سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مبروك “بافي هوزان”!

جوان محمد/ كاتب وصحفي-

عدة أيام عاشها الكثير من أبناء الشعب الكردي على واقع الانتخابات الأمريكية التي برزت نتائجها بتولية جو بايدن رئاسة أمريكا بدلاً عن ترامب، هذا الرئيس يعد الأكبر سناً ممن تولى هذا المنصب حتى الآن، ولقب جو بايدن كردياً ببافي هوزان، وكان متواجداً في منشورات الكثيرين من أبناء الشعب الكردي على كافة وسائل شبكات التواصل الاجتماعي، والذي لو سخر وقتها بدلاً عن ذلك في نشر مناشير تدعو للاتحاد بين الأطراف الكردية المختلفة ونبذ التوجه للاقتتال الكردي الكردي، لكان أفضل بكثير من ضياع وقته في متابعة من سيفوز برئاسة أمريكا، فمهما فعل وصرح الرئيس الجديد فعلينا ألا ننسى مجلس شيوخ وتدخل إسرائيل بشكلٍ مباشر بسياسة أمريكا، وأي تجاوز وتعدي على المصالح الإسرائيلية سيودي بالرئيس على الفور كما حدث مع بيل كلينتون سابقاً. أما الشعب الكردي اليوم فهو يمر بمرحلة حساسة، ولكن يبدو أنه لا يعلم مدى حساسيتها، ولم يزن الأمور كما يجب، ففي حال اتحدت القوى الكردية، فسياسة أمريكا وكافة دول العالم ومن كان رئيساً لأمريكا أو روسيا لن تهم كثيراً، لأن هذه القوى مجبرة على التعاطي مع المجريات على الأرض، واتحاد أطراف الحركة الكردية في روج آفا وفي الأجزاء الأخرى من كردستان سوف يجبر العالم أجمع على التخلي عن نظرتها في التعاطي مع الشأن والقضية الكردية، وطبعاً هذا الكلام، كما قلت في حال لو اتحدت هذه القوى التي قطعت شوطاً كبيراً في التقارب في روج آفا، فالكثير من الأمور سوف تتغير، ولكن عكس ذلك يحصل حالياً في إقليم كردستان بين الحزبين، العمال الكردستاني والديمقراطي الكردستاني حيث عادت الخلافات مجدداً، ولا داعي لفتح ملفات أو ترك اتهامات لأي طرف معين، على العكس فالطرفان خاسران بكل الأحوال، وأكثر منهما الشعب الكردي، والذي فرح وطبل وصفق لفوز جو بايدن “بافي هوازن”، فقد كان الأجدر به ممارسة ضغط شعبي على الحزبين لوضع كافة الخلافات جانباً والتوجه إلى لغة الحوار بعيداً عن لغة السلاح والدم، والتي أرهقتنا كثيراً في الماضي وما زالت جراحها تنزف ولم تندمل بعد، ولا نريد أن تتكرر التجربة من جديد، على العكس تماماً فيجب أن ننتبه وأن نناضل جميعاً للوصل إلى تشكيل مرجعية كردستانية كبيرة تضم كافة الأطراف والأطر والحركات الكردية في كردستان وخارجها، وليس كما يحصل في روج آفا فقط، ولأن هذه المرجعية قادرة لتكون الممثل للشعب الكردي وحقوقه وقضيته في المحافل الدولية، وإجبار أكبر الدول الرأسمالية في العالم وعلى رأسها أمريكا للتعاطي والتقرب من الشأن الكردي بشكل مختلف عن الآن، فالجميع يصمت عن ممارسات النظام التركي المحتل ويتغاضى عن جرائمه وحتى أمريكا هي من كان لها الدور الأكبر في فتح المجال لأردوغان لارتكاب المجازر وتهجير مئات الآلاف من الشعب الكردي من عفرين وسري كانيه وكري سبي بالتشارك مع مرتزقة ما تسمى الجيش الوطني السوري، ولعل الكثيرين متفائلون بفوز “بافي هوازن” ويظنون أنه سيعاقب أردوغان، ولكن عقابه الأكبر يكمن اليوم باتحاد كافة الأطراف الكردية وتشكيل مرجعية كردستانية كبيرة كما ذكرت آنفاً، وذلك سيكون ضربة قاضية له ولكل الأنظمة المغتصبة لأراضي كردستان.