ما بين العوائق والتحديات… القطاع التعليمي يُثمر بقرارات جديدة للعام المُقبل

تقرير/ نشتيمان ماردنلي –

روناهي/ قامشلو- القطاع التعليمي في إقليم الجزيرة كان مختلفاً هذا العام كما في المناطق الأخرى بسبب هجمات المحتل التركي وكذلك انتشار فيروس كورونا إلا أن نجاح تجربة المعنيين بهذا الشأن ساهمت في وضع خطوات أكثر تقدماً للعام الجديد.

شهد العالم حدثاً جلياً في الآونة الأخيرة بسبب جائحة كورنا (covid-19) والتي اجتاحت معظم معالم الأرض وهددت كافة القطاعات بأزمة هائلة ربما كانت الأزمة الأخطر في الزمن المعاصر, ومن تلك القطاعات قطاع التعليم حيث تسببت فيه الجائحة في انقطاع الملايين من الأطفال والشباب عن التعليم في مختلف بلدان العالم، كما في شمال وشرق سوريا السبب الذي دفع بالمؤسسات التعليمة للتوجه إلى التعليم الإلكتروني في ظل أزمة قد طالت.

انتشار جائحة كورونا بين عامة الناس وفي مختلف البلدان دفعت المدارس والجامعات إلى إغلاق أبوابها منعاً من تفشي هذا الوباء, مما أثار قلقاً لدى المنتسبين لقطاع التعليم كالمعلمين والطلاب وخاصة المتأهبين لتقديم امتحانات يعدونها مصيرية, كل ذلك أدى إلى توجه غالبية مؤسسات التعليم نحو التعليم الإلكتروني كبديل أنسب لضمان استمرار العملية التعليمية.

ورغم إيجابيات التعليم الإلكتروني الذي خصص كبديل عن الذهاب للمدارس مؤخراً فإن أسئلة تدور في خُلد الكثيرين عن فعاليته كبديل كلي للطرق التقليدية وما هو مصير الطلاب بعدها؟؟

خطوات سريعة لتجاوز المشكلة

بهذا الخصوص ألتقينا مع الرئيسة المشتركة لهيئة التربية في مقاطعة الجزيرة روهات خليل والتي أوضحت لصحيفتنا مدى أهمية اتباع طريقة التعليم الإلكتروني، كذلك أوضحت إجابات عن تلك الأسئلة التي تدور في فضاء تفكير الملأ حيث قالت: “اختلف العام الدراسي 2019-2020 عن سابقه من الأعوام الدراسية في ظل الأوضاع الأمنية الغير مستقرة في المنطقة من هجمات دولة الاحتلال التركي على سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض/ كري سبي، فمن المؤكد أن أوضاع كهذه تؤثر وتضر قطاع التعليم أيضاً، إلا أن سير العملية التعليمية كان مستمراً في جميع مقاطعات إقليم الجزيرة وفي المخيمات التي تضم المهجرين قسراً أيضاً, لكن بعد تفشي وباء كورونا ومدى خطورته على البشرية, اتخذت الإدارة الذاتية الديمقراطية قراراً يقتضي بإغلاق كافة المدارس والجامعات كتدبير احترازي للحفاظ على سلامة الطلبة، وكذلك التقليل من فرصة انتشار الوباء, وتم تعميمه على كافة مناطق شمال شرق سوريا بتاريخ 14/3 من العام الجاري”.

التعليم عن بُعد كبديل كُلي للطرق التقليدية..

هذا وتزامناً مع الأوضاع التي أثرت سلباً على المجتمع تم اتخاذ خطوة إيجابية من قبل مؤسسات التعليم وكوادر العمل في إقليم الجزيرة بإكمال العملية التعليمية عن بعد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات عبر النت وشاشات التلفاز خلال الفترة الماضية، وتم تسجيل الدروس الأخيرة التي لم يتم تدريسها في المدارس في أكاديمية الشهيد عكيد للمناهج العلمية في كل من قامشلو والحسكة باللغتين الكردية والعربية.

وذكرت روهات بأنه بدء بث هذه الدروس المسجلة على فضائية روج آفا في 16 الشهر الرابع من العام الحالي في موعد صباحي ثابت، حيث واجهت في أول أيامها شكوى الكثير من أهالي الطلاب من موعد الدرس بسبب ظرف انقطاع الكهرباء حينها, وتم حل هذه المشكلة بإعادة الدرس ذاته في موعد مسائي أيضاً ليستفيد منه أكثرية الطلبة, كما أنه كان يتم نشر الدروس على مواقع التواصل في كل من البرامج يوتيوب, فيسبوك, وتويتر بالإضافة إلى تنسيق المعلمين مع طلابهم في مجموعات على الواتس آب لمناقشاتهم  واستفساراتهم.

إنهاء العام الدراسي..

وبشأن التعميم الذي أقتضى مؤخراً بإنهاء العام الدراسي للعام 2019-2020 أوضحت روهات بأنه في بداية العام الدراسي الجديد سيتم تخصيص مدة ما يقارب الشهر ليتم فيها إعادة الدروس التي تم عرضها على الإنترنت ومواقع التواصل للتأكد من وصول المعلومات بشكل كافي إلى الطلاب.

وأردفت بالقول: “واجه نموذج التدريس عن بعد الصعوبات التي كانت مجملها من الناحية التكنيكية مثل انقطاع الكهرباء والإنترنت غير ذلك فإن كل من المدرسين والطلبة كان تقييمهم للتجربة إيجابياً لحد كبير, وقد انضمَّ الكادر التعليمي إلى دورات تدريبية قبل البدء بالتعليم عن طريق الإنترنت، وتم الأخذ بالتدابير والاحتياطات خلال التدريب لتفادي الوباء, وتأهل من خلالها ما يقارب 100معلم ومعلمة باشروا بتعليم الطلبة عبر شاشات التلفاز ومواقع التواصل”.

وأكدت روهات بأنه سيتم رفع مستوى كافة الطلاب في المرحلة الابتدائية والإعدادية إلى المستوى الأعلى مع تقييم للمعلمين/ ات مستواهم الدراسي ليتم تعليمهم حسب ذلك في العام الجديد.

إعداد منهاج للمرحلة الأخيرة من الثانوية

ونوهت روهات بأنه بالنسبة للمرحلة الثانوية سيتم تقييم مستوى الطلبة في كل من الصفين العاشر والحادي عشر وحسب ذلك سيتقرر نجاحهم إلى مستوى أعلى أو رسوبهم لإعادة المرحلة الدراسية ذاتها, وبخصوص المرحلة الأخيرة في الثانوية (البكلوريا) مؤخراً تم الانتهاء من تشكيل المنهاج وسيخضع المعلمين لدروات تدريبية لتعلم المنهاج في وقت قريب ويباشر تدريس الصف الثاني عشر على المنهاج الجديد في العام الدراسي المقبل، على حد تعبيرها.

وبخصوص الجامعات بينت روهات بأنها تدرس كل من اللغتين العربية والكردية, إلا أن الكثير من الأقسام لم يتم تجهيز منهاج كردي لها، ويتم العمل عليها في الوقت الحالي من قبل مركز إعداد المصادر الجامعية لتحويل المناهج من عدة لغات إلى اللغة الكردية على تخصيص منهاج كردي لجميع الأقسام في جامعات روج آفا التابعة للإدارة الذاتية في مناطق شمال سوريا.

اختتمت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية في إقليم الجزيرة روهات خليل حديثها قائلةً: “بالرغم من وجود بعض السلبيات لهذا النمط من التدريس إلا أننا لا نستطيع إغفال الدور الكبير والحيوي الذي قدمه ولاسيما في الظروف التي تحول دون التعليم، فقد أتاح التعليم عن بعد للمعلمين إمكانية التركيز على الأفكار المهمة للوصول إلى ذهن الطالب ومراعاة النظام والترتيب في عملية الشرح لتكون المحاضرة أو الدروس منسقة بصورة سهلة ومفهومة بسرعة, كما ساعدت هذه التجربة الطلاب أيضاً في الاعتماد على ذاتهم بشكل أفضل, ونبقى متمنيين بزوال هذه الجائحة وخطرها عن العالم بأكمله وعودة الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية كما السابق”.

هذا وقد أصدرت مؤخراً هيئة التربية بإقليم الجزيرة بموجب قرار هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا تعميماً إلى الإدارتين في مقاطعة الحسكة وقامشلو،  بانتهاء العام الدراسي 2019/ 2020، وقررت توزيع الشهادات لكافة المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مقاطعتي قامشلو والحسكة اعتباراً من يوم الاثنين المقبل بتاريخ 15/6/2020، ودعت إلى مراعاة عدم التجمع حرصاً على سلامة الطلبة من وباء كورونا.