لبوات عفرين لكرة القدم .. تألق ونجاح رغم الألم والأوجاع

تقرير/ جوان محمد

أجيال واعدة كانت تمارس الرياضة بدون أي خوف وَبِحُرّيّة تامة، عفرين مدينة الزيتون التي كانت منبعاً للمواهب لمختلف الألعاب، عاشت الازدهار في الرياضة وخاصةً الأنثوية أثناء إدارة أبناء المقاطعة لأنفسهم عبر إدارة ذاتية أُعلِن عنها في شهر كانون الثاني من العام 2014، وكانت لسيدات كرة القدم بعفرين بصمة مميزة في رياضة المدينة، ولكن جاء الاحتلال التركي ومرتزقته من الجيش السوري الوطني في آذار 2018، ليهاجر أبناء عفرين قسراً للشهباء ومناطق أخرى.

كان ظن العدو التركي ومرتزقته بأن أهالي عفرين استسلموا طالما هُجّروا من المدينة، ولكن لا يعلموا بأن شعب عفرين مكافح وشعاره المقاومة حياة، فبعد التهجير القسري من عفرين لم تستسلم لاعبات عفرين وتم لم شملهن مجدداً في الشهباء، عبر دوري شارك فيه 110 لاعبة يمثلن تسعة فرق، وذلك في نيسان من العام 2019.

وليتم اختيار مجموعة من أفضل اللاعبات المشاركات في البطولة لتمثيل منتخب عفرين لكرة القدم، والجاهزية للمشاركة بأي استحقاق يقام، وذلك في شهر حزيران من العام 2019، لم يثني الغزو واحتلال عفرين، لا هيئة الشباب والرياضة ولا الاتحاد الرياضي بعفرين ولا الكادر الفني والإداري واللاعبات للعودة مجدداً لتشكيل المنتخب وممارسة لعبتهم المفضلة كرة القدم، بحيث كان المنتخب مشكلاً من ذي قبل في العام 2014، وأحزر وقتها المركز الثالث ببطولة في آمد ديار بكر بباكور كردستان.

الانتصار على كافة الصِعاب شعار المنتخب

المرأة الشابة الرياضية بعفرين لم تيأس وحتى هي في أصعب الظروف، فالتهجير من مدينتك التي ولدت فيها وعشت فيها أيام الطفولة وحفرت ذكرياتها في قلبك وعقلك ليس من السهل التأقلم على الفور خارجها، ولكن لأن شعبها يتمتع بروح المقاومة ومصمم على العودة وتحرير عفرين من جديد من رجس المحتل التركي ومرتزقته، لم يستسلم ومنهم المرأة الشابة التي تفيد عبر مشاركتها في هذا المنتخب بأنها قادرة على تحقيق الإنجازات، وأن لعبة كرة القدم ليست حكراً على الشباب والرجال فقط، بل هي لعبة لكلا الجنسين، وهذا المنتخب هو خير دليل على ذلك.

سبعة عشر لاعبة يمثلن منتخب عفرين تتراوح أعمارهن ما بين 14سنة إلى 18 سنة، ويخرجن للمران على أرضية الملعب المعشب بمنطقة بابنس في الشهباء بواقع حصتين تدريبتين في الأسبوع، ويتم دعم المنتخب بحسب الإمكانيات القليلة المتوفرة من قبل هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بعفرين المتواجدين حالياً في الشهباء بعد احتلال المدينة، والمعاناة كبيرة للمنتخب بحيث لا توجد صالات تدريبية وبنية تحتية ملائمة للمران فقط ملعب بابنس المعشب الوحيد في المنطقة الذي يعتمد عليه وهو غير مغطى، وهذه مشكلة كبيرة في فصل الشتاء وناهيك عن عدم توفر الأدوات اللازمة والضرورية للتدريبات.

الإداري للمنتخب الكابتن محمد بلال طالب عبر صحيفة روناهي: بتوفير الدعم اللازم للمنتخب من جميع النواحي وعلى وجه الخصوص من ناحية تقديم الدعم المادي وخاصةً من الجاليات الكردية الموجودة في المهجر، كما ناشد الفرق الموجودة في إقليم الجزيرة تأمين مباريات ودية لكسر الحصار وضمان استمرارية المنتخب.

واختتم الكابتن محمد بلال حديثه بالقول: كان من المفترض أن يشارك المنتخب في مهرجاني كلاً من كوباني وقامشلو ولكن نتيجة الظروف الأمنية والحصار المفروض على المنطقة، لم يتمكن المنتخب من المشاركة الخارجية، وهناك محاولات لإقامة مباريات ودية في الفترة القادمة في إقليم الجزيرة.

أعضاء منتخب عفرين:

ـ المدرب: الكابتن محمد مصطفى.

ـ الإداري: الكابتن محمد كور بلال.

ـ “هيفا هاشم ـ أفين بلال ـ عليا معموـ روناهي سيدو ـ سيفان ابراهيم ـ زينب معمو ـ نورا محمد ـ فكرت حجوـ هيفين نجارـ قمر قاسم ـ جيلان مولود ـ فاطمة ولوـ سيدرا معمو ـ حميدة مامدـ غاردينيا حنان ـ هيفيار محمد ـ برفين محمد”

هذا المنتخب يجب أن يتم دعمه من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ولكل جهة قادرة لمساندته، فعفرين هي مدينة الزيتون الحاضنة لكافة أبناء سوريا من كل مكان واليوم تعيش الألم باحتلالها من قبل الدولة التركيّة ومرتزقتها، ولكن هي عائدة لا محالة وستعود اللاعبات لممارسة رياضتهن المفضلة لعبة كرة القدم في قلب عفرين من جديد.