لم تبدِ روسيا أي موقف من هجمات الاحتلال التركي على مناطق عين عيسى في الآونة الأخيرة ولاذت بالصمت؛ في الوقت الذي كثرت فيه الأقاويل بطلب روسيا تسليم عين عيسى للحكومة السورية؛ لِمَ الصمت الروسي، وهل ينذر صمتها بعقد اتفاقية مع تركيا باحتلال المزيد من الأراضي السورية..؟!
تشن دولة الاحتلال التركي هجمات على عين عيسى وقراها بهدف احتلالها وتهجير سكان المنطقة وبالتالي تغيير ديمغرافيتها في الوقت الذي التزمت فيه روسيا الصمت. وبهذا الصدد أجرت وكالة أنباء هاوار حواراً مع نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جيا كردي؛ أخذنا منه بعض المقتطفات كما في تقريرنا التالي:
حول طلب روسيا تسليم عين عيسى للحكومة السورية ومدى صحته؛ قال جيا كرد: “كثر الحديث مؤخرًا عن طلب روسي من الإدارة الذاتية بتسليم مناطق عين عيسى والدوائر الرسمية هناك إلى النظام، ونحن نؤكد أن لا صحة لهذه الأخبار، وما يحدث هناك، حاليًّا، هو التحرك المنسّق بين قسد والقوات الروسية ضمن الآلية المشتركة التي أنشئت أثناء العدوان التركي على سري كانيه وكري سبي لسد الثغرات التي تستغلها المرتزقة والقوات التركية لدرء أية مخاطر، والحد من الحجج التركية”.
وعن احتمالية وجود صفقة جديدة بين روسيا وتركيا للتوغل التركي في مناطق أخرى؛ أضاف بدران جيا كرد: “إلى الآن لم نلمس أي تفاهم روسي – تركي حول المزيد من التوغل التركي داخل المنطقة، لكن إذا لم يتطور الموقف الرادع من قبل روسيا، فإننا سنفهم من ذلك بأن هناك تفاهمٌ خفيٌّ بين الطرفين، لذلك نأمل ألا تستمر أو تقف روسيا متفرجة بحكم رعايتها للتفاهم في هذه المنطقة، ودورها الرئيس في شكل الاتفاق والتفاهم”.
وتابع: “استمرار الصمت يثير بعض المخاوف، إذ لا بد أن يكون هناك موقف روسي من أجل الاستقرار في هذه المنطقة، ونأمل أن يكون الموقف الروسي واضحًا في هذا الإطار، نظرًا لأهمية الدور الروسي في كبح الجماح التركي والحد من تجاوزاته، ولا بد من أن تقوم روسيا بدورها أمام هذه الهجمات غير المبررة لتركيا والتي تستهدف مناطق وقرى آهلة بالسكان، وأن تتعهد بدوام الاتفاق الذي حصل في سوتشي في 23/10 من العام الفائت معها”.
وأشار بدران جيا كرد إلى أنه في حال تعرضت شمال وشرق سوريا لأي هجوم سوف يكون له تداعياته على عموم سوريا والمنطقة والعالم، كتطور العمليات الإرهابية في أوروبا بعد احتلالها لسري كانيه وتل أبيض، وأكد: “نحن مؤمنون بأن أبناء شعبنا وقواته العسكرية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية سيقومون بواجبهم في الدفاع المشروع. ونؤكد أن قضية منع تطور الاحتلال التركي تهمّ الجميع، ونأمل أن يساند كل العالم، بما فيه من تم ذكرهم من الجهات والدول والأصدقاء، مواقفنا ويدعمونا لتحقيق الاستقرار ومنع تطور الإرهاب الذي يستمد قوته من تطور الدور التركي”.
وفي الصدد، قال خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيميونوف، لـ”كوميرسانت”: “موسكو مهتمة بتجنب الاحتكاك مع أنقرة. فحتى تلك اللحظة التي ترى فيها تركيا أن جميع التعهدات بموجب مذكرة عام 2019 تم الوفاء بها، فإنها لن تعتبر نفسها ملزمة بتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في آذار مع موسكو، بخصوص إدلب. بالإضافة إلى ذلك، من الأصعب على روسيا منع تقدم تركيا وقوات المعارضة الموالية لها في شمال سوريا، من وقف أنقرة الرد المحتمل من الجيش السوري بدعم من موسكو في إدلب”.
وقالت رئيسة الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد في تغريدة على حسابها بموقع توتير، (الخميس): “إن التصعيد العسكري التركي على مناطق تل تمر شمال الحسكة وعين عيسى شمال الرقة من جانب تركيا وفصائلها غير مسبوق منذ عشرة أيام”.
وينص اتفاقٌ موقّع بين موسكو وأنقرة في تشرين الأول من العام الماضي على وقف كافة العمليات القتالية مع انسحاب قوات سوريا الديمقراطية مسافة 32 كلم عن الحدود.
وأضافت إلهام في تغريدة نشرتها باللغتين الإنكليزية والروسية: “نحمل الدول الضامنة مسؤولية إلزام تركيا باتفاقات وقف إطلاق النار”.
وتبعد بلدة عين عيسى نحو 36 كلم و تل تمر نحو 37 كلم عن الحدود مع تركيا، إلا أن فصائل المعارضة المسلحة تقصف وتشن هجمات على البلدتين وريفهما ومناطق على طول خطوط التماس.
وتضم البلدتان وريفاهما نقاطاً لقوات الحكومة السورية وقواعد للقوات الروسية، عقب تفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية العام الماضي.
وعن احتمالية وجود صفقة جديدة بين روسيا وتركيا للتوغل التركي في مناطق أخرى؛ أضاف بدران جيا كرد: “إلى الآن لم نلمس أي تفاهم روسي – تركي حول المزيد من التوغل التركي داخل المنطقة، لكن إذا لم يتطور الموقف الرادع من قبل روسيا، فإننا سنفهم من ذلك بأن هناك تفاهمٌ خفيٌّ بين الطرفين، لذلك نأمل ألا تستمر أو تقف روسيا متفرجة بحكم رعايتها للتفاهم في هذه المنطقة، ودورها الرئيس في شكل الاتفاق والتفاهم”.
