سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مثنى عبد الكريم: “الشعب السوري يدفع ثمن الصفقات في إدلب وحماة”

 تقرير/ مصطفى الخليل –

روناهي/ الطبقة ـ تستمر قوات النظام السوري المدعومة من روسيا تقدمها البري السريع في ريف إدلب وحماة الشمالي بشكل كامل، بعد السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية وفرض طوق حول تلك المدن والقرى. وهذا التقدم السريع يتزامن مع صمت دولة الاحتلال التركي وانسحاب مرتزقتها. لهذا؛ يبدو في الأفق صفقة بيع جديدة على حساب الشعب السوري ومن يدفع الفاتورة هو الشعب السوري.
راعي الإرهاب الأول
ولمعرفة الرؤيا السياسية لما يجري على الساحة في إدلب؛ أجرت صحيفتنا لقاءً مع رئيس فرع حزب سوريا المستقبل في الطبقة مثنى عبد الكريم والذي حدثنا قائلاً: “يرى العالم اليوم ما يحصل في إدلب من عمليات عسكرية، الهجمات خلفت عشرات الآلاف من النازحين، وهذا الأمر كانت متوقعاً، وظهر ذلك في تصريحات بوتين السابقة التي أكد فيها أن إدلب ستعود إلى حضن الوطن عاجلاً أم أجلاً، تزامنت مع تحشدات عسكرية في تلك المنطقة. وفي الطرف أصدرت المجموعات المرتزقة الموالية لدولة الاحتلال التركي بياناً عن قدرتها بحماية إدلب وحماة، وصد أي هجوم تستهدف المنطقة”.
وتابع عبد الكريم حديثه بالقول: “اليوم لم تصمد تلك الفصائل أمام الهجمات التي استهدفت ريف حماة وإدلب، وهناك أكثر من 50 مدينة وقرية تم سيطرة قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وإيران عليها ودون مقاومة، وكل شيء يثبت أن هناك صفقة، يدفع ثمنها الشعب السوري، بينما المجموعات المرتزقة فرت من أرض المعركة واتجهت نحو الراعي الأول للإرهاب وهو المحتل التركي. أما الشعب والمدنيين فمصيرهم مجهول أين يذهبون؟ ومن يتحمل المسؤولية في الدرجة الأولى هي حكومة العدالة والتنمية التي كانت تستخدم هؤلاء المرتزقة كورقة وعندما حان الوقت أحرقتها وتخلت عنها”.
استهداف الرتل التركي مسرحية
وأشار عبد الكريم إلى أنّ روسيا كانت توجه رسائل سياسية من خلال استهداف نقاط المراقبة التركية، وأكد: “أردوغان لم يستطع حماية رتله العسكري وإرساله كان مجرد مسرحية إعلامية، أرسلت روسيا من خلال قصف نقاط المراقبة التركية في حماة رسائل سياسية، مفادها “أننا قادمون ولن نقيم لتركيا وزناً”، وهذا الذي يحدث اليوم من تقدم لقوات النظام وروسيا في حماة وإدلب دون مقاومة تذكر يؤكد ذلك، أما اليوم فصفقات البيع التي تمت في مؤتمر سوتشي باتت واضحة، وقد قلت في وقت سابق أن هناك تغير سكاني، وأن دولة الاحتلال التركي تدس السم في العسل؛ فلا تثقوا بالأتراك ولكن لم يسمعنا أحد”.
وأردف مثنى عبد الكريم حديثه بقوله: “الشعب السوري لم يعد يثق بوعود أردوغان، والأتراك قدموا الدعم الكبير للإرهاب وهذا لم يعد خافياً على أحد، لم تعد هناك ثقة بدولة الاحتلال التركي ونقاط المراقبة لم تعد موجودة أصلاً؟ لم يعد لمنطقة خفض التصعيد أي وجود، لم يعد الشعب السوري يثق بوعود أردوغان الكاذبة بعد مناطق خفض التصعيد التي تم تسليمها للروس”.
واختتم رئيس فرع حزب سوريا المستقبل في الطبقة مثنى عبد الكريم حديثه بالقول: “اللقاء الذي جرى بين بوتين وأردوغان في موسكو، لم يحقق النتائج المرجوة، وصفقة إس 400 التي تم توقيعها واليوم أردوغان تباحث مع بوتين حول ماذا؟ على ما تبقى من إدلب وريف حلب الشمالي؛ فهل سيكون مصير تلك المناطق كمصير إدلب؟ هناك حوالي ثلاثة ملايين نسمة في تلك المناطق، ما مصيرهم؟ هناك الكثير من التساؤلات في ظل الضبابية التي تشوب الموقف هناك وبخاصة بعد تصريحات أردوغان الأخيرة حول المحافظة على نقاط المراقبة وخوفه على جنوده”.