تقرير/ آلدار آمد ـ دلال جان –
روناهي / الحسكة- بعد تحرير مناطق جنوب مقاطعة الحسكة من رجس المرتزقة على أيدي قوات سوريا الديمقراطية، والتي خلفت ورائها الكثير من المآسي لأهالي هذه المناطق وخاصةً الشدادي وريفها، حيث عاثت فساداً ودماراً وخلقت النزاعات والفتن بين المواطنين، كان لا بد من العمل على إعادة الأمور إلى نصابها وإصلاح ما أفسده ودمره المرتزقة وإعادة بناء العلاقات الاجتماعية والسياسية.
وقد ازدادت في تلك الحقبة التناقضات بين الأهالي حيث عمد المرتزقة إلى ذلك بهدف بسط سيطرتهم ونفوذهم على المنطقة، حيث كانت الأحكام والقوانين التي أصدرتها بحق الأهالي جائرة.
المرأة أكثر الفئات التي تعرضت للظلم على يد المرتزقة
وكانت المرأة أكثر الفئات التي تعرضت للظلم على يد المرتزقة، مما جعل المجتمع يعيش في حالة من الرعب والخوف ويعاني الويلات من ممارسات المرتزقة، وبعد تحرير الشدادي كان من الضروري تأسيس مجلس العشائر العربية فيها، والتي أخذت على عاتقها التواصل بين أبناءها من أجل حل المشاكل والنزاعات المختلفة بين المواطنين من جهة، وضمن الأسرة الواحدة من جهة أخرى.
وقد زارت صحيفة روناهي مكتب مجلس العشائر العربية في الشدادي للاطلاع على العمل الذي يقوم به.
دور المجلس في تصحيح الوضع في المنطقة
حيث التقينا بعضو مجلس العشائر العربية أحمد الدخيل الذي حدثنا عن مجلس العشائر في الشدادي قائلاً: “من المعروف بأن الشدادي وريفها مرّت بمرحلة عصيبة خلال حكم المرتزقة الذين نشروا الفساد والخراب في المنطقة على كافة الأصعدة، وخاصةً النزاعات بين العشائر وفي الأسرة الواحدة، وكانت هناك حاجة ماسة إلى من يقوم بتصحيح هذا الوضع المأساوي”. وأضاف الدخيل بأن عدة عشائرعربية بادرت إلى تأسيس مجلس العشائر العربية في الشدادي بعد تحريرها من قِبل قوات سوريا الديمقراطية، لتصبح مرجعاً للأهالي في حل الخلافات والنزاعات التي حصلت بينهم أثناء سيطرة المرتزقة على المنطقة.
كما أشار الدخيل بأن المجلس يضم العديد من ممثلي العشائر العربية منها البو حمدان، المحاسن، البكارة، العكيدات، البو نجاد، وغيرهم، وذلك من أجل التنسيق فيما بينهم لحل كافة القضايا التي تهم المواطنين في المنطقة. متابعاً بأن للمجلس دور كبير في حل أغلب النزاعات والخلافات التي ظهرت فيها، وذلك بالتنسيق والتعاون بين المجلس والعشائر والجهات المعنية حول هذه القضايا والخلافات، والتي لاقت قبولاً جيداً من قبل أهالي الشدادي وريفها، ومنها نزاعات الثأر القديمة بين بعض العشائر أو قضايا الشرف، والخلافات حول الأراضي الزراعية والمقاسم السكنية والعقارية.
تشكيل مكتب لاستقبال شكاوي المواطنين بغية حلها
وذكر الدخيل آلية العمل لديهم حول استقبالهم لشكاوي المواطنين بغية حلها مسترسلاً بأنهم قاموا بتشكيل مكتب لاستقبال شكاوي المواطنين في المجلس، حيث تتم دعوة الطرفين المتنازعين من أجل حل الخلاف، وقد تمكن المجلس عبرها من حل العديد من الخلافات بين المواطنين وإجراء عملية المصالحة بين هذه الأطراف.
وتابع حديثه: “حالياً يقوم المجلس بحل النزاع بين عشيرتين من العكيدات على أراضي زراعية مضت عليها مدة تتجاوز الخمسة عشر عاماً والتي تحولت إلى اشتباك مسلح بينهما، مما أدى إلى مقتل شخصين من كلا الطرفين، وبعد تدخل المجلس والتفاوض معهم تمكن من إقناعهم بإجراء الحوار والتفاوض من أجل الوصول لحل، ونعمل على زيادة التقارب بين الطرفين من أجل حلها بشكل نهائي في المرحلة القادمة”.
نسعى لتأمين كافة الخدمات حسب الإمكانات
وعن تقديمهم الخدمات العامة للمواطنين أشار الدخيل بأن المواطنين يراجعون المكتب لطلبات خدمية مثل التوظيف لدى الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث تم التنسيق معها في حال وجود شاغر أو تعيين لديها، ومن ناحية أخرى تم التنسيق مع المجلس الشعبي في الشدادي من أجل تلبية مستلزماتهم وطلباتهم الأساسية ومناقشتها وكيفية إيجاد الحلول المناسبة لها، مثل الخدمات الصحية والصرف الصحي وتأمين المحروقات والخبز، منوهاً بأنهم يقومون بإجراء الاجتماعات مع الأهالي وزيارة الكومينات من أجل معرفة أوضاعهم ومشاكلهم، وأيضاً لشرح الأوضاع التي تمرُّ بها المنطقة، مختتماً حديثه “نتعاون من أجل تأمين الاحتياجات الأساسية لهم حسب إمكاناتنا، كما نقوم بزيارة العديد من المناطق التابعة للشدادي للاطلاع على أوضاعهم مثل منطقة الصور ومركدة”.
عمد المرتزقة إلى تدمير البنية التحتية للمنطقة
