تقرير/ هيلين علي –
روناهي/ديرك- بهدف إحياء وإنعاش اللغة السريانية وتخريج المعلمين وتأهيلهم لتدريس المناهج السريانية في مناطق شمال وشرق سوريا, بادر الاتحاد النسائي السرياني- فرع ديرك منذ عام 2016م إلى افتتاح مؤسسة “أولف تاو” بمدينة ديرك, مما ساهم بشكل كبير في نقل اللغة السريانية إلى مراحل أكثر تطوراً.
لكلِ أمة أو عرق لغة خاصة تتوارثوها عبر الأجيال, تعد أداة التواصل أو التعامل اليومي التي لا يمكن الاستغناء عنها يوماً, حيث تروى الأحداث التاريخية لتلك الأمم والشعوب بتلك اللغات وبذلك تدخل ميراثها الثقافي وتحافظ عليها وتمنعها من الاندثار، أنها طبيعة إنسانية وحق بشري لسائر الشعوب والأمم الإنسانية.
إلا أن الشعب السرياني كغيره من الشعوب قد تعرّض إلى اضطهاد وتهجيرٍ مورس ضده كافة الإجراءات التعسفية وخاصة في بلاد الشرق الأوسط وفي مختلف مراحل التاريخ, وبالتالي حُرم هذا الشعب من حقوقه الإنسانية ومنها حقه في اللغة والإقرار بها, لكن بعد مشروع الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا, وما حمله من نهج الأمة الديمقراطية التي شملت كافة شعوب ومكونات المنطقة, أتاحت الفرصة لإحياء هذه اللغات وجعلها لغات رسمية في مدارس شمال وشرق سوريا, كما اُفتتحت العديد من المؤسسات والمدارس الخاصة باللغة السريانية, ثلاثة مؤسسات منها اُفتتحت في إقليم الجزيرة وهي كلًّ من مؤسسة “أورهي في قامشلو وقنشرين في الحسكة” بالإضافة إلى مؤسسة “أولف تاو في مدينة ديرك”.
وللاطلاع أكثر على واقع العملية التعليمية في مؤسسة أولف تاو بمدينة ديرك؛ كانت لصحيفتنا لقاء مع الإدارية في المؤسسة ريم نعيم.
تدريس الأجيال ثقافتهم بشكل صحيح
أن الشعب الذي لا يتكلم بلغته ليس له وجود، والتدريس باللغة الأم هو لإحياء شعبهم وثقافتهم، انطلاقاً من هذه الحقيقة, كما بهدف تعليم اللغة السريانية، وإعداد كوادر تدريسية مؤهلة لتعليم خصائص ومناهج اللغة السريانية في مدارس المنطقة, وتدريس الأجيال ثقافتهم بشكلٍ صائبٍ وغير مشوّه, أقدم الاتحاد النسائي السرياني- فرع ديرك منذ عام 2016م, إلى افتتاح مؤسسة أولف تاو في مدينة ديرك, هذا ما أفادتنا به الإدارية في مؤسسة أولف تاو ريم نعيم, في بداية حديثها معنا فيما يخص أهداف افتتاح مؤسسة أولف تاو.
وأضافت بالقول: “اللغة السريانية لغة سامية وعريقة بمفرداتها ومحتويتها وهي تستطيع أن تحتوي كل العلوم, ومن أهم العوامل التي يجب القيام بها للمحافظة على هذه اللغة هي توعية الشعب بأهمية اللغة السريانية لأنها تمثل هويتنا وخصوصيتنا.
نظام المؤسسة
وعن نظام العملية التعليمية في المؤسسة أوضحت ريم نعيم, أنهم ومنذ البادية ركزوا على تعليم الكتابة والقراءة باللغة السريانية في المؤسسة، ومن ثم بدأوا بالانتقال إلى مرحلة التخصص بالمواد، حيث يتم تدريس التاريخ والجغرافية والعلوم الطبيعية والرياضيات والموسيقا والرسم أيضاً في المؤسسة, وعن آلية عمل المؤسسة والأعضاء أفادتنا ريم النعيم قائلة: “تضم المؤسسة خمسة عشر معلم ومعلمة, في حين تفتح أبوابها من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الواحدة مساءً, عدا يوم الأحد, ويقوم من خلالها كوادر المؤسسة بنشاطات عدة أهمها تدريب المعلمين على طرائق تدريس المنهاج وأسلوب التعامل مع الطالب. وبعد تخرج الكوادر المؤهلة من المؤسسة يتم فرزهم إلى المدارس السريانية الخاصة في مناطق شمال وشرق سوريا”.
مؤسسة أولف تاو ساهمت في تطوير اللغة السريانية
الإدارية في مؤسسة أولف تاو ريم نعيم أكدت في ختام حديثها أن مؤسسة أولف تاو ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في نقل اللغة السريانية من مرحلة بسيطة إلى مراحلة أكثر تطوراً, حيث يتم تدريسها بطريقة أكاديمية وفق القواعد الأساسية لهذه اللغة، كما ساهمت في الحفاظ على اللغة السريانية من الاندثار والضياع, واختتمت حديثها: “يمكن لكل من يرغب بالتعلم من كافة المكونات الالتحاق بهذه المؤسسة التعليمية بكل رحابة”.