مؤتمر ستار بريف الحسكة يواصل النضال؛ لبناء مجتمع ديمقراطي حرّ

 تقرير/ دلال جان –

روناهي/ الحسكة -أكدت عضوات مؤتمر ستار ببلدة تل طويل في الحسكة بأنهن يهدفنَ إلى بناء مجتمع سياسي أخلاقي حر يتمتع الجميع فيه بالعدالة والمساواة.

تمكن مؤتمر ستار خلال أعوام قليلة من تنظيم المرأة وتوحيد صفوفها في كل مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا، حيث بادر منذ تأسيسه إلى تعزيز دور المرأة ومشاركتها في جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والفكرية والاقتصادية، فلعب دوراً كبيراً في تنظيم المجتمع وبناء مجتمع ديمقراطي حر، وافتتحت عضوات المؤتمر مراكز لهن في جميع مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا، ومنها افتتاح مركز لها في بلدة تل طويل بالحسكة، وقد أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاء مع عضوات في مؤتمر ستار ببلدة تل طويل في الحسكة.

الخطوة الأولى للتعبير عن إرادتها

وحدثتنا الإدارية في مؤتمر ستار ببلدة تل طويل نجاح حواس بهذا الخصوص قائلةً: “لقد عانت المرأة المآسي والويلات خلال الأعوام الماضية في ظل عادات وتقاليد المجتمع وفي ظل الأنظمة الحاكمة والذهنية الذكورية، حيث عملوا على طمس هوية المرأة والقضاء على دورها الطبيعي في المجتمع بعدما كانت تتمتع بالقوة، قوة تعتمد على العطاء والحنان والعطف لأفراد أسرتها، فكانت تدير أمور الأسرة بكل ما تتمتع به من إرادة قوية. ومع اندلاع ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا؛ تمكنت المرأة من توحيد صفوفها، والعمل من أجل بناء مجتمع ديمقراطي حر، فبادرت إلى تنظيم نفسها بنفسها وتأسيس اتحاد ستار كخطوة أولية للتنظيم وتوحيد النساء، وعدم ترك النساء خارج حدود التنظيم، ليتحول اتحاد ستار إلى مؤتمر ستار بعد أن تمكن من التوسيع الجغرافي والاجتماعي في جميع مناطق الشمال السوري، واستطاع افتتاح مراكز لهن في المناطق والبلدات والقرى”.

عمل المرأة هو رمز تحرّرها

وتابعت نجاح حواس قائلةً: “كان افتتاح مركز مؤتمر ستار في تل طويل من إحدى إنجازات مؤتمر ستار، وبمثابة خطوة ناجحة لمبدأ التعايش المشترك وأخوّة الشعوب، حيث يتكون سكان تل طويل من الشعبين العربي والكردي، فكان لا بد من توحيد صفوفهم، والمرأة فيها كباقي مناطق شمال وشرق سوريا تعرضت للتهميش والإهمال، وتعاني من مفاهيم المجتمع التي فُرضت عليها بحكم العادات والتقاليد العشائرية، إلا أننا نلاحظ تطوراً كبيراً بالنسبة لوضع المرأة وبخاصةً بعد افتتاح المركز، فنجدها تشارك في جميع الفعاليات والنشاطات وأخذت تنخرط في العمل الاجتماعي والاقتصادي والفكري، وتسعى لتغيير نظرة المجتمع لها بأنها تستطيع العمل إلى جانب الرجل في المجال العسكري والاجتماعي، ومحو الأفكار والمفاهيم التي تسيء لكرامتها بأنها أداة لتربية الأطفال وإدارة المنزل فقط”.

المرأة الحرة؛ تبني مجتمع حر

كما أشادت نجاح إلى أهداف مؤتمر ستار بالقول: “يضم المركز سبع إداريات يشرفن على المركز، حيث يهدف المركز إلى توعية النساء من النواحي الاجتماعية والفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية، لإعادة بناء مجتمع سياسي وأخلاقي يتمتع أفراده بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، مجتمع تكون فيها المرأة صاحبة قرار وتتمتع فيه بكامل حقوقها الاجتماعية والسياسية ضمن إطار العقد الاجتماعي لمشروع الأمة الديمقراطية الذي تبنّاه القائد عبد الله أوجلان في فكره وفلسفته لحرية المرأة بتحليلاته للمجتمع والمرأة”.

المرأة العربية تتخذ من مؤتمر ستار هويتها التنظيمية

كما أشارت بهذا الخصوص الإدارية في مؤتمر ستار بتل طويل عزيزة محمد بالقول: “تمكن مؤتمر ستار في سنوات قليلة بضم جميع النساء من جميع الشعوب والأطياف والأديان، بعد أن عملت الأنظمة الحاكمة على توسيع الفجوة بينهن من خلال سياسة فرق تسد، حيث عملت على استغلال المرأة من الجوانب كافة السياسية والاجتماعية والفكرية، من أجل تحطيم المجتمع والسعي لتحقيق عملية التوسع وتحكيم السيطرة على المجتمع؛ الأمر الذي نتج عنه تفكيك المجتمع وابتعاده عن مبادئ الأخلاق الطبيعية التي ورثها الإنسان عن الطبيعة منذ ولادة الكون، هذه الأخلاق التي منحتها المرأة لأفراد أسرتها من العطاء والحنان والمحبة والإخلاص. لذلك؛ بادر مؤتمر ستار مع بداية تأسيسه إلى لم شمل جميع النساء من شعوب المجتمع كافة من خلال افتتاح مراكز لها في المناطق العربية والسريانية والكردية، وافتتاح دورات توعية لتنظيم المرأة، فنظمت المرأة العربية نفسها وانخرطت في العمل من الجوانب كافة واستطاعت ترسيخ صفوف النساء في مناطقهن، وباشرت بلعب دورها الريادي بكل دقة وإتقان واتخذت من مؤتمر ستار هويتها التنظيمية”.

واختتمت الإدارية في مؤتمر ستار بتل طويل عزيزة محمد حديثها بالقول: “إننا في بلدة تل طويل نعمل على التواصل مع النساء كافة، والتعرف على مشاكلهن وحلها، فالمرأة ما زالت تعاني من التهميش والإهمال. لذلك؛ أخذنا على عاتقنا مواصلة النضال، والعمل على تحرير جميع النساء، وبناء مجتمع ديمقراطي حر”.