة بسبب غياب البطولات والاهتمام من الجهات المعنيّة باللعبة، ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا، لم تُقَم أية بطولة للأندية للسيدات لكرة السلة في إقليم الجزيرة.

نادي الآسايش الوحيد الذي حافظ على فريقه للسيدات لكرة السلة، ورغم غياب الاستحقاقات للعبة، فقد شكّل مع السنوات فريقاً للشبلات والناشئات، كما افتتح مدرسة لتعليم أساسيات كرة السلة للذكور والإناث في صيف عام 2020، وقبل حوالي شهر من الآن بدأ الموسم الصيفي للمدرسة هذا العام 2023.

صحيفتنا تُسلِّط الأضواء دون توقف

وكانت صحيفتنا روناهي كل فترة تُذكّر السادة المعنيين بضرورة إقامة بطولة ولو تنشيطية أو مباريات وديّة لكرة السلة للأندية، ولكن الأندية في إقليم الجزيرة لم تُعر الاهتمام لِتُنشط فرق لكرة السلة بسبب غياب أي مبادرة تشجيعية أو دعم يلوّح بالأفق من قبل المجلس الرياضي، وعليه الأندية بمعظمها لم تنشط اللعبة حتى قبل حوالي شهرين فقد شهدنا نادي برخدان يقوم بتشكيل فريق لسيدات كرة السلة، وقام باستعارة بعض اللاعبات من نادي الآسايش، وينتظر تنشط أندية أخرى لفرق كرة السلة للسيدات حتى نستطيع مشاهدة بطولة ولو تنشيطية لكرة السلة للسيدات في إقليم الجزيرة.

الخطوات الأولى في شمال وشرق سوريا

ننتقل إلى المناطق عامةً في شمال وشرق سوريا، ففي هذا العام ظهرت بعض البوادر الإيجابية بإقامة بطولة لكرة السلة للسيدات على مستوى شمال وشرق سوريا، وذلك مع تشكيل فرق لكرة السلة بالرقة والطبقة، وكان الاعتماد على الطالبات من المدارس، كما شُكِّل مؤخراً فريق لتمثيل كوباني وإقليم الفرات، ولكنه لم يُشارك في البطولة التي أُقيمت مؤخراً في مدينة الرقة والتي كانت بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط.

غياب الترويج الإعلامي خطأ فادح

ورغم تذكيرنا لأكثر من مرة الجهات القائمة على تنظيم البطولات في شمال وشرق سوريا بأن الجانب الإعلامي، هو الأهم والذي يعتبر مرآة لتلك البطولات، ولكن تستمر نفس الأخطاء في كل بطولة، وهي غياب الترويج الإعلامي المناسب، والمواكبة لأحداثها باستمرار.

وهذا الخطأ الفادح يتكرر قبل معظم البطولات على مستوى شمال وشرق سوريا، والأمر نفسه حدث في بطولة كرة السلة للسيدات، والتي كانت الأولى من نوعها، وكان من الأجدر التحضير بشكلٍ أفضل للترويج إعلامياً للبطولة، وخاصةً كما ذكرنا فقد كانت الأولى من نوعها. ولكن مثلها مثل العديد من البطولات على مستوى شمال وشرق سوريا يتم الإعلان عشية البطولة فقط؛ مما لا يتم الترويج ودعوة المواطنين لحضور يوم الافتتاح بشكل مناسب.

وفي الأسبوع المنصرم بدأت الأخبار تتواتر على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي عن وجود بطولة لكرة السلة للسيدات على مستوى شمال وشرق سوريا، وتلك الصفحات نقلت الخبر قبل صفحات المجالس الرياضية نفسها!، وليس كسبق صحفي لا أبداً، بل كان واضحاً غياب التنسيق في مكاتب تلك المجالس المعنية بلعبة كرة السلة مع مكاتبها الإعلامية.

وفي الساعة الحادية عشر ليلاً وقبل انطلاق البطولة بساعات تم الإعلان رسمياً عن جود بطولة لكرة السلة للسيدات على مستوى شمال وشرق سوريا!، والتي كانت بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط وهي: إقليم الجزيرة والطبقة والرقة، ولكن الأهم إلى أي مدى كان هناك ترويج لها؟ وكونها تقام للمرة الأولى، ومع هذه البداية الضعيفة إعلامياً، فقد كانت كلها دلالات على التمسك بعقليّة الانحياز للاهتمام بلعبة كرة القدم فقط من قبل المجالس الرياضية كافة، أكثر من باقي الألعاب، وهذا الأمر الذي انعكس سلباً على سير وتطور باقي الألعاب بشكلٍ عام، ولذلك مختلف الألعاب تشهد ضعفاً في الإقبال على ممارستها، وخاصةً من الإناث، علماً أن معظم الألعاب تقام بطولاتها لمرة واحدة فقط في العام، ومنها لا تقام حتى في إقليم الجزيرة، على سبيل المثال، ويبدو هذا حال باقي المناطق بشكلٍ عام.

تحضير ضعيف للبطولة

وبدأت مؤخراً البطولة في مدينة الرقة بمشاركة ثلاثة منتخبات كما ذكرنا، والطامة الكبرى كانت عندما نشر المجلس الرياضي خبر مباراة منتخبه بنتيجة خاطئة!، وتواصلنا معهم حتى عرفنا النتيجة الصحيحة، وأقيمت المباريات كافة في منشأة الشهيد أدهم بمدينة الرقة.

ومن خلال مراقبتنا منذ سنوات لكرة السلة للسيدات في عموم شمال وشرق سوريا، فقد كان معروفاً بأن منتخب إقليم الجزيرة كان الأفضل، وكان واضحاً أنه سوف ينال اللقب، لأنه بالأساس المنتخب مثله مثل لاعبات نادي الآسايش فقط، واللواتي يتمتعن بخبرة وانسجام وتفاهم كبيرة في الملعب، ناهيك عن تمارين لا تنقطع منذ سنوات، وعكس المنتخبين الطبقة والرقة كان واضحاً بأن التحضيرات لم تكن بالشكل المطلوب لهذه البطولة، ولكنها بالمجمل تُعدُّ تجربة جيدة للاعبات المنتخبات كافة، من خلال الاحتكاك والشعور بأن هذه اللعبة باتت تجلب بعض من الاهتمام من قبل الجهات المعنية في عموم شمال وشرق سوريا.

تفاصيل ومجريات البطولة الأولى من نوعها

وننتقل إلى تفاصيل البطولة التي دامت ليومين، وفي مباراة الافتتاح فازت سيدات منتخب الرقة على سيدات منتخب الطبقة بنتيجة 50 نقطة مقابل 10 نقاط لمنتخب الطبقة.

أما في المباراة الثانية من اليوم الأول فقد فازت فيها سيدات إقليم الجزيرة وبنتيجة كبيرة على سيدات الطبقة، وكانت بنتيجة 102 نقطة مقابل 17 نقطة.

واختتمت البطولة بمباراة جمعت بين سيدات منتخب إقليم الجزيرة وسيدات منتخب الرقة، وانتهت بفوز سيدات منتخب إقليم الجزيرة بنتيجة 39 نقطة مقابل 13 نقطة لسيدات منتخب الرقة، وليتوّجن بلقب البطولة الأولى لكرة السلة للسيدات في شمال وشرق سوريا، كما نالت كلاً من انديرا علي من منتخب إقليم الجزيرة جائزة أفضل لاعبة في البطولة، واللاعبة هالة حمو لقب الهدافة بتسجيلها 53 نقطة، كما نالت لاعبة منتخب الرقة ريماس الجوبان جائزة أفضل لاعبة ناشئة.