سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مؤتمر ستار في تل حميس مركز للتدريب والتوعية

روناهي/ تل حميس ـ

على مدار ثماني سنوات عمل مؤتمر ستار في مدينة تل حميس والقرى التابعة لها على توعية المرأة والرجل معاً، كما وفر لها فرص العمل بفتح مشاريع اقتصادية.
أُسِّس مؤتمر ستار عام 2005 وسعى إلى توعية المرأة وتقدمها، وكان مظلة وحضناً للنساء في المنطقة، وعلى هذا الأساس توسع فافتتحت له فروع في المناطق المختلفة، حيث افتتح مؤتمر ستار في مدينة تل حميس بعد تحررها من مرتزقة داعش في عام 2016، ومنذ تأسيسه، يمارس دوره في توعية المرأة والرجل معا.
تعد مدينة تل حميس منطقة عشائرية متمسكة بالعادات والتقاليد، حيث عانت المرأة قبل افتتاح مؤتمر ستار من الذهنية الذكورية في المجتمع، إلى جانب الفكر المتطرف، الذي نشرته مرتزقة داعش لدى سيطرتها على المنطقة.
تطوير وتعزيز مكانة المرأة في المجتمع
ولمعرفة المزيد عن عمل مؤتمر ستار في مدينة تل حميس؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الناطقة باسم مؤتمر ستار في تل حميس “أميرة إلياس” حيث أشارت في بداية حديثها إلى أن المؤتمر قام بتوعية المرأة من خلال تقديم المحاضرات والندوات التثقيفية، ويتجسد ذلك من خلال معرفتها حقوقها وواجباتها في المجتمع، وإن لها الحق في العمل خارج منزلها وتطوير ذاتها وإكمال تعليمها، حيث عرف مؤتمر ستار بأنه، القاعدة الأساسية والهوية لكل امرأة موجودة في إقليم شمال وشرق سوريا، وهو مؤتمر ديمقراطي يعمل بقصارى جهده على توعية المرأة ورفع مستوى تفكيرها.
وأكدت أميرة، أنه تم تأسيس مؤتمر ستار في مدينة تل حميس عام 2016 وانضمت إليه في البداية عضوتان اثنتان على مدار عام كامل، “وفي بداية عام 2017 تم افتتاح المؤتمر في البلدات والقرى مثل بلدة أبو جرن، وتل أحمد وعكاظ وجزعه ومدينة تل حميس بشكل رسمي”.
ويتضمن لوغو مؤتمر ستار، على الشمس وجه امرأة باللون الأحمر وسنبلة، ودلالة هذا اللوغو بأن المرأة كالشمس الساطعة التي تملأ الدنيا نوراً.
وفيما يخص انضمام المرأة لمؤتمر ستار؛ أوضحت أميرة: “في البداية كان الإقبال قليلا جداً بسبب العادات والتقاليد والخوف الزائد، من البيئة المحيطة، ومع مرور الوقت بدأ الانضمام يكثر ويقوى شيئا فشيئاً، حيث بدأ الأهالي بإرسال بناتهم ونسائهم إلى المؤتمر؛ لما قدمه هذا المؤتمر من دعم فكري واقتصادي للمرأة، فتأسيس مؤتمر ستار هو الحركة الأقوى في إقليم شمال شرق سوريا كدليل على انتصار إرادة المرأة الحرة، من خلال النشاطات والمحاضرات الهادفة إلى توعية المرأة وتوفير فرص العمل لها لإثبات وجودها”.
دور المؤتمر في التدريب والتوعية
ولمؤتمر ستار دور في توعية المرأة إلى جانب المساهمة في مشاركتها في مجالات الحياة، ومراكز أخذ القرار، وخاصةً في ظل نظام الرئاسة المشتركة السائد في المنطقة، وبخصوص ذلك بينت أميرة: “بفضل مؤتمر ستار من خلال توعية المرأة أصبحت المرأة تشارك الرجل في إدارة أي مؤسسة أو دائرة ضمن مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية وفق نظام الرئاسة المشتركة، وهذا ما رسخ في العقل الذكوري، أن المرأة أصبحت تشاركه قرارات السياسة والتربية ومجالات كافةً، أي أنها أصبحت القيادية والمقاتلة التي تحمل السلاح في ميادين القتال، ويعود ذلك إلى حملات التوعية والتثقيف”.
ولم يتوقف عمل ومهمة مؤتمر ستار عند توعية جنسها، فقد كان لها دور كبير في توعية الجنس الآخر من خلال فتح دورات تدريبية خاصة بالرجل: “سعى مؤتمر ستار إلى توعية الرجل، وذلك من خلال فتح دورات توعية، حيث خضع ما يقارب مائة رجل للتدريب في تل حميس، والقرى التابعة لها”.
مشاريع منفذة وأخرى قيد الدراسة 
كما ولم تقتصر وظيفة مؤتمر ستار على توعية المرأة وتقدمها من الناحية الفكرية والاجتماعية بل سعى المؤتمر إلى تحقيق الاستقلال المادي للمرأة وانخراطها في المجال الاقتصادي، وذلك بفتح مشاريع اقتصادية خاصة بالمرأة، وكشفت أميرة المشاريع، التي نفذت وأخرى قيد الدراسة: “قام مؤتمر ستار بالعديد من المشاريع على مستوى مدينة تل حميس مثل افتتاح دورات تمريض، ومشروع الخياطة والذي افتتح مؤخراً، ولاقى هذا المشروع ترحيباً من أهالي المنطقة، إلى جانب هذه المشاريع المنفذة هناك مشروع بيت المونة قيد الدراسة”.
واختتمت الناطقة باسم مؤتمر ستار في مدينة تل حميس “أميرة إلياس” حديثها، بأن دور المرأة مقترن بمدى فعاليتها في المجتمع، مشيرةً إلى ضرورة تحرير المرأة والمجتمع عامة مستشهدة بقول القائد عبد الله أوجلان “إذا تحررت المرأة تحرر المجتمع كاملاً”.