سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مؤشرات لأمراض أخرى.. وأكثر من ثمانين حالة تسمم في ريف دير الزور

قامشلو/ رؤى النايف ـ

ناقوس خطر وباء الليشمانيا يدق أبواب المنطقة من جديد، أكثر من ثمانين حالة تسمم في دير الزور والأعداد في ازدياد، نتيجة قطع الاحتلال التركي لمياه الفرات وتحول مجرى النهر إلى مستنقع صغير.
 حالات التسمم بازدياد
 يعاني الأهالي في إقليم دير الزور، وخصوصاً في الريف الشرقي، من انتشار حالات التسمم بسبب مياه الشرب الملوثة، حيث وثقت أكثر من 80 حالة تسمم بعد الإحصاء، وخصوصاً خلال الأيام الخمسة الماضية، وصلت الحالات إلى مركز الباغوز الصحي في الريف الشرقي للإقليم، ومعظمهم من النساء والأطفال.
بدوره صرح لنا “إبراهيم طرفة” الإداري في مركز الباغوز الصحي بأن سبب حالات التسمم هو انحسار مياه نهر الفرات مما شكل خطورة على المنطقة والقاطنين فيها بشكلٍ خاص، لأن الباغوز تعتبر آخر بلدة ضمن مناطق الإدارة الذاتية في إقليم دير الزور، ولهذا السبب فإن مجرى النهر يكاد ينقطع بالبلدة نتيجة الاستهلاك الزراعي ومحطات مياه التصفية الممتدة على طول النهر، وتحول مجرى النهر إلى بؤرة من التلوث، فتسرب مياه الصرف الصحي ومواد المنشأة الصناعية إلى النهر جعل لونه مائلاً للاصفرار، وأصبحت نسبة الملوحة فيه أكثر وتبعث الروائح الكريهة منه، نتيجة ركود المياه.
أسباب وأعراض التسمم
 وعن أسباب التسمم والأعراض التي تنجم عنها الحالات أردف “طرفة” قائلاً: “مصفاة المياه في البلدة قيد الإنشاء، وتحتاج وقتاً ودعماً لإعادة تأهيلها، حيث يضطر الأهالي لشراء المياه من محطات الفلترة الخاصة بأسعار باهظة، وأغلب المرضى لا يستطيعون شراء مياه الشرب المعقمة لظروفهم المعيشية الصعبة، فيضطرون بذلك للشرب من مياه النهر الملوثة، فحتى غلي الماء لا ينقذهم من النسبة الكبيرة من الجراثيم الموجودة فيه، وتعتبر مياه النهر غير صالحاً للاستخدام اليومي للبيوت”.
بدورها نوهت “مريم العوض” الإدارية في لجنة الصحة بالريف الشرقي لإقليم دير الزور: “وصلت إلى مركز الباغوز الصحي حالات تسمم عديدة ناهيك عن الحالات التي توجهت إلى الأطباء والمراكز الصحية في بلدة هجين، وخصوصاً في اليومين الماضيين بعد الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تشهده المنطقة، ويعاني المصابون من التهاب معوي حاد مترافق بإسهال وإقياء وارتفاع الحرارة”.
مخاطر تلوح بالأفق
 وحول المخاطر التي تحيط بأهالي المنطقة حذرت “مريم” من وباء جديد قائلة: “نحن على عتبة كارثة إنسانية قد تحصل في وقت قريب نتيجة استمرار المحتل التركي بقطع مياه نهر الفرات، فتحول مجرى النهر إلى مستنقع وبيئة حاضنة لـ”ذبابة الرمل” التي تسبب انتشار داء الليشمانيا من جديد، ومحطات التصفية خرجت عن الخدمة أيضاً، ووحدات التعقيم (CSM ممبرين) التي تعد أهم مراحل التعقيم تتعطل بشكل مستمر وذلك بسبب ارتفاع نسبة التلوث في المياه؛ هذا ما يجعلنا نقلق حيال هذا الأمر”.
والجدير بالذكر أن المنطقة عانت من وباء الليشمانيا ووصلت عدد الحالات فيها في العام المنصرم إلى أكثر من 18 ألف حالة، ووفّر مكتب الصحة بالمنطقة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الموجودة هناك اللقاحات لمرض الليشمانيا، فساهم توفير اللقاحات بانخفاض كبير بعدد الحالات، فتراجع عددها في بداية العام الجاري إلى أربعة آلاف حالة، ورغم أن المرض لا يُصنف من الأمراض الخطيرة، لكنه يترك ندبات جلدية على جسم المصاب حتى بعد تلقيه العلاج، وتؤكد بعض التقارير الطبية أنه يضعف الجهاز المناعي لدى الإنسان.
مناشدات إنسانية
وفي نهاية لقائنا مع “إبراهيم طرفة“، إداري مركز الباغوز الصحي، نوه قائلاً: “نناشد الضمير الإنساني والمنظمات المعنية بهذا الشأن والمجتمع الدولي ليفتحوا أعينهم على ما تشنه تركيا من حرب لا أخلاقية ولا إنسانية “حرب الماء” على مناطق شمال وشرق سوريا، ونؤكد على ضرورة الضغط عليها لفك الحصار المائي عن مناطقنا، لأن انحسار مياه نهر الفرات بهذا الشكل الكبير ينذر بانتشار أوبئة وأمراض تعرض حياة المدنيين لأخطار صحية كبيرة”.