لن يبلغ الاحتلال التركي غايته بتهديداته المستمرة

تنتهج دولة الاحتلال التركي سياسة الإنكار والإبادة بحق الشعب السوري من إطلاق تهديدات مستمرة لشمال وشرق سوريا بين الفينة والأخرى، إلى جانب سياستها التعسفية في عفرين وإدلب والمناطق المحتلة من سوريا؛ وذلك لإفشال مشاريع الإدارة الذاتية واحتلال المزيد من الأراضي السورية ونهب خيراتها والأخذ بالأزمة السورية إلى درب مسدود؛ إلا أنّ إرادة السوريين بإدارتهم الذاتية سبيل لردّ الاحتلال…

مركز الأخبار ـ تواصل دولة الاحتلال التركي تهديداتها لشمال وشرق سوريا وتدعم المرتزقة في إدلب، إلى جانب انتهاكاتها اليومية في عفرين؛ وذلك لصرف الأنظار عن أزماتها الداخلية، واحتلال المزيد من الأراضي السورية، وفشل مشروع الأمة الديمقراطية ومنجزاتها في شمال وشرق سوريا. وبهذا الصدد؛ قال رئيس فرع حزب سوريا المستقبل في إقليم الفرات آزاد أوسو بأن التهديدات التركية تستهدف مساعي الإدارة الذاتية الدبلوماسية في المحافل الدولية، بعد انتصار شق الإدارة العسكري في القضاء على داعش أحد أدوات دولة الاحتلال التركي في سوريا.

وجاء حديث رئيس فرع حزب سوريا المستقبل بإقليم الفرات آزاد أوسو في لقاء أجرته وكالة أنباء هاوار على بعد مئات الأمتار من الحدود التركية أثناء مشاركته إلى جانب المئات من الأهالي في تشكيل دروعٍ بشرية رفضاً للتهديدات التركية بقرية قره موغ شرق مدينة كوباني شمال سوريا.

ويستمر المئات من أهالي مقاطعة كوباني بالاعتصام على الشريط الحدودي في قريتي الزيارة وقره موغ لليوم الثامن على التوالي، رفضاً للتهديدات التركية بشن عدوان على مناطق في شمال وشرق سوريا.

وخلال حديثه، قال أوسو: “الدولة التركية المحتلة تفرض سيطرتها على الشعوب من خلال تعميق الأزمات وإملاء الفراغات التي تحدثها المشاكل بين المجتمع حسب أهوائها ولمصلحة الحكومة وليس الشعب، وعندما يرفض الشعب ذلك تُرتكب المجازر ويُمارس القمع والاضطهاد ضده. لذا؛ فالدم لا يفارق تاريخ الدولة التركية”.

وأوضح أوسو بأن للدولة التركية المحتلة الدور الأكبر في ما آلت إليه الأوضاع في سوريا والشرق الأوسط من حروب أهلية أزهقت أرواح مئات الآلاف من البشر، ولا سيما تدخلها في سوريا وحرف مسار الثورة السلمية في البلاد.

وأضاف: “تحاول دولة الاحتلال التركي القضاء بشكل تام على الشعوب التي قبلت مشروع الأمة الديمقراطية وليس فقط الكرد”.

هذا وشهد الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا ولا سيما بالقرب من مدينتي سريه كانية وكري سبي (تل أبيض)، حشوداً عسكريةً تركية تضمّنت أسلحة ثقيلة عقب تهديدات تركية بشن عدوان يستهدف مناطق سوريا شمال البلاد.

وذكر رئيس فرع حزب سوريا المستقبل بإقليم الفرات آزاد أوسو في نهاية حديثه بأن الدولة التركية المحتلة ترى في العلاقات الدبلوماسية للإدارة الذاتية الديمقراطية مع حكومات دول مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة خطراً كبيراً عليها، في ظل تدهور الحالة الاقتصادية بتركيا وخسارتها لبلدية إسطنبول إلى جانب الأزمات السياسية التي تعيشها، وتأتي التهديدات عقب فشل داعش المدعوم تركياً من السيطرة على شمال سوريا وهزيمته في سوريا والعراق، حيث تكمل ما لم تستطع داعش فعله.

ومن جانبه؛ أوضح عضو حزب سوريا المستقبل فرع عفرين محمد رشيد لوكالة أنباء هاوار أن التهديدات التركية باحتلال مقاطعة الشهباء ومناطق شمال شرق سوريا ليست سوى محاولة لغض النظر عن المشاكل الداخلية التي تشهدها تركيا مشيراً إلى أهمية الاعتماد على حل سياسي عملياً في إدلب.

وأضاف: “فوضى خلّاقة اختلقتها بعض الجماعات المُتشددة التي تدعمها الدولة التركية المحتلة. لا يمكن التكهن بما سيحدث لإدلب فكافة الجبهات مُشتعلة وما من تقدم ملحوظ”. وأشار محمد رشيد بأن “تواجد قوى محايدة فيما يخص إدلب لا يعني بأنها ستبحث عن حل سياسي في المنطقة، على العكس قد يتسبب ذلك في إطالة الحرب نظراً لتضارب المصالح، الكل يعتبر بأن ما يجري في إدلب هو معارك كسر العظم وهذا لا يعتبر حلاً”. وقال محمد رشيد بأن استبعاد القوى الديمقراطية في سوريا عن المحافل الدولية لن يجدي نفعاً وأضاف: “القوى التي تهدف لإطالة أمد الحرب في سوريا لا تريد حضور القوى الديمقراطية”.

في شأن آخر؛ قال رشيد بأن التهديدات التركية باحتلال مقاطعة الشهباء ومناطق شمال وشرق سوريا: “هو لصرف الأنظار عن الأزمة الداخلية التي تشهدها تركيا، والجميع يعلم بأن تركيا تعيش أزمات داخلية بعد شرائها لمنظومة إس 400 وتنقيبها عن الغاز في البحر المتوسط”.

ويرى رشيد بأن جولات جيمس جيفري ومسؤولين أمريكيين هو لإشعار الدولة التركية المحتلة بأن ليس لها دور في المجال الذي تتخبط فيه, فلا يمكن للدولة التركية المحتلة أن تأخذ مساراً لنفسها دون الرجوع إلى التحالف الدولي وروسيا.

وعلّق رشيد على الاجتماع الذي جمع إسرائيل وروسيا وأمريكا في وقت سابق وقال: “في ذلك الاجتماع أجمعت الأطراف على إخراج تركيا وإيران من سوريا وإبعادها عن المنطقة”.

واعتبر رشيد بأن الحلول ستأتي من أصحاب المشاريع السلمية والمشاريع الديمقراطية التي تصب في مصلحة الشعب السوري الذي عانى كثيراً طيلة ثماني سنوات من الأزمة، وأكد: “لذلك نعتبر بأن إشراك القوى الديمقراطية هام جداً، يمكن التعويل عليها لإرساء دعائم الديمقراطية”.

وفي ختام حديثه؛ قال عضو حزب سوريا المستقبل فرع عفرين محمد رشيد: “إن إدلب هو مفتاح الحل؛ فإن لم يتم الاعتماد على الحل السياسي؛ فإن الأزمة عملياً ستكون وكأنها في بدايتها ولا يمكن الخروج من الدائرة المغلقة الموجودة في سوريا”.