سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لِنُحافظ على ربيعنا نظيفاً

بيريفان عمر_

مع بداية شهر آذار يتغير لون الأرض وتعتدل درجات الحرارة ويختفي شيئاً فشيئاً ثقل الشتاء البارد، الذي جعلنا ملازمين لمنازلنا لأشهر، فنرغب بشدة بالاستمتاع بجمال الطبيعة، وأن نأخذ قليلاً من الهواء النظيف خارج ضوضاء المدن.
فنرى المناطق الطبيعية في المنطقة تكتظ بالناس الباحثين عن بقعة مشجرة وجدول ماء ليعيدوا إلى ذهنهم صفائها، ولكن بالرغم من أننا جميعاً ندرك أهمية هذه المناطق الطبيعية، وأيضاً ندرك محدوديتها في مناطقنا وخاصةً بعد الحرب التي مرت بها المنطقة، والتي كان من شأنها تحويل الكثير من المناطق المشجرة إلى مناطق جرداء وبالرغم من وعينا وإدراكنا لهذه الحقائق فمازالت هناك ظواهر سلبية تنتشر بعد الخروج إلى الطبيعة، حيث نرى الكثير ممن يترك نفاياته وخاصةً النفايات البلاستيكية مبعثرة في تلك المناطق، والتي تبقى لسنوات دون أن تنحل وتؤدي إلى أضرار كبيرة للتربة والهواء والحيوانات الموجودة لا سيما تلك المناطق القريبة من السدود، حيث تمتد هذه النفايات إلى السد وتصبح تلوثاً يعيق نمو الكائنات الحية ضمنها.
بالإضافة إلى توجه البعض إلى قطع الأشجار أو العبث بالأشجار الصغيرة مما يؤدي إلى توقف نموها أو موتها، يجب علينا أن ندرك أن مسؤوليتنا تكمن الآن في حماية ما تبقى لنا من مناطق طبيعية وأن ما يعكس سلوكنا هي أفعالنا بالتحديد، بالرغم من مناشدة الجهات العاملة في مجال البيئة من جمعيات وهيئات وبلديات للتخلص من هذه الظاهرة، وبالرغم من عشرات حملات النظافة التي تقوم بها الجهات المعنية إلى أنه خلال يوم واحد نرى أن تلك الأرض الخضراء تتحول إلى مزرعة للأكياس البلاستيكية والعبوات الفارغة، وهنا يجب علينا أن نسأل أنفسنا إذا فقدنا تلك الأماكن أيضاً فأين سنتجه؟
إن حماية المناطق الطبيعية هي مسؤولية وطنية وبيئية وإنسانية يجب علينا جمعياً أن نتصرف على هذا الأساس، وما أحوج أطفالنا في المستقبل أن تكون لديهم الفرصة للاستمتاع بجمال بلادهم، وما أسهل الإجراءات التي يمكننا القيام بها من خلال بعض الممارسات البسيطة، والتي تكمن بأن نقوم بعد الانتهاء من يومنا بجمع النفايات المتبقية من طعامنا وشرابنا ووضعها في أكياس مُحكمة الإغلاق واخذها معنا إلى أقرب حاوية، وبهذا سنكون قد ساهمنا في الحفاظ على النظافة وأن هذه النفايات ستكون أخف مما كانت عند قدومنا ولم نرَ صعوبة في حملها.
بالإضافة إلى أنه يجب الحذر من عدم العبث بالأشجار أو قطعها بغرض إشعال النيران أو حتى إشعال النيران في مواقع قريبة جداً من الأشجار والتأكد من إطفاء أي نار قمنا بإشعالها بشكلٍ كامل قبل مغادرة المكان، وبهذا سنكون جزء من حماية النظم البيئية وأيضاً نحافظ على استدامة المناطق الطبيعية والاستمتاع بها في كل فصل فحقاً بلادنا جميلة وتستحق منا كل جميل.