سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ما بين قذائف المحتل وضرائب الحكومة السورية… مقاومة سكان قرى شيراوا المحاصرة

تتميز قرى ناحية شيراوا عن باقي النواحي والقرى في عفرين المحتلة ومناطق أخرى في سوريا، كونها تقع على سلسلة جبل ليلون، حيث تبنى المنازل في تلك القرى بالحجر الخام وتقطيعها يدوياً دون استخدام القرميد لبنائها، وتعتبر مصدر رزقهم.
بعد شن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته مما تسمى بالجيش الوطني السوري عدوانهم على مقاطعة عفرين، واحتلالها في آذار 2018، بقيت ستة قرى في ناحية شيراوا  “باشمره، كوندي مزن (زوق الكبير)، كوليته، برج القاص، مياسه، زرناعيته”، في حصار بين الاحتلال التركي من جهة الغرب والحكومة السورية من الجهة الشرقية.
ثقلاً حقيقياً في صناعة الحجر والرخام
يعتبر أهالي تلك القرى العمل في الحجارة مصدر رزق لهم، بالإضافة إلى تربية المواشي، حيث يستخرجون الحجر من الجبال الصخرية ويقومون بقصها بواسطة مناشر الحجر، وذلك بحسب المقاسات والأشكال المطلوبة من قبل التجار، بحسب تقرير أعدته وكالة أنباء هاوار حول مقاومة الأهالي في تلك المنطقة واعتمادهم على أعمال صعبة متوفرة هناك كمصدر في معيشتهم.
ولإخراج أشكال متعددة من حجر البناء لأكساء وتلبيس المنازل بعد الانتهاء من عملية صنع الأسقف، يعمل الأشخاص الذين يعملون في هذه المهنة، بالنقش على وجه الحجر يدوياً أو باستخدام الآلات الكهربائية أو باستخدام آلات ضغط الهواء.
وتعد قرى ناحية شيراوا من أكثر المناطق التي تشكل ثقلاً حقيقياً في صناعة الحجر والرخام، حيث يصل سعر المتر الواحد للحجر بعد استخراجه بستة آلاف ليرة سورية بحسب النوعية، ويصل سعر النقلة عبر الآليات الثقيلة بـ 300 ألف ليرة سورية.
“ورثت هذه المهنة منذ قرابة خمسين عاماً”
وبهذا الصدد يقول العم سليمان حسين، من أقدم الأشخاص الذين يعملون في المهنة من أهالي قرية كوندي مزن وصاحب مقلع ومنشرة حجر: “أعمل في صناعة واستخراج الحجر منذ أن كان عمري 13 عاماً، وقد ورثت هذه المهنة من والدي وأقربائي منذ قرابة خمسين عاماً”.
بعد أن تعلم العم حسين المهنة وبالإمكانات المتوفرة اشترى “تركس” صغير لنقل الحجر من المحاجر إلى المناشر الحجرية، وأصبح شبان القرية يعملون معه.
وأكد حسين أن قرى ناحية شيراوا قرى جبلية وتربتها لا تصلح للزراعة، حيث يعتمد أغلب سكانها على العمل في الحجر وتربية المواشي وتعد مصدر دخل لهم.
ويواجه أهالي قرى ناحية شيراوا معوقات في صناعة الحجر ونقله إلى المحافظات السورية بسبب المعابر والحواجز التابعة للحكومة السورية بين المحافظات وفرضها رسومات بمبالغ باهظة الثمن تقدر بـ 100 ألف، في حال تمرير شاحنة محملة بالحجر، بالإضافة إلى القصف شبه اليومي على تلك القرى من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
الحكومة السورية تفرض عليهم ضرائب باهظة
وحول الصعوبات التي يوجهها العاملون في الحجارة لفت العم سليمان حسين قائلاً: “قرانا في حصار بين الحكومة السورية من جهة وجيش الاحتلال التركي من جهة أخرى، الحكومة السورية تفرض ضرائب على شاحنات نقل الحجارة بمبالغ باهظة، والاحتلال التركي يستهدفنا بالقذائف، لمنعنا من العمل في قرانا”.
ومن جهته يقول العامل حمو حسين حمو 55 عاماً من أهالي برج القاص: “أعمل في بناء وتلبيس المنازل بالحجارة بعد استخراجها وهذه مهنتنا”.
حمو قال أيضاً: “أعمل في بناء المنازل منذ 35 عاماً رغم تقدمي بالسن، حيث تعد هذه المهنة مصدر رزق لي ولكل أهالي القرى المجاورة”.
وأشار حمو حسين حمو إلى أنهم قضوا حياتهم في جبال ليلون وبين الحجارة وهم يعملون بها وأيديهم تعلمت على التعامل مع الحجر.