سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مؤتمر ستار رحلة كفاح وتحدٍّ لتحرير المرأة من قيودٍ بالية

 جل آغا/ أمل محمد –

ناضلت مؤسسة مؤتمر ستار في إقليم شمال وشرق سوريا لتحرير المرأة من القيود التي حرمتها من حقوقها، وقيدت قدراتها، لتغدو هذه المؤسسة اليوم صوت المرأة وكيانها.
أُسس مؤتمر ستار عام 2005 باسم اتحاد المرأة سعياً لتوعية المرأة من الجوانب الاجتماعية التنظيمية والسياسية والثقافية وكذلك الحقوقية، والذي يهدف إلى تنظيم المرأة ومعالجة قضاياها.
مؤتمر ستار وثورة روج آفا
 مع بزوغ الشرارة الأولى لثورة روج آفا بدأت ثورة المرأة، فلعبت حركة المرأة دوراً قيادياً، وحاربت العوائق والصعوبات، التي كانت تحد منها يوماً ما، ساهمت ثورة 19 تموز في رفع واقع المرأة وتحريرها من القيود، التي كانت تقيدها، ومؤتمر ستار يعمل من أجل المساواة ويحارب الاستعمارية والعنصرية، وثورة روج آفا ومؤتمر ستار خطان متوازيان سارا معاً يداً بيد للتغيير نحو الأفضل، ولرفع شأن المرأة، والمجتمع من الجوانب كافة، فواقع المرأة التي نلمسه اليوم جاء بفضل تضحيات ثورة 19 تموز ونضال مؤتمر ستار، وقد شاركت النساء اللواتي نظمن أنفسهن وتدربن تحت ظل مؤتمر ستار بشكل فعال ومؤثر في الثورة.
حارب مؤتمر ستار الذهنية الذكورية والسلطوية والعنصرية، وكذلك الرأسمالية من أجل تنظيم وتحقيق مجتمع متساوٍ وحر وعادل، وكان تأسيس مؤسسة مثل مؤتمر ستار في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا شيئاً غريباً وغير مألوف لم تشهده المنطقة مسبقاً، لأنه طالما وجدت النساء أنفسهنَّ ضمن قوقعة تُحارب من الجوانب كافة، فجاء مؤتمر ستار لمد يد العون لانتشال المرأة مما هي فيه، فكانت هذه الفكرة صادمة وغير مرحب بها من الذهنيات، التي تؤيد حرمان المرأة من حقوقها، ولكن بالإصرار والتحدي مؤتمر ستار وبعد سنوات طويلة من الجهد والعمل والمثابرة صار ملجأ للنساء بمختلف الشعوب والأعراق والأديان.
 نساء مناطق إقليم شمال وشرق سوريا كانت أكثر النسوة، التي عانت من التهميش والذكورية والعنصرية والتحييز للذكورية، هذا كان واقع النساء قبيل افتتاح مؤسسات مؤتمر ستار في عموم مناطقه، وقد عانى المعنيون مع بداية العمل في هذه المؤسسة من ويلات كثيرة ومن أهمها عدم تقبل وجود مؤسسة خاصة بالمرأة والدفاع عنها، والمطالبة بحقوقها، حتى أن نظرة المرأة بحد ذاتها لهذه المؤسسة، لم تكن في صالح مؤتمر ستار، لأن المرأة نشأت وترعرعت ضمن إطار معين ووسط معتقدات بالية ترسخت بشكل كلي في عقلها الباطن، فكان تغيير ذهنية المرأة من أكبر التحديات، التي واجهت مؤتمر ستار، ولكن مع سنوات من العمل تمكنت هذه المؤسسة تغيير هذه النظرة وتغيير هذه الذهنية، وقد أصبح مؤتمر ستار يحتل مكانة مرموقة في المناطق، التي أُسِّس فيها، وقد افتتح مؤتمر ستار 70 داراً للمرأة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا للنساء الكرديات والعربيات، ودارين  خاصين بالمرأة السريانية، هذا العدد يدل على مدى نجاح وفعالية مؤتمر ستار في نشر أفكاره وتغيير عقلية مجتمع بأسره.
النتائج الجوهرية التي وصل إليها مؤتمر ستار لم تأتِ من عبث، وجاءت بعد صعوبات كبيرة، بالرغم من أن هذه النتائج سباقة ومرضية لكن لا يزال مؤتمر ستار إلى هذه اللحظة يناضل ضد بعض الذهنيات والعقليات، فالمرأة ومع نشر الوعي لا تزال تعاني من الاضطهاد والقتل والتعنيف، والطريق لا يزال طويلاً وشائكاً أمام مؤتمر ستار في القضاء على هذه الذهنيات وتغييرها.
المرأة العربية واتحاد ستار
مؤتمر ستار ليس حكراً لفئة وعرق معين من النساء، فهو يحمل رسالة واضحة مفادها “المرأة والحياة والحرية”، يحمل على عاتقه جميع النسوة في البلدان كلها، المرأة العربية في إقليم شمال وشرق سوريا من أكثر النساء اللواتي تعرضت للتهميش والتقليل، وحُرمت من أبسط حقوقها التعليمية والاجتماعية والحقوقية.
ساهم مؤتمر ستار وبتنظيم وتنسيق وتعاون من النساء والعضوات من تحرير المرأة العربية، وإعادة ثقتها بنفسها والتأكيد على دورها الفعال في المجتمع.
تشكيل مؤتمر ستار كان خطوة ثورية وإيجابية ووضعت اللبنة الأساسية لنضال وجهود المرأة على مر التاريخ، ويسعى المؤتمر إلى تنظيم وتوعية النساء على الأصعدة كافة، ومن النواحي كافة منها الفكرية، والاجتماعية، والسياسية والصحية إلى جانب الناحية النفسية، وقد أصبح مؤتمر ستار وجهة المرأة نحو التحرر والوجود.