بينت الشابات المشاركات في مؤتمر الشبيبة العالمي، أن دور المرأة القيادي مهم في تغيير المجتمع، وأن الهدف من عقد هذا المؤتمر، هو إنشاء شبكات شبيبة على نطاق واسع من أجل النضال المشترك.
تحت شعار “سنسطر التاريخ.. لا يتوقف نضال الشبيبة من أجل الحرية”، عقد مؤتمر الشبيبة العالمي في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة 60 ناشطا وناشطة من الشبيبة من أنحاء العالم كافة، واستمر على مدى ثلاثة أيام.
وعقدت “روناهي”، وشبكة، “الشبيبة يسطرون التاريخ”، الجمعة الثالث من تشرين الثاني، مؤتمر الشبيبة العالمي، وذلك على أساس مؤتمري “آمد وكوباني”، اللذين انعقدا خلال عامي 2015 و2019.
وأوضحت لوكالة أنباء المرأة عضوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر “جانا فريكه“، وعضوة شبكة الشبيبة يسطرون التاريخ “مارا فيشر“، ردهما المشترك بخصوص المؤتمر والتطورات على جدول الأعمال، اللتين عدتا عقد المؤتمر خطوة أكبر في عملية بناء شبكات شبيبة عالمية، يمكنها مواجهة الأزمات والحروب.
ولفتتا إلى أنه، “لا بد من توضيح مضمون المؤتمرات، التي عُقدت في الشرق الأوسط، فعقد المؤتمر الأول تحت تأثير الحرب ضد داعش والصعوبات العديدة في بناء ثورة روج آفا الشبيبة، أما المؤتمر الثاني فقد عقد في كوباني الرمز التاريخي لهذه المقاومة، وإن اجتماع الشبيبة من أنحاء الشرق الأوسط، وضمن هذا الاجتماع العالي له أهمية خاصة، إن هذا المؤتمر العالمي للشبيبة كان مقترحاً مباشراً للبيان الختامي، الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع من المندوبين، الذين حضروا المؤتمر المنعقد في كوباني، ونحن بدورنا أردنا أن نتناول هذا الاقتراح، ونوسع الجهود هناك، كما إننا ننظر لهذا المؤتمر كجزء من عملية أكبر لبناء شبكات للشبيبة على مستوى العالم، وتكون قادرة على مواجهة الأزمات في عصرنا هذا”.
اهتمام المنظمات بالمؤتمر
وعن اهتمام المنظمات، أشارتا إلى أنه، “لقد كانت ردود الفعل إيجابية، وقد أراد العديد من الشباب الانضمام لهذا المؤتمر؛ لأنهم كانوا يناضلون على جبهات عديدة، إن الأنظمة تريد عزلنا عن الأحداث المهمة التي تجري في العالم، ونحن نناضل حتى وقف هذا المنع”.
وحول السبب في اختيار شعار “سنسطر التاريخ.. نضال الشبيبة من أجل الحرية لا يتوقف”، أوضحتا: “إننا نؤمن أن الشبيبة هم قادة الحركات التقدمية، فالشباب يتمتعون بروح فتية، ولم يتم استيعابهم بشكل كامل بعد من الأنظمة المختلفة، لذا دوماً ما تأتي الأفكار الراديكالية من الشبيبة، إنهم في طليعة كل حركة، وبالتالي يقررون الاتجاهات، التي يجب اتخاذها، إن هذا الجيل هو من سيحدد كيف سيكون مستقبل المجتمع بأكمله، إنهم بحاجة لإيجاد أجوبة لمشكلة التدمير البيئي، والانحلال الاجتماعي، إن هذه حقاً مهمة تاريخية”.
وأكدتا: “إننا نعيش في عالم تحكمه العولمة، والمشاكل التي تواجهنا أيضاً هي عالمية، لقد احتكرت الرأسمالية قسماً كبيراً من حياتنا، وتتركز السلطة والمال بشكل متزايد بين يدي الأقلية تدريجياً، إن هذا المنطق الموجه نحو الربح جعل أفكارنا تقتنع به أحيانا ما يؤثر سلبا على حياتنا وأخلاقنا، إن النظام الأبوي، يعدُّ من أقدم أشكال القمع، الذي تجذر في كل جانب من جوانب مجتمعنا منذ آلاف السنين، فيتم استخدام مصطلح “النظام” كثيراً لوصف حالة الرأسمالية والاستعمار، لذلك يجب أن تكون إجابتنا موضحة وحقيقية في المستويات، المادية والإيديولوجية، والمحلية والعالمية”.
عزلة القائد أوجلان وانعكاساتها على الشباب
وعن العزلة المشددة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وانعكاس هذه العزلة على الفئة الشابة، قالتا: “لا يمكننا الحديث عن “Jin jiyan azadî”، دون ذكر حركة الحرية الكردية وقائدها “عبد الله أوجلان”، وكان ترك هذه الصلة خارجاً بمثابة خطوة استراتيجية للغاية فيما يتعلق بتصوير وسائل الإعلام لثورة المرأة في إيران والشرق الأوسط على نطاق أوسع، نكن احتراماً كبيراً لإنجازات المرأة الكردية، التي تمكنت من الوصول إلى قوتها الخاصة من خلال فلسفة القائد أوجلان، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا الراهن، تغير النظام الأبوي، الذي يعود تاريخه إلى سبعة آلاف عام، وإن الهجمات والعزلة الموجهة ضد الشعب والقائد أوجلان قاسية جداً؛ لأنها محاولات لإبقاء هذا النظام قائماً”.
وأضافتا: “إن التوقيت الزمني للمؤتمر مهم جداً من نواح عديدة، أولاً انطلاقته كانت بعد اليوم العالمي لكوباني بشمال وشرق سوريا في الأول من تشرين الثاني مباشرة، كما أن مقاومة كوباني لها طابع دولي، لقد سطر التاريخ مع الشبيبة من أنحاء عديدة من العالم، وبقيادة الشبيبة الكردية، كيف ألهمت مقاومة كوباني، وثورة روج آفا النضال الدولي والنضال الشبيبي”.
هذا وبينت جانا ومارا، أن هذا الدور القيادي للشبيبة، الذي ذكرناه، يتجلى بقوة في هذا المثال، في وقفتهم الشجاعة في مواجهة داعش وتوجيه ضربة قاضية له.
