متى نشهد العرس الكردي كروياً؟

قامشلو/ جوان محمد ـ

تتالى أعراس الشعوب في المناطق والبلدان والقارات المختلفة في العالم، وبعد العرس العربي مؤخراً، نشهد حالياً العرس الأفريقي، وضمن هذه السنة هناك العرس العالمي، مونديال قطر 2022، فمتى نشهد العرس الكردي كروياً؟ وهل يتحول الحلم إلى حقيقة؟

بعيداً عن لغة التعصب والعنصرية، فإن للكردي الحق اليوم أن يحلم وأن يعمل لترجمة حلمه إلى واقع وأن يشهد عرساً كروياً كردياً في إحدى المدن من كردستان، سواء إن كان في روجهلات أو باكور أو روج آفا أو باشور كردستان.

فإن كان هناك حق للعربي بالفرحة في إقامة مونديال العرب وكأس المنتخبات العربية والتي اختُتمت منافساتها في قطر بشهر كانون الأول الماضي من عام 2021، وإن كان للشعوب الآسيوية والأوروبية وغيرها من الشعوب في العالم في جغرافيا معينة في أية قارة الحق بإقامة بطولة خاصة بهم، تزامناً مع انطلاق العرس الأفريقي الذي بدأ يوم الأحد الماضي 9/1/2022 عبر كأس الأمم الإفريقية (الكان)، في الكاميرون بمشاركة 24 منتخباً، وكما سنشهد العرس العالمي ضمن هذا العام أيضاً عبر مونديال قطر لكأس العالم 2022، ومع كل هذا الحديث نصل لنتيجة مفادها بأنه يحق للشعب الكردي أيضاً قيام بطولة خاصة بهم مثلهم مثل باقي الشعوب في العالم.

من حقنا كشعب

وما الضير أن يلعب لاعبو كرة القدم في بطولة تجمع منتخبات أو حتى نوادي من الأجزاء الأربعة من كردستان، ورغم صعوبة تحقيق هذا الحلم في الوقت الحالي، إلا أن المتغيرات والنضال القائم من قبل الرياضيين في الأجزاء الأربعة بكردستان قد يتوج يوماً ما بعرس كروي لكرة القدم، ويجمع منتخبات أو نوادي من الأجزاء الأربعة لكردستان، وحتى في مختلف الألعاب، وليس للعبة كرة القدم فقط.

وشهدنا عام 2014 عندما أقيمت مباراة لكرة القدم على أرضية ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بمدينة قامشلو، وتقابل نادي آمد من باكور كردستان مع نادي روج آفا والتي انتهت بفوز آمد بهدفين دون رد، ورأينا كيف كانت الفرحة تغمر قلوب الشعب الكردي في روج آفا.

ولعبَ ومازال هناك من يلعب من أبناء الشعب الكردي في بطولات كرة القدم في إقليم كردستان، وحتى حصلت بعد الاتصالات لإقامة مباراة لكرة قدم نسائية بين سيدات أحد النوادي من روج آفا وباشور كردستان، ولكن تلك الخطوة لم تكتمل بسبب الحظر الذي طُبِّق من الجانبين بسبب فيروس كورونا عام 2021.

وحصلت بعض الزيارات والمشاركات ببطولات ودورات تدريبية وتحكيمية، إن كان على صعيد لعبة التايكواندو أو الكاراتيه من فرق لروج آفا إلى باشور كردستان، ولكن حتى الآن لم نجد أي زيارة من فريق لأية لعبة من باشور كردستان إلى روج آفا.

وكتبنا في تقرير سابق العام الماضي عن أهمية تشكيل وفد رياضي وأن يقوم بزيارة باشور كردستان وفي البداية أن تكون الوجهة مدينة السليمانية، وبعدها تقام محاولات للوصول لمدن أخرى، ولكن ليس هناك أي مبادرة أو تفكير بهذه الخطوة على أرض الواقع لا من قبل الاتحاد الموجود في روج آفا التابع للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، ولا حتى من الاتحادات الرياضية المتواجدة في إقليم كردستان.

وتلعب الخلافات السياسية بين أطراف الحركة الكردية دوراً كبيراً في عدم حدوث بطولات مشتركة أو زيارات مكثفة لأي فريق من روج آفا إلى باشور وبالعكس، بينما روجهلات كردستان وباكور كردستان فهما محتلتين ومن الصعب كثيراً حدوث أي تحرك رياضي مشترك وخاصةً مع تكثيف المحتل التركي لقصفه لمناطق روج آفا.

لتكن الرياضة وسيلة

ومع استمرار الخلافات الحالية بين الأطراف الكردية في كل من روج آفا وباشور كردستان وباكور كردستان، كان على الرياضيين في روج آفا وباشور كردستان التحرك لرأب الصدع والمحاولة لتقريب وجهات النظر، فالرياضة لعبت دوراً في تخطي الخلافات بين الكثير من بلدان العالم، فمثلاً بالرغم من الخلافات التي كانت موجودة بين قطر والسعودية ودول خليجية أخرى، بالإضافة للخلافات بين قطر وحكومة دمشق، ولكن شهدنا حضور الجميع في كأس العرب للمنتخبات التي أقيمت في قطر عام 2021، وتناسوا خلافاتهم، .إذا؛ لم لا يحاول الرياضيون في كردستان على الأقل بذلك؟ ولعل وعسى تتصافى القلوب ويكن أفضل من تدخل الغريب الأمريكي أو أي طرف آخر لحل المشاكل العالقة بين الطرفين في روج آفا في الوقت الحالي، والذي يؤثر بدوره على الفور على علاقات الأحزاب الكردية سواء إن كان في باكور أو باشور كردستان.

ومن حق اللاعبين الكرد في الأجزاء الأربعة اللعب في بطولة واحدة، ونشهد عرساً كروياً للشعب الكردي، أسوةً بباقي الشعوب في المنطقة، حيث عانى الشعب الكردي الاضطهاد في الأجزاء الأربعة من كردستان، رغم خلاص الكرد في باشور كردستان من الطغاة والحالة نفسها في روج آفا، ولكن مازال الكثير من العوائق تقف أمام قيام بطولة لكرة القدم تجمع منتخبات أو نوادي من الأجزاء الأربعة لكردستان، ومنها كما ذكرنا الخلافات السياسية بين الأطراف الكردية، بالإضافة لرفض المحتل الإيراني والتركي لأي تقارب كردي كردي حتى لو كان رياضياً، وحتى حكومة دمشق فهي مازالت تُحيك المؤامرات على رياضة روج آفا وتحاول قدر الإمكان إفشال التجربة القائمة والتي تُشرف عليها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

ولكل الشعوب الحق في إقامة بطولات خاصة فيهم، وبكل تأكيد هناك الكثير من الشعوب مازالت غير قادرة على لم شملها مثل الشعب الكردي، ولكن لا مستحيل مع المقاومة والنضال في كافة المجالات ومنها الرياضة، فاليوم نشهد الكردي ضمن المنتخب السوري والفتاة الكردية تحرز الألقاب في قلب عاصمة الحكومة السورية دمشق، وتغني أغنية شرفانو وترقص على الأغاني الكردية الشعبية فهذا لا يأتي من باب الحرية التي تهب مجاناً، على العكس فالفتاة الكردية كافحت التنمر والعنصرية التي تقف في طريقها ومازالت تقاوم كل المعوقات، ومثلها  اللاعب الكردي، فمازال يعمل ويدرس ويلعب كرة القدم، ومنهم برزوا ووصلوا لنوادي محلية وعربية وعالمية.