سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

متى نشهد تحكيماً نسائياً في المباريات بإقليم الجزيرة؟

قامشلو/ جوان محمد ـ

خضعت بعض الفتيات لدورات تحكيم في لعبة كرة القدم بهدف قيادة المباريات والبطولات الأنثوية الكروية في إقليم الجزيرة، ولكن هذه الخطوة م لم تُترجم على أرض الواقع بعد، ولذلك يتطلب العمل لتطبيقها في المواسم القادمة وبدون تردد.
ولم يكن من السهل في البداية انخراط الفتاة في ممارسة لعبة كرة القدم، وانضمامها للفرق الكروية التي تتشكل في المنطقة، وتخطت بقوتها وإرادتها كل حلقات التنمر والسخرية من الكثيرين من أصحاب الذهنية الرجعية، والتي كانت تجد في الفتاة على أن مكانها المطبخ فقط.
وجنباً لجنب الفتاة مع مدربها وأهلها استطاعوا الوصول لمنصات التتويج في إقليم الجزيرة وعلى مستوى شمال وشرق سوريا وسوريا عامةً.
واليوم نشهد الفتاة بأنها أصبحت مساعدة مدرب وحتى تدرب الفئات العمرية في بعض المدارس الكروية الأنثوية مثل مدرسة صقور الآساييش لكرة القدم ومدرسة أهلي عامودا، كما أصبح هناك فتيات يعملن في اللجنة الفنية الكروية الأنثوية بتكليف من المجلس الرياضي في إقليم الجزيرة، بينما بقيت خطوة أن نراها حكمة في المسابقات الكروية، ولكنها حتى الآن غير مُطبقة على أرض الواقع.
يُتطلب نقلة نوعيّة
وفي حال تم انخراطها في مجال التحكيم، وقامت بهذه المهمة في المباريات للبطولات الأنثوية فسوف يعتبر ذلك نقلة نوعية في الكرة الأنثوية، وستكمل بذلك حلقات الإنجازات الكبيرة التي تحققت على مستوى الإقليم وسوريا ككل.
ففي عام 2016 بدأت الفرق الكروية الأنثوية بالتشكيل، وفي عام 2017 بدأت أول بطولة كروية للسيدات في الملاعب المغطاة الصغيرة “سداسيات” بإقليم الجزيرة، وحققت سيدات قامشلو اللقب، وفي الموسم 2019 ـ 2020، حققت لاعبات من أندية إقليم الجزيرة لقب أول دوري سوري على الملاعب المكشوفة باسم سيدات نادي عامودا، وكررن الإنجاز باسم سيدات الخابور في الموسم 2020 ـ 2021، وبنفس الموسم سطرنَ التاريخ بإقامة أول دوري في إقليم الجزيرة لسيدات كرة القدم على الملاعب المكشوفة والكبيرة، وحققت سيدات نادي الآساييش اللقب.
وفي خِضم تسارع الأحداث والتغييرات على الكرة الأنثوية وتحقيق الإنجازات، بات مطلوباً أن تنتقل الفتاة من دور لاعبة إلى حكمة، وسيأتي ذلك عبر تكثيف الدورات بمجال التحكيم على المستويين النظري والعملي.
لا مستحيل أمام الإرادة القوية
ولا يجوز أن نجد بأن تطبيق هذه الخطوة سيكون مستحيلاً، نعم ستكون صعبة، ولكن لا مستحيل أمام العمل بجدية وترجمتها على أرض الواقع، وكما ذكرنا بأنها عانت في بداية انخراطها في مجال لعبة كرة القدم كلاعبة وكحكمة قد تكون المهمة أصعب، ولكن طالما جرت خطوات بهذا الصدد فيُتطلب الاستمرار بها، لحين الوصول للمطلوب.
فبتاريخ23/12/2022، أُقيمت دورة تحكيم (تنسيب)، وحاضر فيها الحكم الدولي عبد الرحمن رشو بمقر المجلس الرياضي بمدينة قامشلو، وتضمنت دروس نظرية وعملية، وشارك فيها حوالي 20 متدربة ومتدرب، وخضعوا لدروس واختبارات نظرية وعملية، مما يوحي بأن الأرضية باتت مُجهزة قليلاً للعمل بجدية وإكمال خطوة وصولها لقيادة المباريات.
وترجمة هذه الخطوة ستأتي بإشراك الفتيات اللواتي خضعن لدورات تحكيم سابقاً إلى قيادة بعض المباريات الودية لمباريات البراعم ذكور، وناشئات وسيدات، وتكثيف هذه المباريات إلى أن يصبح الوضع ملائماً كي نجدها في البطولات الرسمية سواء إن كانت للإناث أو للذكور.
وقد يجد البعض في قيادتها لمباريات الذكور أمراً مستحيلاً تحقيقه، ولكن كان في السابق مشاهدة الفتاة تلعب كرة القدم أيضاً أمراً شبه مستحيل، ولكن ها نحن نشهدها إلى أين وصلت وشرحنا ذلك في سياق التقرير.
إن الكثير من الخطوات في رياضة إقليم الجزيرة تبقى دون متابعة واستمرار، مثل افتتاح مراكز تدريبية لبعض الألعاب الرياضية، وبعد فترة تجد كل شيء تبخّر، ولم تكن إلا عبارة عن مقترح وانتهى، وما يؤكد كلامنا، ففي الكثير من المناسبات يتم الإعلان عبر منشور على صفحة المجلس الرياضي، بفتح مركز تدريبي للعبة معينة، ولكن بعد فترة ترى بقية الفكرة والخطوة مجرد منشور لا أكثر ولا أقل، مثل ما حصل في عام 2021، فقد تم الإعلان عن قرب افتتاح مركز تدريبي للعبة التايكواندو في قامشلو، وحتى الآن لم نشهد هذا المركز على أرض الواقع.
لذلك يُتطلب من المجلس الرياضي العمل على خطوات مُكملة لخطوات توقفت في السابق، ومنها خطوة التحكيم النسائي في البطولات الرسمية، وسيتحقق ذلك بالخطوات التي تم ذكرها، ومنها قيادتها لمباريات ودية لفئات البراعم من الذكور والناشئات والسيدات.