سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

محاضرة عن ” زبيد والعكيدات” في مكتبة محمد منلا غزيل

تقرير/ آزاد الكردي –

بعنوان”
نظمت مكتبة محمد منلا غزيل محاضرة، ألقاها الباحث جاسم الهويدي في صالة المكتبة جاءت بعنوان ” زبيد والعكيدات” تطرق خلالها للحديث عن أصل العرب، والهجرات الأولى من الجنوب إلى الشمال، والأصل الحقيقي لنسبهما. وبحضور مؤسسات ومجالس ولجان الإدارة، إضافة لحضور ممثلين عن الأحزاب والشخصيات السياسية، وكوكبة من النخب الثقافية، والعديد من أهالي منبج.
المرجعية التاريخية لأصل العرب
في المحور الأول من المحاضرة التي استهلها الباحث؛ جاسم هويدي بالحديث عن أصل العرب، فأشار أنهم يتألفون من ثلاث طبقات، أوجزها كالتالي: ” طبقات العرب ثلاث، وهم العرب البائدة؛ وقد سادت ثم بادت منها 10 قبائل نذكر منها (طسم، جديس، أميم، جرهم). وثانيهما؛ العرب المستعربة؛ فجدهم اسماعيل الذبيح ابن هاجر بنت الملك كنعان، ومن خلفته 12ولداً، وتناسل منهم (تغلب- بكر- قيس عيلان- مضر الحمرا- ربيعة)، وفي ربيعة يقول هرقل لآريوس بن جارس:” اذهب إلى أرض ربيعة، وابنِ لك قلعة، واحكم”، فجاء مدينة ماردين، وفيها؛ قلعتان لليوم وحديثاً هما عشيرة ” البقارة –المشاهدة”.  وثالثهما؛ العرب العاربة (القحطانيون)، ويعود نسبهما إلى سام بن نوح، ويعرب الذي تعود نسبة العرب إليه، ملك تولى الملك بعد قحطان”.
زبيد وهجراتها الثلاث
في المحور الثاني من المحاضرة، تطرق المحاضر إلى هجرات العرب الثلاث، فتحدث عن أبرز القبائل في اليمن، ونوه أيضاً إلى أبرز الشخصيات المؤثرة في هذا الوقت بالقول: ” لقد أنشئ سد مأرب في اليمن حيث أصبحت تسمى بلد السدود والقصور، ففيها ( قصر رغدان وغمدان وناعط وصرواح). وكانت تعود إلى قبيلة سبأ التي جاء ذكرها في القرآن في قوله تعالى:” لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وعن شمال. ثم جاء من بعدهم حمير، فقد ورد في معجم البلدان إن قريشاً لما هدمت الكعبة، وجدت في أساسها حجراً مكتوباً، بالخط المسند ( من ملك ذمار… لحمير الأخيار)، وحمير هذا كان ملكاً وضع التاج على رأسه ٥٠ سنة، وملك أعنة الخيل، وغزا. وللحميريين حروف خاصة وأرقام خاصة، تدرّس في الحضارة الحميرية، بالسنة الثالثة من كلية التاريخ بجامعة دمشق. وحكام سبأ يلقبّون” بيكرب” . ولابد من الإشارة أنه لا يوجد شبر في وادي أو جبل باليمن إلا وفيه أثر حميري. ويروى إن كاهنة تنبأت لمعد بن يكرب بانهدام السد، الذي أمر ابنه أن يهينه ويشتمه أمام الناس بعد قول الكاهنة، فكانت (الهجرة الأولى) بعد تهدم السد. وقال تعالى في ذلك: “وأرسلنا عليهم سيل العرم”. فهاجرت قبائله إلى نجران (أبها وعسير)، واستوطنوا هناك، وكان وجهاؤهم وشيوخهم” آل عبد المدان”. أما الغساسنة؛ فاستوطنوا الشام، في حوران وبصرى والبوكمال، وأما المناذرة؛ فهم من لخم، عاصمتهم ” الحيرة”، ومنهم؛ النعمان بن منذر ابن ماء السماء، ومنهم آل عبد المدان أيضاً”.
المحاضر أضاف: ” إما (الهجرة الثانية)، فقد جاءت في كتاب “مكة وحضرموت رحلات ومشاهدات لعاشق بن غيث البلاوي”. ويعرف منها عمرو بن معد الذي هاجر من نجران على يد الإمام الهادي، وكان قويًا، انتصر على زبيد، وهجّرهم من نجران إلى عقدة، وكان ذو قوة خارقة، يطحن حبة الحنطة بيده، وتثليث، هي بلدة عمرو مازال لليوم بيته موجوداً، وتمت الهجرة بسبب الضغوط الأمامية الزيدية على زبيد، أما (الهجرة الثالثة)؛ فقد وصلت قوافل زبيد إلى حائل، واتخذت من عقدة مرتعاً لها خصباً بين جبال أجا وسلمى والطال. وكانت حائل تسمى” القريات” في العصر الجاهلي لكن قبائل شمرا، اجتمعت وتحالفت على زبيد، وهي” زوبع واسلم وعبدة”، وبعد ذلك هزمت شمر زبيداً، ورحلوا إلى بئر هداج عند رجل يقال له بهيج، ومكثوا هناك، وتوفي بهيج، وتسلم جبر جد الجبور مشيخة زبيد، وله أخوة منهم: (عبيد-محمد- جبرين)، وجبرين هذا غادر بئر هداج، ورحل إلى منطقة الجابرية في البوكمال وحصيبة وهو على ناقته التي تدعى “الحيه”، وقد أورد ذلك” هنري شارل في كتابه الغنامة على الفرات  الأوسط”.