ما أهمية إصدار الروزنامة السنويّة الرياضيّة في ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’؟

قامشلو/ دلير حسن ـ

يُتطلب بعد تشكيل ‘‘الاتحاد الرياضي’’ في ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’ في الرابع من شهر أيار الماضي؛ بهدف تنظيم الحالة الرياضية بشكلٍ عام، إصدار روزنامة البطولات الرياضية التي ستقام في العام الجديد 2024 بشكلٍ عاجل، كون هناك مقاطعات تنتظرها كي تضع هي الأخرى برنامجها ورزنامة بطولاتها السنوية للألعاب الفردية والجماعية.

وتغيب الروزنامة الرياضية عن الإصدار مع بداية كل عام لدى البعض من ‘‘المجالس الرياضية’’ في ‘‘المقاطعات’’ المختلفة في ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’، لذلك من المهم جداً وضع روزنامة رياضية للبطولات، ونشرها للإعلام ومنحها للأندية، مع بداية السنة، من قبل هذه ‘‘المجالس’’ التي يقع على عاتقها تنظيم ورعاية البطولات الرياضية في مختلف ‘‘المقاطعات’’، ولكن بعد أن أصبح هناك ‘‘اتحاد رياضي’’ في ‘‘إقليم شمال وشرق وسوريا’’، والذي سوف يُنظم بدوره بطولات في عام 2024، فقد بات المطلوب من هذا ‘‘الاتحاد الرياضي’’ توضيح تواريخ وبرنامج بطولاته في هذا العام، كي يتسنى ‘‘للمجالس الرياضية’’ في ‘‘المقاطعات’’ وضع روزنامة لها تتناسب مع روزنامة بطولات ‘‘الاتحاد الرياضي’’ في ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’.

غياب الروزنامة انعكاس سلبي

ولعب غياب هذه الروزنامة في بعض ‘‘المقاطعات’’ إلى خلق استياء لدى إدارات الفرق والأندية المُرخصة من هذه ‘‘المجالس الرياضية’’ في ‘‘المقاطعات’’ السبعة المتواجدة حالياً في ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’؛ لأن صدور الروزنامة السنوية للنشاطات الرسمية الرياضية من قبل الجهات المعنية أمر في غاية الأهمية، وغيابها يعني ضياع الأندية وشتاتها، وعدم القدرة على التحضير الجيد للبطولات لمختلف الألعاب الرياضية سواء إن كانت فردية أو جماعية، بالإضافة لعدم وصول البطولات للتنظيم الناجح والمطلوب.

إن معرفة الأندية البطولات التي ستُقام وتواريخها ضمن الموسم الرياضي يُعطي دافعاً أكبر للتحضير الجيد لهذ البطولات، ولكن في الوقت نفسه الكثير من الأندية تتذرع بعدم التحضير المناسب للبطولات ليس بسبب غياب الروزنامة فقط، بل بسبب الأوضاع المادية الصعبة لها، وعدم وجود راعي أو داعم لها، في الوقت الذي المجلس الرياضي في المقاطعات هو غير مُلزم بمساعدة أي نادٍ مادياً، ولا يتوفر ضمن شروطه لترخيص الأندية أي بند يتضمن أنه ملزم بدعم هذه الأندية مادياً.

وبعد تشكيل ‘‘الاتحاد الرياضي’’ في ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’، وتوليه مهام الرعاية للبطولات منذ الرابع من شهر أيار من عام 2023، فقد بات من الضرورة إصدار برنامج وتاريخ البطولات هذا العام خلال الأيام القليلة القادمة، علماً أن ‘‘المجالس الرياضية’’ في ‘‘المقاطعات’’ التي تعمل تحت مظلة ‘‘الاتحاد الرياضي’’ في ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’ تنتظر هذه الروزنامة حتى تعمل هي الأخرى بموجبها وتقوم بتجهيز روزنامة بطولاتها السنوية المحلية الخاصة بها، لأنها الآن باتت مُجبرة لتجهيز برنامجها وخطتها السنوية للبطولات، بما يتناسب مع هذه الروزنامة وحتى تستطيع تجهيز أنديتها ومنتخباتها للمشاركة في البطولات التي ستقام على مستوى ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’ من قبل ‘‘الاتحاد الرياضي’’.

أمور هامة يُتطلب الانتباه لها

ولكن هناك الكثير من الأمور يُتطلب أخذها بعين الاعتبار مع تجهيز هذه الروزنامة من قبل ‘‘الاتحاد الرياضي’’ في ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’، ومنها شهر ‘‘رمضان المبارك’’ الذي يحل علينا في شهر آذار القادم، وفيه تتوقف أغلب النشاطات الرياضية باستثناء الدورات الرمضانية الكروية مساءً، كما هناك الامتحانات النهائية والجامعية للطلبة بشكلٍ عام من بعد شهر نيسان من كل عام، هذا غير تدخّل أحوال الطقس شتاءً كون الملاعب الترابية تصبح خارج الخدمة أغلبها، وحتى صيفاً حرارة الشمس هي الأخرى ترتفع لدرجات قياسية كما حصل العام المنصرم، وتلعب دوراً في تعليق النشاطات الرياضية في مختلف المناطق.

وفي ‘‘مقاطعة الجزيرة’’ هناك لاعبات ولاعبين وإداريين ومدربين في الأندية المرخصة من قبل ‘‘المجلس الرياضي’’ في ‘‘مقاطعة الجزيرة’’، يلتزمون بالمشاركة مع الأندية التي تشارك في الدوري السوري الذي يقام تحت مظلة الاتحاد الرياضي التابع لحكومة دمشق، وهي بطولات ودوريات للعديد من الألعاب ومنها (كرة القدم والكرة الطائرة).

كما لا ننسى أن تصاعد وتيرة هجمات دولة الاحتلال التركي على الكثير من المناطق في ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’، والتي باتت تقريباً لا تتوقف منذ حوالي سنتين من الآن، فهي الأخرى تشكّل عائقاً كبيراً أمام إقامة النشاطات الرياضية كاملةً، فالموسم الرياضي في عام 2022، ‘‘بمقاطعة الجزيرة’’ تم إنهاءه قبل إكماله كله بسبب تهديد دولة الاحتلال التركي باحتلال مدن أخرى مثل (كوباني ومنبج وتل رفعت) وإعلان حالة الطوارئ من قبل ‘‘الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا’’، كما عُلقت النشاطات في الكثير من المرات بسبب هذه الاعتداءات، وآخرها كان في 25/12/2023، عندما قامت دولة الاحتلال التركي بقصف الكثير من المنشآت المدنية وحواجز قوى الأمن الداخلي لعدة أيام، وارتكبت مجزرة في مطبعة ‘‘سيماف’’ بمدينة (قامشلو)، وارتقى إثر ذلك القصف (كوكبة من المواطنين للشهادة)، علماً أنه مازال هناك هجمات وقصف متواصل من قبل المحتل التركي والمرتزقة السوريين التابعين له، للعديد من الأرياف في مناطق ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’.

وهنا تكمن أهمية صدور روزنامة العام من قبل ‘‘الاتحاد الرياضي’’ في ‘‘شمال وشرق سوريا’’، بغية استعداد ‘‘المجالس الرياضية’’ لهذه البطولات عبر أنديتها ومنتخباتها، حيث البطولات تنقسم إلى قسمين الأولى تكون بمشاركة المنتخبات التي تمثل هذه ‘‘المقاطعات’’ فيها.  والقسم الثاني هي بمشاركة الأندية من هذه ‘‘المقاطعات’’، وهكذا في حال حصل أي ظرف طارئ يكون الجميع على دراية بالأمر، وأي بطولة من البطولات قد تأجلت.

وعلينا أن نذكر أنه منذ سنوات تغيّب الروزنامة السنوية للبطولات الرياضية من قبل البعض من ‘‘المجالس الرياضية’’ كما ذكرنا في سياق التقرير عن الصدور، وكان ينعكس ذلك سلباً على الرياضة بشكلٍ عام، فهل سيستمر الحال على نفس المنوال في الموسم الرياضي الجديد من عام 2024؟، أما سيكون ‘‘الاتحاد الرياضي’’ في ‘‘إقليم شمال وشرق سوريا’’، على قدراً من المسؤولية؟ وسوف يسارع لتجهيز روزنامة رياضية وإرسالها إلى ‘‘المجالس الرياضية’’ ونشرها لوسائل الإعلام ومن هذا المنطلق سوف تتجهز هذه ‘‘المجالس الرياضية’’ في ‘‘المقاطعات’’ السبع والتي هي: ‘‘عفرين والشهباء ـ الفرات ـ منبج ـ دير الزور ـ الطبقة ـ الرقة ـ الجزيرة’’.