سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مؤتمر الشبيبة في بيروت يؤكد الوقوف في وجه الحداثة الرأسمالية وتداعياتها

الدرباسية/ نيرودا كرد – تحت شعار “الشباب وبناء المستقبل الحر”، اختتمت أعمال المؤتمر الرابع لشبيبة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المنعقدة على مدار يومين (8-9/6/2024)، في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث أكد المؤتمرون مواصلتهم التصدي لتأثيرات الحداثة الرأسمالية، من خلال تفعيل دور الشبيبة في المجتمعات.

انطلق مؤتمر الشبيبة السبت 8/6/2024، في العاصمة اللبنانية بيروت، واستمر يومين متتاليين “8ـ9” من شهر حزيران الجاري، فجمع العديد من الحركات الشبابية.

أهمية المؤتمر

وعلى هامش أعمال المؤتمر؛ التقت صحيفتنا “روناهي”، عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشباب وبناء المستقبل الحر، “رودي حسن“: “تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم من أزمات متعددة وكبيرة، حيث الحروب، والتعصبات القومية والدينية والأثنية، فضلاً عن التدخلات الخارجية في شؤون دول الشرق الأوسط”.

وتابع: “ويأتي انعقاد هذا المؤتمر ضربة استراتيجية للقوى الرجعية، وللإمبريالية العالمية، والتي تحاول الاستيلاء على مقتدرات منطقة الشرق الأوسط بشكل دائم”.

وأضاف: “وشاركت في هذا المؤتمر منظمات شبابية من أكثر من 15 دولة من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذه المنظمات المشاركة تشترك في إيمانها بأن حل هذه الأزمات، التي يعاني منها الشرق الأوسط، يجب أن يكون حلاً داخلياً، رافضاً لأي نوع من أنواع التدخلات الخارجية، وكل ذلك يتم من خلال تفعيل دور الشبيبة في المجتمعات، لذلك، رأينا بأنه من واجبنا رفع هذه الراية والسير بها إلى الأمام، لإيجاد نظام بديل حقيقي للنظام الإقليمي القائم، والذي ساهم في ولادة هذه الأزمات”.

دور الشبيبة في مواجهة النظام الرأسمالي 

وأردف حسن: “نحن الشباب الديمقراطي، نؤمن بأنه يجب علينا عدم الاكتفاء برفض ممارسات الحداثة الرأسمالية والإمبريالية العالمية فقط، حيث أن الرفض وحده لا يكفي للوقوف في وجه تأثيرات هذه القوى، وإنما يتوجب علينا التماس فلسفة حقيقة ونظاماً بديلاً حقيقياً عن النظم الدكتاتورية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

وزاد: “وكما تعلمون فإن الشرق الأوسط كان منارة للحرية والمعرفة على مدى آلاف السنين الماضية، إلا أنه يعيش اليوم في أزمات خانقة أفرزت واقعاً متردياً وشعوباً متخلفة، إضافة إلى المستوى العالي، الذي وصل إليه اضطهاد المرأة، وكذلك استعباد الشباب، والهجرة والمخدرات، وغيرها الكثير من الآفات، التي حلت بمجتمعات منطقتنا”، مضيفاً: “فكما نرى اليوم؛ فإن النظام الإقليمي القائم عاجز عن إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمات، وذلك لأنه من الأساس جزء من النظام الرأسمالي العالمي، الذي يرى ديمومته واستمرار هيمنته في خلق الأزمات وإدارتها”.

وأنهى عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشباب وبناء المستقبل الحر “رودي حسن”: “نجتمع اليوم لتوحيد رؤى المنظمات الشبابية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للوصول إلى نظام إقليمي جديد يلبي تطلعات شعوب هذه المنطقة، التي خرجت لتنادي بالحرية والعدالة الاجتماعية، كما رأينا في تونس وما تلاها من ثورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي مع الأسف لم تنجح في إيجاد النظام الحقيقي البديل عن النظام القائم حالياً”.

انعكاسات المؤتمر على قضايا الشباب 

ومن جانبها، تحدثت المشاركة عن الحزب الشيوعي السوداني، في مؤتمر الشباب وبناء المستقبل الحر، “ومضه كمال“، لصحيفتنا: “تأتي أهمية هذا المؤتمر لأنه طرح العديد من المشاكل المرتبطة بالشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أكدنا على دور الشباب، وخاصةً المرأة الشابة، في مواجه القوى الرأسمالية والإمبريالية العالمية”.

وأردفت: “وكما لا يُخفى على أحد بأن أنظمة الشرق الأوسط هي عبارة عن أنظمة تابعة للرأسمالية العالمية، ولا يوجد لها أي دور مستقل في إدارة بلدانها، وهذا يؤثر بشكل كبير على تطور شعوب الشرق الأوسط وحل أزماته. لذلك؛ تأتي أهمية مشاركة المنظمات الشبابية في هذا المؤتمر، من أن هذه المنظمات من واجبها إيجاد بديل عن هذه الأنظمة، الأمر الذي يدعو إلى تكاتف هذه المنظمات ورفع وتيرة عملها المشترك”.

ونوهت، المشاركة عن الحزب الشيوعي السوداني، في مؤتمر الشباب وبناء المستقبل الحر “ومضه كمال”، في الختام: “إن أهم ما لفت انتباهي في هذا المؤتمر، هو الحس الثوري لدى الشباب، وإيمانهم بقضيتهم، وهذا يؤكد على إدراك الشباب المسؤولية الملقاة على عاتقهم كأفراد وكمنظمات شبابية، وإصرارهم على استمرارية العمل للوصول إلى الهدف المنشود في مثل هذه المؤتمرات”.

توصيات البيان الختامي 

وقد تضمن البيان الختامي الصادر عن المؤتمر، التوصيات التالية:

ـ يمكن تنفيذ حل الأزمة الحالية خارج نظام الحداثة الرأسمالية، ومن خلال بناء شرق أوسط ديمقراطي.

ـ الحداثة الرأسمالية بتشعباتها لا يمكن أن تخلق حلاً أعمق للمشاكل الراهنة، ومؤتمرنا ينص على ضرورة معارضة المشاريع التي تفرض على المنطقة من الخارج، مثل مشروع الشرق الأوسط الكبير، والإسلام السياسي ويمكن القيام بنضال فكري وسياسي واجتماعي.

ـ يرفض مؤتمرنا المواقف والآراء، التي تبحث عن حلول من الخارج، مع نظرة استشراقية لمنطقة الشرق الأوسط باعتبارها منطقة صغيرة ولا ترى قوة الحل في حد ذاتها، وبدلاً من ذلك نرى الشباب هم القوة الأكثر ديناميكية للتغيير والولادة من جديد.

ـ توصل مؤتمرنا إلى نتيجة، هي أن الاختلافات التاريخية وجوانب اللغة والثقافة والتقاليد والأمم والمعتقدات ومشاكل شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلٌّ مترابط لذلك، لكي يتمكن الشباب من أن يصبح قوة للتنمية والحلول، هناك حاجة ملحة لبناء وتعزيز وحدة الشباب.

ـ ومن أجل أن نتمكن من تحقيق توحيد السلطة واتخاذ خطوات ملموسة نحو كونفدرالية شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد اختار مؤتمرنا، وكلف تنسيقاً يتكون من ممثلين عن المنظمات كلها.

ـ يرفض مؤتمرنا استعباد المرأة وسلطة الرجل على المرأة القضية الأساسية، ويؤكد أن الشابات هن القوة الرائدة في عملية التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط.

ـ لا يرى مؤتمرنا حلاً في مشروعات الدولة القومية التي تقلب الشعوب والمعتقدات الإقليمية ضد بعضها البعض، وتنكر وجودها، وتشكل العائق الأساسي أمام الحياة المشتركة والديمقراطية، وفي هذا الصدد، فإن المؤتمر الوطني المشروع الديمقراطي الذي يدافع عن حق مكونات المنطقة في تقرير مصيرهم.

8-ويرفض مؤتمرنا التفسيرات التي تصف نضالات الشعب المشروعة بـ “الإرهاب”، ويعلن أن لكل مجتمع الحق في الدفاع عن نفسه ضد أي شكل من أشكال الاحتلال والقمع.

ـ نحن ضد الرأسمالية وأيديولوجية تلك الليبرالية التي تقسم المجتمع على أساس فهم زائف “للحرية” وتعزز الفردية، وتشتت الشباب عن واجباتهم الوطنية، ونحن ضد النظام الأبوي ونهب الطبيعة وتدمير الطبيعة، “البيئة”، وأشكال القمع على أساس الجنس، والهوية، والدين، واللغة، والجنسية.

ـ يرى مؤتمرنا أن سياسات الاحتلال التي تنتهجها الدولة التركية، والتي يتم تطويرها لخدمة مصالح قوى الحداثة الرأسمالية، من ليبيا إلى القوقاز، واليمن وكردستان، هي العدو المشترك لشعوب الأرض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعلى هذا الأساس يدعم النضال المشترك للشعب الكردي وشعوب المنطقة.

ـ يدين مؤتمرنا الاحتلال الإسرائيلي والمذبحة، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ويعدُّ نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية مشروعاً، ويرفض أي مشروع يؤدي إلى تأليب الشعب اليهودي والشعب الفلسطيني ضد بعضهما.

وتجدر الإشارة، إلى أن المؤتمر الأول كان قد انعقد في مدينة آمد بباكور كردستان، وانعقد المؤتمر الثاني في مدينة السليمانية بباشور كردستان، فيما انعقد المؤتمر الثالث في مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا.