سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مجزرة كوباني وصمةُ عارٍ على جبين الإنسانية حتى يُحاسَب الجُناة

ميرخان عمادي_

يصادف الخامس والعشرين من حزيران الذكرى الأليمة التاسعة على مجزرة كوباني على يد مرتزقة داعش وبالتعاون مع دولة الاحتلال التركي.
فبعد أن تلقت مرتزقة داعش ضربة قوية في قلعة الصمود كوباني، التي كسرت شوكة الإرهاب وداعميها، وخاصةً دولة الاحتلال التركية الراعية الأولى للإرهاب؛ قامت داعش وبالتعاون مع دولة الاحتلال التركي بشن هجوم على كوباني بعد تحريرها بخمسة أشهر، واستشهد نتيجة هذا الهجوم الوحشي أكثر من 250 شخصاً، وأُصيب المئات، في عملٍ وحشي بكل معنى الكلمة جرى تخطيطه وإدارته من جانب الفاشية التركية، والتنفيذ بيد أداتها داعش، فأردوغان ومرتزقته لم يَرُق لهم انتصار مقاومة كوباني التاريخية التي أبهرت العالم، حيث عجزت جيوش الدول بعتادها وأسلحتها عن الوقوف بوجه تمدده في مساحات واسعة، وخاصةً في العراق وسوريا.
أردوغان خليفة داعش والممول والداعم الرئيسي للإرهاب، والذي كان يتابع مشهد هجوم داعش على كوباني وريفها يُنادي بهذه الكلمات “ستسقط كوباني، ستسقط بعد قليل”، إلا أن أبطال وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة كان لهم رأي آخر وأكدوا على الاستمرار في مقاومتهم حتى تم التحرير.
نعم، صرخات المقاتلين والمقاتلات وشجاعتهم وملاحمهم البطولية في المقاومة قالت “هنا كوباني قلعة المقاومة ولن تسقط” وتمت هزيمة داعش في 26 من كانون الثاني عام 2015.
خليفة الإرهاب أردوغان لم ينسَ ذلك الانكسار لمرتزقته، فقام بارتكاب مجازر يندى لها جبين الإنسانية، ذلك العالم الذي تم إنقاذه من قبل أبطال وبطلات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة من الإرهاب وقف موقف المتفرج مما حدث، فقد تلون تراب مدينة المقاومة بدماء الأطفال والنساء والشيوخ.
نعم، كانت مجزرة كوباني و”برخ باتان” من أكثر المجازر الدموية في يوم 25 حزيران عام 2015، حيث هاجمت خفافيش الظلام  كوباني وعدد من القرى بتمام الساعة الرابعة فجراً وقامت بارتكاب مجازر وحشية ، بعد أن  تنكروا بالزي العسكري لوحدات حماية الشعب، تلك الغربان السود التي كانت تقتل كل من تصادفه بطريقها، فكانت بحق إبادة جماعية بحق الأهالي ويوماً أسوداً لايزال محفوراً في ذاكرة شعب كوباني، فالجثث والدماء كانت تملأ المكان، وأصوات الأطفال البريئة تملأ المنازل ودماءهم الطاهرة تُراق أمام أنظار المنظمات والمجتمع الدولي.
طبعاً لم تكن هذه المجزرة الوحيدة لمجرم العصر أردوغان، فقد أضيفت هذه الجريمة الشنيعة إلى السجل القذر للفاشية التركية على مدى تاريخها الإرهابي بحق الشعوب، هذه الجريمة جرت في وضحِ النهار أمام أنظار العالم الذي ادعى فرحه بهزيمة داعش في كوباني، ولكنه لم يفعل شيئاً بصدد هذه الجريمة التي يجب محاكمة الاحتلال التركي عليها في محكمة الجرائم ضد الإنسانية، أردوغان الذي فتح حدوده على مصراعيها لتدفق الإرهابيين من كلّ حدبٍ وصوب، لا يزال يُهاجم إقليم شمال وشرق سوريا مُرتكباً بين اليوم والآخر مجزرة تلو الأخرى، وينسى المجتمع الدولي تضحيات أبناء شمال وشرق سوريا ضدّ أخطر وأعتى تنظيم إرهابي في العالم.
أصوات الأبطال الذين ضحوا بحياتهم لحماية الإنسانية من الإرهاب تنادي الشعوب الحرة وتقول: كما تضامنتم مع مقاومة كوباني ضد داعش، عليكم  تحمّل تلك المسؤولية في ردع مجازر دولة الاحتلال التركي عن شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، وعلى المجتمع الدولي تحمّل المسؤولية في دعم قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في الوقوف بوجه خلايا داعش، الذي يستمر بتنظيم نفسه وتحوّل إلى حرب العصابات، كما يجب محاكمة مرتزقة داعش المتواجدين في السجون، والانتباه جداً لخطر المخيمات التي تأوي الآلاف من عوائل داعش؛ لأن تلك المخيمات لو انفجرت ستتحول إلى قنابل موقوتة تهدد كافة شعوب العالم.