لجنة المرأة الشابّة بالرقة قدحت شرارة الثورة بإنجازاتها

جيهان محمد –

روناهي/ الرقة – بعد نشر الوعي الصحيح، بفضل فكر الأمة الديمقراطية، وفلسفة القائد أوجلان نرى ظواهر السلطة الذكورية تتلاشى شيئاً فشيئاً، وبدأت المرأة في الرقة تأخذ مكانها الصحيح ضمن كافة مجالات الحياة.

كانت المرأة مضّطهدة في حقبة مرتزقة داعش، حيث أنها حرمت من جميع حقوقها وكان الرجل له الأولوية والحرية المطلقة بالتصرف واتخاذ القرارات نيابةً عن المرأة فلم يكن لها حولٌ ولا قوة، حتى أنَّها حُرِمت من حقها في التعلم، أمّا في المؤسسات فكانت مهمشة تماماً ولا حق لها في اتخاذ القرار، وفي المنزل كان يقتصر دورها على أن تكون مربية وعاملة نظافة لا أكثر، وخادمة لزوجها.

فهذا ما خلفته الذهنية الذكورية التي رسختها  العشائرية والحزب القوموي الذي دام حكمه في المنطقة لأربعين عاماً.

فقد كانت  مقيدة، أسيرة بيت الأب، أو الزوج؛ بحيث يسارع الأهل غالباً إلى تزويجها خوفاً من أن تجلب العار لهم، وإن عارضت أمراً لزوجها، أو لأخيها، أو حتى أبيها فتتهم على الفور بقلة الاحترام، أمًّا تعليمها  فكان حتى المرحلة الإعدادية وعندها يتوقف تعليمها، ففي هذه السن قد أصبحت جاهزة للزواج.

ولكن بفكر وفلسفة القائد أوجلان تحررت المرأة في الرقة، وبدء افتتاح الأكاديميات، والمعاهد الفكرية، حيث باتت المرأة مطلعة على واقعها، وحقوقها التي كانت مغيّبة عنها، وبخاصةً المرأة الشابة فالكثير من اليافعات، والشابات لا يعرفنَ ما لهن من حقوق إلا بعد الخضوع للتدريب الفكري، والفناء الجزئي للذهنية الذكورية، وبذلك قُدحت شرارة ثورة المرأة في الرقة التي أقسمت نسائها على ألا تنطفئ أنوارها مهما كلف الثمن.

وبهذا الخصوص قالت إحدى القائمات على نشاطات المرأة الشابة، راهشان زاغروس، بأنه مع انتهاء أعمال التحرير، سارعنا لإنشاء المؤسسات الخاصة بالمرأة ومنها لجنة المرأة الشابة التابعة لشبيبة الرقة، وتابعت قائلةً: “فهي الركيزة الأساسية في الشبيبة لكونها تحمل صفتين الأولى أنَّها امرأة، والثانية كونها شابة؛ لهذا صببنا كامل تركيزنا في البداية عليها بغية تحريرها من القيود بأنواعها”.

و أضافت راهشان: “نرى نتائج ملحوظة في هذا الصدد، حيث استطاعت المرأة الشابة في الرقة تنظيم نفسها بنفسها، وهذه خطوة لا يستهان بها في الوصول إلى الإدارة الذاتية، حيث ينظم المجتمع نفسه بنفسه”.

وأشادت راهشان بكون الإناث من فئة الشباب كُنَّ سلعة للتداول، والمتاجرة بهن عن طريق الزواج المبكر الذي انتشر في المجتمع بحجة أن الفتاة قد تجلب لأهلها العار إن لم يزوجوها، و غيرها من الحجج الواهية، أمّا الآن فتم الحد من هذه الظاهرة وذلك بالمبادرات التي تنظمها المرأة الشابة في الرقة لحماية نفسها من تلك الأمراض الاجتماعية التي راح ضحيتها المرأة فقط.

ولفتت بأن لجنة المرأة الشابة التابعة لمركز الأنشطة الشبابية في الرقة تعمل على تنظيم شابات الرقة في ساحات العمل ونشر الوعي والفكر المتحررين من قيود الذكورية، ورفض الانصياع للسلطوية التي كانت العائق الأوحد في طريق تحرر النساء في مجتمعنا.

وتابعت بالقول: “ذلك من خلال التدريب الفكري الذي يلعب دوراً في دعم طموحات كل شابة في المساهمة في قيادة المجتمع وإدارته، وأيضاً التخلص من العادات العشائرية التي لطالما أعاقت تلك الطموحات التي نراها واقعاً في يومنا هذا، حيث لعبت المرأة الشابة دورها في المؤسسات في الرقة سعياً للنهوض بالمدينة مجدداً”.

وأشارت راهشان بأن لجنة المرأة الشابة ساعدت بتشجيع الشابات على الانخراط في الأعمال، حيث بعد افتتاح المركز الإعلامي للشبيبة في الرقة تم فرز عضوات لتغطية الأعمال الخاصة بالمرأة، عضوتان للجنة الرياضة والشباب لدعم الرياضة النسوية ونشاطاتها في الرقة، وعضوتان لإذاعة صوت الشباب لتقديم الأخبار والبرامج اليومية، وبعد أن اُفتتح مركز الأنشطة تم وضع رئاسة مشتركة لكل لجنة، وكل ذلك يصب في استعادة المرأة الشابة كامل قواها و حقوقها.

أعمال اللجنة التي أُنجزت في الرقة

وأضافت راهشان بالقول: “من الأعمال التي أنجزتها لجنة المرأة الشابة في الرقة هي كالتالي؛ المشاركة بمؤتمر اتحاد المرأة الشابة الثالث على مستوى شمال، وشرق سوريا الذي انعقد في رميلان، تشكيل فريق لكرة الطائرة من الإناث وتدريبه، حضور مهرجان الذكرى السنوية لتحرير منبج من مرتزقة داعش، إعداد حلقات خاصة مناهضة لظاهرة زواج القاصرات وبثها عبر أثير إذاعة صوت الشباب، وإعداد برنامج خاص بالمرأة يتم بثه مباشرةً على الهواء كل خميس، المشاركة في جلسات فنية شعبية في الرقة، افتتاح دورة للتمريض حيث التحقت بها 16 فتاة، المشاركة في مهرجان الشهيد هوكر للثقافة والفن بعمل مسرحي عن زواج القاصرات، تدريب 6 شابات على الدبكات الشعبية للمشاركة في الفعاليات الفنية و الثقافية، تجهيز معرض للوحات الرسامة زهرة البديوي ويضم المعرض 10 لوحات تُعبّر عن المقاومة في عفرين و 12 لوحة تحاكي تراث الرقة وحياة الأرياف، والمشاركة في اجتماعات إداريي شبيبة شمال وشرق سوريا، المساهمة في تجهيز احتفالية الذكرى السنوية الأولى لتحرير مدينة الرقة من ظلام المرتزقة، إعطاء التدريب الرياضي لناشئات من تلميذات المدارس من قبل القائمات على أعمال لجنة الشباب والرياضة، المشاركة في مؤتمر اتحاد شبيبة روج آفا في رميلان، توزيع ملصقات دعائية بعنوان “لا يمكن لطفلة أن تصبح عروساً في شوارع الرقة”، حضور جميع فعاليات مركز الأنشطة داخل المدينة وخارجها، تجهيز لافتات مختلفة منها؛ “المرأة الحرة ستحرر القائد الذي حررها، وانتفضوا لحرية القائد آبو”، تدربت 9 شابات في أكاديمية الشهيدة روجدا آمارا لتلقي تدريب المرأة الشابة، بالإضافة للمشاركة في فعاليات مناهضة العنف ضد المرأة التي أقيمت في الرقة”.

وحول الموضوع ذاته قالت الإدارية في لجنة المرأة منال الذويِّب: “هدفنا هو تطوير المرأة الشابة وتفعيلها داخل المجتمع، وتشجيعها لنيل حقوقها واسترجاعها بعد فقدانها مطولاً”.

و أضافت منال قائلةً: “بنضال المرأة الحرة يتم تأهيل الشابات فكرياً للانخراط والمشاركة في كافة مجالات الحياة، فبعد ما عانته المرأة الشابة من ظلم و اضطهاد لابد من إعطائها الدافع للعودة إلى حياة غابت عنها منذ سنين، فكما لعبت الذهنية الذكورية دورها في تقييد النساء جاءت داعش بفكرها الظلامي لتصب فوق النار زيتاً، وتكون سبباً آخر في حرمان النساء من حقوقهن”.

واختتمت حديثها بالقول: “بما أن المرأة الشابة عانت من ضغوطات لا تحصى فهي كانت من فئات المجتمع التي قُمِعت بجميع الطرق والوسائل من قِبل السلطة والعشائرية والفكر المتطرف هنا في الرقة، فكان لابد من تقديم الدعم المعنوي والمادي لها، خصوصاً من الجانب التعليمي، و الاقتصادي أيضاً؛ فقدمنا ما يمكننا تقديمه نحن كلجنة المرأة الشابة من دورات تعليمية، ومهنية، وفكرية، وكل هذا للنهوض بالمستوى الثقافي والفكري لدى النساء في الرقة عامةً والمرأة الشابة خاصةً”، وتابعت منال بأنه بالرغم من الإمكانيات الضئيلة المتواضعة، إلَّا أنهن لن يتوقفن عن دعم نساء الرقة الَّلاتي قَدَّمن الكثير لبلادهن.