سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مالك الحافظ: هجمات إدلب هي تفاهمٌ روسي تركي

تصاعدت التوترات في الملف السوري, حيث شهدت مناطق إدلب معارك عنيفة، تلاها اجتماعات بين وفود تابعة لروسيا وتركيا والنظام في موسكو, وسط حديثٍ عن صفقة جديدة.
بهذا الخصوص وفي حيث لوكالة أنباء هاوار أكّد الباحث السياسي والصحافي السوري مالك الحافظ بأن الهجمات الأخيرة على إدلب، تحدث ضمن تفاهم موسكو وأنقرة, ورأى بأنه لا يمكن حدوث صفقة في الوقت الحالي بين روسيا وتركيا في ظل وجود القوات الأميركية شرقي سوريا.
الحافظ بدأ حديثه قائلاً: “يأتي تصعيد روسيا والنظام السوري على إدلب بعد انتهاء الجولة الـ 14 لاجتماعات أستانا، حيث دعا بيانُها الختامي إلى ضرورة تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، وأهمها كانت مُذكّرة سوتشي بين روسيا وتركيا أيلول 2018”.
وأضاف “بتقديري إن تقدم قوات النظام مع حليفتها روسيا يحدث وفق تفاهم موسكو وأنقرة على حساب المدنيين في المنطقة منزوعة السلاح، حيث تتحمل تركيا جزءاً كبيراً من المسؤولية، بسبب تقاعسها في حل إشكالية تواجد جبهة النصرة في المنطقة من ناحية، بخاصة وأن روسيا تتذرع بالنصرة في استهدافها لأرياف إدلب.
وتابع الحافظ “ومن ناحية اخرى فإن تركيا لها مصالحها الخاصة، التي تأثرت بها المنطقة المُستهدفة، بمعنى أن إدلب كانت حاضرة في التفاهمات الروسية التركية حول شرق الفرات، وكانت معادلة تقاسم النفوذ والتمدد في كلا المنطقتين هي من فرضت السيناريو وستفرض التطورات المستقبلية في إدلب بالتحديد”.
وحول اجتماعات موسكو قال الحافظ: “تأتي الاجتماعات التي حصلت في موسكو مؤخراً، ضمن إطار ترتيب أوراق المنطقة خلال الفترة المقبلة، وأعتقد أن محاور القتال في المنطقة، سيعود التصعيد إليها، بعد الهدنة التي يتم الحديث عنها منذ مساء الثلاثاء.
كان واضحاً منذ فترة طويلة أن روسيا تسعى للسيطرة على الطرق الدولية، ما يعني أن وصول قوات النظام إلى معرة النعمان هو مسألة وقت، وذلك وفقاً لاتفاقات أستانا وسوتشي، بل وقد تصل إلى مناطق أخرى خلال الفترة المقبلة منها سراقب وأريحا، والمناطق المحاذية  للطريق الدولي m5 لتصل لاحقاً إلى محاور منطقة جسر الشغور”.
 تفاهمات آنية وصفقات مؤجلة
وحول إمكانية حدوث صفقة أشار الباحث السياسي “الصفقة النهائية حول المنطقة لا يمكن أن تتم حالياً بين الطرفين الروسي والتركي فقط، وتواجد كافة القوى المتدخلة في الملف السوري، هو من سيضمن للأسف مستقبل المنطقة والصراع على النفوذ فيها، بينما لا تتعدى تطورات الأمور حالياً سقف التفاهمات والتوافقات، التي هي قابلة للتحديث، والتطوير، وفق ما يستجد من تغيرات، تُؤثر بها بشكل مباشر وغير مباشر باقي القوى في الملف السوري”.
أما في ما يخص تصريحات وليد المعلم قال الحافظ: “كلام المعلم حول المحادثات يُشير إلى عدم حصول أي جديد على هذا الصعيد، فدائماً ما كانت دمشق متعنتة، فيما يتعلق بالحوار مع قسد، وهذا ما عبّرت عنه جولتي المحادثات السابقة، وهي لا تريد التفاوض مع قسد، بقدر ما تريد إخضاعها وإرغامها على القبول بشروطها، ومعاييرها، التي تتجلى برؤية النظام العسكرية بعودة المناطق إلى ما قبل 2011، أي لا حكم ذاتي، ولا تمكين استقلالية الإدارة الذاتية في حكم المنطقة اقتصادياً وإدارياً.
وأضاف: “كلام المعلم يشير وبوضوح إلى أن النظام لا يريد أي تقارب بالشكل الذي تطرحه سوريا الديمقراطية، وهي عموماً غير قادرة حالياً على فرض السيطرة هناك وستعتمد على الروس في هذا الملف، كما اعتمدت عليهم وسلمتهم كل مسائل الملف السوري، بينما روسيا غير مستعجلة لحدوث أي توافق نهائي بين قسد و النظام، بل هي راغبة بتطبيق نموذج درعا في مناطق شرق الفرات، ما يعني نتيجة فوضى منظمة، تسعى لإطالتها إلى حين التوصل إلى حل نهائي برؤيتها الخاصة في الوقت الذي يأذن بانتهاء كافة العمليات العسكرية وصراع النفوذ في الشمال”.
واختتم الباحث السياسي مالك الحافظ حديثه “لا يمكن حدوث صفقة في الوقت الحالي بين الطرفين في ظل وجود القوات الأميركية شرقي سوريا، وهو أيضاً ما أشار إليه حديث المعلم الذي بثته قناة روسيا اليوم، حيث أشار إلى أن المحادثات لم تصل إلى البعد السياسي بسبب التواجد الأميركي، ودعم واشنطن المتأرجح لسوريا الديمقراطية، وهي نقطة مشتركة تزعج كل من النظام وموسكو”.