سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مجزرة زاركله…ثقافة الإبادة مستمرة

روج نيوز –

يحفل التاريخ الحديث والقديم للعثمانية الطورانية بالكثير من الصفحات الموسومة بالدم، وبخاصة الدم الكردي الذي كثيراً ما أريق بسبب وبدون سبب، واليوم يصادف مرور أربعة أعوام  على  المجزرة التي ارتكبتها تركيا في قرية زاركله بقنديل ، بينما لازالت حكومتا الإقليم والعراق تديران ظهرهما للهجمات التركية على المنطقة والتي تكررت فيها عشرات المجازر الأخرى بحق المدنيين.
المجزرة التي ارتكبتها الدولة التركية بقصف جوي راح ضحيتها 8 شهداء وما لا يقل عن 10 مصابين جلهم مدنيين، لتضاف إلى سلسلة الانتهاكات التركية الأخرى بحق الشعب الكردستاني.
وتكررت المجازر في اقليم كردستان بهجمات جوية و برية تركية، والدماء التي سكبت في جميعها لم تكفي لدفع السلطات في باشور لاتخاذ موقف حازم ضد الانتهاكات والجرائم التركيتين، وبل ولاتزال تغض النظر عنها وكأن شيء لم يحصل، وإن أصدرت بياناً أو ما شابه فإنه يخلو من إدانة لجيش الاحتلال التركي، وتحميل حزب العمال الكردستاني المسؤولية عن ذلك. فيما الحكومة المركزية العراقية تقف موقف المتفرج العاجز.
وتواصل السلطات التركية بشكل شبه يومي قصف طول المناطق الحدودية الشمالية  للمناطق الكردية والكثير من الهجمات تلك تستهدف مدنيين ويذهب العشرات فيها بين جريح وشهيد فضلاً عن الأضرار التي تُلحقها بممتلكاتهم.
 استباحة  عمق الأراضي العراقية:
التمادي التركي اجتاز مستوى المناطق الحدودية بل وطال عمق الأراضي العراقية في قضاء مخمور وكذلك في شنكال خلال الفترات الماضية، كل ذلك ولا زال الصمت الحكومي سيد الموقف الذي يخالف تماماً موقف الشعب الرافض للهجمات والاحتلال ووصل به الحال الى فقدان الثقة بالحكومة بل الذهاب بنفسه لمواجهة التعسكر التركي كما حصل في شيلادزي مطلع العام الجاري.
ما حصل في قرية زاركله يتكرر بين الفترة والأخرى ولم تكن المجزرة الأولى التي ترتكبها الدولة التركية في جنوب كردستان، كما انها لم تكن الأخيرة فقد استمرت سلسلة المجازر بحق الشعب.
الانتهاكات التركية …عودٌ على بدء:
واستهدفت الطائرات الحربية التابعة لجيش الاحتلال التركي مساء يوم 27 حزيران 2019، عربة مدينة في جبل كورتك في أطراف قنديل أسفر القصف عن استشهاد ثلاثة مدنيين بينهما امرأة و طفل وإصابة خمسة آخرين، و جميع الضحايا من عائلة واحدة.
هذا المكان هو نفسه الذي وقعت فيه مجزرة سابقة واستشهد فيها 7 مدنيين وجميعهم أفراد عائلة واحدة ، بقصف تركي يوم 21 آب 2011 .
تقول الرئيسة المشتركة لبلدية قنديل كولاله عثمان، أن الهجمات تتكرر والمجازر تتكرر والجميع يعرف إن تركيا تهدف إلى إبادة الشعب ولا تستهدف حزب العمال كردستاني فقط.
وأضافت ” الدولة التركية تستهدف حتى الرضيع الكردي”. وأشارت إلى إن القصف خلّف أيضاً أضرار مادية كبيرة طالت ممتلكات المدنيين والبنى التحتية في المنطقة .
مع سقوط هذا القدر من الضحايا المدنيين إلى جانب الخسائر المادية التي الحقت بممتلكاتهم، وتسببت بنزوحهم من قراهم، لم تتحلى الأحزاب السياسية في الإقليم بمواقف جديرة بالذكر، بل كانت على العكس في صالح المستبد التركي ومخيبة لآمال الكرد، تركت الكثير من التساؤل والدهشة في الشارع الكردي.