سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مبادرة الهلال الأحمر الكردي الإنسانية لمرضى التلاسيميا تحظى بتعاون الأهالي

قامشلو/ علي خضير ـ

أطلق الهلال الأحمر الكردي حملة “نقطة دم تحمي حياة”، لقيام بنك دم جاهز، وذلك تمهيداً لافتتاح قسم التلاسيميا في مشفى الأورام والحروق والتلاسيميا، فيما لاقت هذه المبادرة ثناء من الأهالي بانضمامهم للحملة.
تعتمد حياة مريض التلاسيميا على نقل الدم المتكرر كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وتعدُّ هذه العملية مكلفة لأهالي المرضى، والتي لا غنى عنها، ويعدُّ التبرع بالدم من أهم العوامل، التي تمنح المريض الحياة، وعلى هذا الأساس يقدم مشفى الأورام والتلاسيميا التابع للهلال الأحمر الكردي الواقع في حي الصناعة بمدينة قامشلو (بجانب مركز الهلال الأحمر الكردي) الخدمات الكاملة المجانية للمرضى؛ تخفيفاً للأعباء في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
افتتح المشفى بتاريخ 17/12/2023، وأصبح في الخدمة قسم معالجة السرطان منذ بداية الافتتاح، أما فيما يخص قسم التلاسيميا فلم يعلن عن افتتاحه بشكل رسمي حتى إعداد هذا التقرير، وذلك لاستكمال النواقص ولوازم القسم.
وتحت شعار “قطرة دم تحمي حياة” أعلن الهلال الأحمر الكردي مبادرة التبرع بالدم لقسم التلاسيميا في مشفى الأورام والحروق، والتلاسيميا دعا فيها أهالي المنطقة للتبرع بالدم بالزمر كلها.
استقبال مرضى التلاسيميا بالرغم من إغلاق القسم
ولمعرفة المزيد من المعلومات عن هذه المبادرة، والهدف منها ومدى تلبية الدعوة من الأهالي؛ كان لصحيفتنا لقاء مع الإدارية في مشفى الأورام والتلاسيميا والحروق التابع للهلال الأحمر الكردي “هدية عبد الله” وقد أشارت في بداية حديثها إلى أن قسم التلاسيميا على الرغم من عدم افتتاحه رسمياً إلى أنهم يستقبلون مرضى التلاسيميا، ويقدمون الخدمات العلاجية على أكمل وجه، من تحاليل ونقل دم واستشارات من المختصين بأمراض الدم، هذا وقد وكشفت هدية بأنه في الفترة المقبلة القريبة سيتم الإعلان عن افتتاح القسم رسمياً.
غاية الحملة 
انطلقت حملة التبرع بالدم “قطرة دم تحمي حياة” يوم السبت 29 حزيران الفائت، وبخصوص أهمية الحملة والغاية منها ذكرت هدية: “تم الإعلان عن حملة التبرع بالدم في مشفى الأورام؛ بهدف مساعدة المرضى وتخفيف الأعباء، فالمرضى بحاجة لمعالجة دائمة، وهذه يتطلب تكاليف كبيرة، لذلك قررنا في وقت سابق، أن نحظى بثقة أبناء المنطقة، وأن نساعدهم قدر الإمكان بقديم الخدمات وبشكل مجانٍ”.
أمَّا فيما يتعلق بحاجة المشفى للدم، وفيما إذا وجد تاريخ محدد لاستلام الدم من المتبرعين، بيَّنت هدية أنَّ استقبالهم المتبرعين سيكون بشكل دوري ومستمر لتاريخ غير محدد، وكشفت، أنَّ السبب لذلك هو أنَّ مرضى التلاسيميا بحاجة لنقل الدم بشكل دوري، فالبعض منهم يحتاج لنقل الدم كل خمسة عشر يوماً والبعض كل عشرين يوماً، والبعض كل شهر، لذلك عمدوا إلى أن يكون بنك الدم جاهزاً طوال الوقت، ليتم تخزين الدم فيه بشكل متواصل.
حاجة لدم أكثر
واستناداً لما سبق؛ نوَّهت هدية إلى وجوب الاستمرار في استقبال الدم من المتبرعين: “يجب أن يكون الدم جديداً، ليستفيد منه المريض بشكل أفضل، ففي حال تم نقل دم لمريض كان قد أُخذ من المتبرع منذ أسبوع أو أكثر، سيكون تأثيره وفائدته للمريض لفترة عشرة أيام فقط، أما في حال التبرع المبكر، فستكون فائدته لشهر أو أكثر”.
وأفادت الإدارية في مشفى الأورام والتلاسيميا والحروق التابع للهلال الأحمر الكردي، أنه منذ بداية الإعلان عن الحملة تبرع الأهالي بالزمر كلها، وعلى هذا الأساس؛ فالدم بالزمر متوفر ولكن بكميات القليلة، لذلك يستقبل المشفى حالات التبرع بشكل دائم ودوري تحسباً للحاجة فيما بعد، حيث أنَّ المشفى ما زال جديداً، وكذلك لم يتم الإعلان عن افتتاح قسم التلاسيميا بشكل رسمي، فمن الواجب التحسب لاستقبال عدد كبير من مرضى التلاسيميا بعد الإعلان عن افتتاح القسم، وهذا هو المتوقع من إدارة المشفى.
نداء للمرضى ودعوة للأهالي
ونوهت “هدية” إلى أنه يتم استقبال المتبرعين في المشفى الواقع بحي الصناعة بمدينة قامشلو بجانب مركز الهلال الأحمر الكردي، من الساعة الثامنة صباحاً، وحتى الثانية ظهراً، وعلى مدار الأسبوع.
ووجهت الإدارية في مشفى الأورام والتلاسيميا هدية عبد الله في ختام حديثها نداءً لمرضى التلاسيميا بأنَّه تم افتتاح هذا المشفى لتقديم الاستشارات والتحاليل ونقل الدم مجاناً؛ لأنَّ سياسة منظمة الهلال الأحمر الكردي بمؤسساتها ومشافيها مجانية، داعية الأهالي للتبرع بالدم والتوجه إلى المشفى والتبرع لصالح المرضى، ومساعدهم قدر المستطاع.
ثناء الأهالي للقائمين على المبادرة ودعمهم
ومن جهته؛ قال أحد المواطنين المتبرعين “أحمد محمود” من أهالي حي الهلالية: “جئت إلى المشفى اليوم لأتبرع بالدم تعاوناً مع الإدارة، وأنا جاهز بشكل متواصل لأي عمل تطوعي أقدمه دعماً للمرضى والمشفى”.
وأشار إلى أنه من خلال متابعته للصفحة الرسمية للمشفى على (الفيسبوك)، شاهد الإعلان عن حملة التبرع، وقَدِمَ على الفور إلى المشفى من أجل أن يتبرع بالدم.
وأثنى “محمود” بالشكر لإدارة المشفى والقائمين على هذا العمل الإنساني، متمنياً من الجميع القيام بالمبادرات الخيرية لمساعدة المحتاجين من المرضى.
ويعمل الهلال الأحمر الكردي في النقاط الطبية الموزعة في مناطق شمال وشرق سوريا، في المدن والبلدات، ومخيمات المهجرين والنازحين واللاجئين، وذلك من خلال تقديم خدمات طبية للرعاية الصحية الأولية، وخدمات الإسعاف والطوارئ وغيرها من المهام، وعلى هذا الأساس افتتحت العديد من المستشفيات والنقاط الطبية بمختلف الاختصاصات في المنطقة.