لعبة الكرة الطائرة.. تأدية واجب في البطولات الرسمية وندية في الشعبية!

قامشلو/ جوان محمد ـ

الكرة الطائرة اللعبة الثانية ذات الجماهيرية في إقليم الجزيرة، لم تعد أكثر من تأدية واجب في البطولات الرسمية من أكثر الأندية والتي تبحث فقط عمن استوفى شروط الترخيص التي تستوجب تنشيط لعبتين جماعتين وأخرى فردتين للحصول على رخصة نادٍ من الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة، بينما هذه اللعبة في دورة نوروز الشعبية تلقى صدى واسعاً ومشاركة كبيرة!.

ونقترب من بدء دوري الرجال للكرة الطائرة في إقليم الجزيرة والذي من المفترض أن ينطلق في الثاني عشر من أيار الجاري، وذلك بعد الاجتماع مؤخراً من قبل مندوبي الأندية مع مكتب الألعاب الجماعية واللجنة الفنية للعبة في مقر الاتحاد الرياضي الكائن بمدينة قامشلو.

وقسمت الأندية التي ستشارك على مجموعتين وهي عشرة نوادي، بواقع خمسة أندية في كل مجموعة، وفق الشكل التالي:

المجموعة الأولى: الأسايش – جودي – الصناديد – الأخوة – آليان.

المجموعة الثانية: سردم – شبيبة الحسكة – الاتحاد – جوانن باز – آشتي.

الدوري سينطلق كما ذكرنا يوم الجمعة المصادف بتاريخ 12/5/2023، كما حدد يوم السبت 13/5/2023، موعداً لانطلاق مرحلة الإياب من دوري الشباب والذي تصدر مرحلة الذهاب منه نادي سردم.

فقدت متعتها!

لعبة كرة الطائرة لم تعد تحمل المتعة كما الماضي، فقد كان العديد من الأندية تتنافس على اللقب، وكان العدد أكبر بكثير من الآن، في السنوات الماضية، ولكن حالياً التنافس محصور فقط بين ناديين هما سردم والأسايش، وذلك لاستيعاب الناديين أفضل اللاعبين من خلال دفع رواتب ثابتة لهم، ولذلك انتقل أفضل اللاعبين للعبة من الأندية الأخرى إلى الناديين المذكورين، وهكذا العديد من الأندية فقدت القدرة على المنافسة، وذلك بعد رحيل لاعبيها عنها، وعليه؛ باتت اللعبة مجرد تأدية واجب من أغلب الأندية الأخرى، وذلك استوفاءً لشروط الترخيص المطلوب منها من قبل الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة، وتبقى المنافسة مستمرة على الألقاب في فئتي الشباب والرجال بين نادي سردم حامل لقب دوري الرجال والشباب والكأس ولقب بطولة شمال وشرق سوريا في النسخة السابقة، ونادي الأسايش صاحب المركز الثاني في دوري الشباب والرجال في النسخة الماضية.

ولا تولي الكثير من الأندية الاهتمام للعبة الطائرة وتصب جلّ اهتمامها في لعبة كرة القدم، وتصرف الملايين سنوياً على هذه اللعبة، وبالرغم من أن هي الأخرى باتت المنافسة محصورة فيها في فئتي الرجال والشباب على وجه التحديد بين ناديي سردم والأسايش.

اللعبة تنتشي بين الفرق الشعبية

ولكن على الصعيد الشعبي؛ تلقى دورة نوروز التي تقام بتنظيم من قبل مجموعة من الخبرات للعبة الكرة الطائرة صدى شعبياً وإعلامياً أكثر من البطولات الرسمية للكرة الطائرة، وهذه الدورة لا تقام تحت رعاية الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة، وهي ليست للأندية بل هي على صعيد الفرق الشعبية، ولكن معظم لاعبي الأندية يلعبون بأسماء تلك الفرق الشعبية التي تشارك في الدورة ويتجاوز عددها الـ 20 فريقاً في كل دورة، وتعتبر هذه الدورة خطوة رائدة من خبرات اللعبة الذين استطاعوا الحفاظ على هذه اللعبة طيلة عقود من الزمن. وتتمتع هذه الدروة بشعبية أكثر من البطولات الرسمية التي تقام في إقليم الجزيرة باستثناء عندما تكون المباراة بين ناديي سردم والأسايش.

للعلم هذه الدورة تقام منذ بداية الثمانينيات وكانت تقام في القسم الشرقي بمدينة قامشلو، وثبت اسم نوروز عليها في عام 1986، وانتقلت من بعدها للقرى وإلى الآن تقام سنوياً في القرى، وبمشاركة واسعة من الفرق الشعبية للعبة كرة الطائرة، والتي أصبحت نواةً للأندية فيما بعد في إقليم الجزيرة، وهذا العام 2023 حقق فريق العنزي لقب الدورة بعد فوزه على فريق عامودا في المباراة النهائية بواقع شوطين دون رد، والتي أقيمت في قرية سيحة الكبيرة، ومؤخراً اختتم دوري الأقوياء في صالة قامشلو الرياضية، وهو دوري يقام بين الفرق الثمانية التي تأهل للدور ربع النهائي من دورة نوروز، ولكن هذا العام تم مشاركة ستة فرق فقط، فقد تم استبعاد فريقين، بقرار من اللجنة المنظمة لسوء سلوك بعض اللاعبين والمدربين لهذين الفريقين وهما العنزي وخربة البير.

ولعبت دورة نوروز دوراً هاماً في الحفاظ على استمرارية اللعبة وكسب اللاعبين الخبرة والاحتكاك، وخاصةً أعطت دوراً كبيراً للقرى في الأرياف لتكون منبراً لرفد رياضة الكرة الطائرة في المنطقة ككل باللاعبين المميزين.

هذه الدورة يشرف على إقامتها وتنظيمها مجموعة من الخبرات الرياضية للعبة الطائرة وتتمتع بشعبية كبيرة وتعيش القرية التي تستضيف الدورة كرنفالاً رياضياً جميلاً، ولا يخلو الأمر من حصول منغصات في بعض الدورات، ولكن إجمالاً هذه الدورة أصبحت المنقذ للعبة وإخراجها من الجمود والروتين، وحتى أنها انتقلت لخارج روج آفا، وأصبحت كرنفالاً للعبة الكرة الطائرة في إقليم كردستان وفي بلاد المهجر.