تعمل فرق المتطوعين ليلاً ونهاراً في مدينة سمسور بباكور كردستان “شمال كردستان”، حيث ازداد التضامن على الرغم من العقبات كلها، تقول بتول آكسو، وهي إحدى المتطوعات اللواتي، دعمن ضحايا الزلزال مادياً ومعنوياً: “سنعيد بناء الحياة هنا”.
مع مرور 14 يوماً على وقوع الزلزالين الكبيرين، اللذين كان مركزهما مدينة مرعش، بباكور كردستان، يتزايد عدد الأشخاص، الذين فقدوا حياتهم، يوماً بعد يوم.
ووفقاً للأرقام الرسمية فقد أكثر من 40 ألف شخص حياتهم، حتى وقت إعداد هذا الخبر، في الوقت الذي يعاني فيه الناجون من صعوبات شديدة، إلا أنهم بفضل التضامن يتشبثون بالحياة، ففرق المتطوعين التي تعمل في الميدان منذ اليوم الأول للزلزال، تقدم الدعم المادي والمعنوي للضحايا.
في مدينة سمسور “أديامان” التي دمرت بنسبة 50% بسبب الزلزال، الذي ضرب باكور كردستان وشمال غرب سوريا في السادس من شباط/ فبراير الجاري، لم يشاهد أي مسؤول حكومي في الشوارع خلال الأيام الثلاثة الأولى، وقال أهالي المدينة، أنهم لم يتمكنوا من تلقي أي مساعدة لمدة ثلاثة أيام، وإنهم أخرجوا أبناءهم من تحت الأنقاض، ونجوا بفضل الفرق التطوعية، التي تسارعت وقدمت إلى المدينة، مشيرين إلى أن الدولة، لم تأتِ لمساعدة مواطنيها رغم نداءاتهم كلها.
التضامن مستمر بالرغم من العقبات
يتم تجهيز المساعدات بالتنسيق مع المنظمات العمالية، ومجالس حزب الشعوب الديمقراطي في المستودعات، ويتم توزيعها على المواطنين المحتاجين، بينما يشارك المئات من المتطوعين في أعمال الإغاثة المستمرة منذ أيام، فالمتطوعون الذين كانوا في الميدان منذ اللحظة الأولى لا يغادرون أماكنهم على الرغم من الظروف الصعبة، ويستمرون في المساعدة، وقد أكد المتطوعون الذين يقيمون في خيام في سمسور، ويعملون في المستودع طوال اليوم، على أن هذا التضامن سيستمر رغم العراقيل كلها.
تقول “بتول آكسو” وهي إحدى المتطوعات، اللواتي يعملن في المستودع عن تواجدها في الساحة منذ عشرة أيام: “منذ اليوم الأول نحاول البقاء في المستودعات، وتوصيل المساعدات إلى شعبنا، وجودنا هنا سيمنح ضحايا الزلزال القوة المادية والمعنوية، قمنا بعملنا بدعم من شعبنا، منذ اليوم الأول للزلزال، يرى الأهالي هذا، ويقولون: إن الدولة والسلطات لم تتواجد في المنطقة، يتضامن الناس والمتطوعون في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، هدفنا ليس توزيع المساعدات فقط، ولكن أيضاً محاولة مداواة جراح الناس، والوقوف جنبهم، كما أننا نبذل قصارى جهدنا لمساعدة الأهالي على التمسك بالحياة مرة أخرى”.