![]()
أكدت البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي في آمد سمرا كوزل بأن العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي هي مؤامرة دولية، وأكدت أن ليس لتركيا بمفردها القوة لارتكاب مثل هذه الجريمة الكبيرة، وأشارت إلى أن محكمة العدل الدولية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية مع تركيا ذلك لتحقيق مصالحها.
أكدت البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي في آمد سمرا كوزل بأن العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي هي مؤامرة دولية، وأكدت أن ليس لتركيا بمفردها القوة لارتكاب مثل هذه الجريمة الكبيرة، وأشارت إلى أن محكمة العدل الدولية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية مع تركيا ذلك لتحقيق مصالحها.ومع استمرار العزلة المشددة التي تفرضها الدولة التركية المحتلة على القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي، تتصاعد ردود الفعل المناهضة للعزلة على المستوى العالمي، فمنذ اعتقال القائد عبد الله أوجلان قبل 22 سنة، لا يسمح للأطباء المستقلين بالذهاب إلى معتقل إمرالي، ومنذ اليوم الأول تحوّل هذا السجن إلى ساحة لسياسات الحرب الخاصة، حيث يمنع القائد عبد الله أوجلان من لقاء محاميه وذويه بحجة “سوء الأحوال الجوية” أو “عطل في السفينة” وفي الآونة الأخيرة تم منع أي لقاء أو زيارة للمحامين وللعوائل بحجة جائحة كورونا.
وبهذا الصدد أجرت وكالة هاوار لقاءً مع البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي في آمد سمرا كوزل، للحديث حول أسباب وتداعيات العزلة المشددة على سجن إمرالي.
وجاء نص الحوار على الشكل التالي:
– دخل الإضراب الذي أعلن عنه المعتقلون السياسيون شهره الرابع، كما يُمنع ذوو المضربين عن الطعام من زيارتهم
في السجن بالإضافة إلى قطع الماء عن المضربين عن الطعام، ما تقييمكم لهذا الوضع؟
هذا الوضع ليس ببعيد عن الذهنية والسياسة العامة للحكومة، فأردوغان وحكومته
يديرون البلاد حاليًّا وفق القوانين الفاشية، ويقمعون كل مطالبة بالحقوق مهما كانت صغيرة عبر القمع والضغوطات، لقد فقدت تركيا مكانت
ها حتى على الصعيد الدولي وسوف تدفع الحساب عن القتل والبطالة والاعتقالات والانتهاكات التي تجري كل يوم، وهي تعلم ذلك ولكنها كلما مر الوقت تزداد قمعاً واضطهاداً وديكتاتورية.
أعضاء الحكومة التركية على الرغم من ارتكابهم الكثير من المخالفات لا يتم محاسبتهم ولا يكشف عن مصير الأموال المفقودة، كما تحوّل الفساد والرشوة إلى أحد أساليب الإدارة، ويتم القضاء على البيئة عبر محطات الكهرباء
كما ترتكب سلسلة متواصلة من جرائم الحرب بحق الناشطين والمخالفين لسياسة الدولة التركية.
نعلم جيدًّا من الذي يقف خلف الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها المرتزقة في روج آفا، وفي الداخل هناك سياسات قمعية، ومما لا شك فيه أن تأثير هذه الأمور يزداد بشكل خاص على المعتقلين، إن المعتقلات في البلدان الأخرى تعتبر مقاييس للديمقراطية، ولكن في المعتقلات التركية هناك عزلة مشددة وانتهاك لحقوق الإنسان، وقد تصاعدت هذه الانتهاكات خلال فترة الجائحة، فقد أسست الحكومة نظامًا بهدف ديمومة سيطرتها ووجدت ضالتها في الجائحة لتكون بمثابة أداء لإدامة سلطتها، والحقيقة أن الجائحة تحولت إلى أداة حرب.
لقد تجاوزت العزلة حدود سجن إمرالي وامتدت إلى جميع السجون وشملت المجتمع بشكل عام، وهناك مقاومة طبيعية ضد هذه الانتهاكات، وبهدف التغطية على هذه المقاومة أقدموا على تشديد العزلة على القائد أوجلان، حيث يتم منع الأهالي من زيارة ذويهم في السجن، فإذا حدثت أية زيارات سيتم فضح كل ما يجري في داخل السجون ويتم إثارة الموضوع بشكل كبير.
لقد قدمنا عريضة مساءلة إلى وزارة العدل حول موضوع العزلة، ولكن الوزارة قالت إنها “لا تسمح بإدراج موضوع العزلة والإضراب عن الطعام في مذكرات الدعوى” بمعنى أنه يمنع التحدث عن موضوع العزلة بشكل نهائي.
– العزلة المفروضة منذ خمسة أعوام تحوّلت إلى عزلة كاملة، حتى الآن لم يتم معرفة أية معلومات حول صحة القائد أوجلان، وخصوصاً في ظل الانتشار السريع لفيروس كورونا، وليست هناك معلومات من داخل سجن إمرالي، ماذا تقولون في ذلك؟
العزلة المفروضة في إمرالي هي من أشد أنواع العزلة ويتم فرض هذا النظام في سائر السجون التركية، اليوم تتجه عيون وآذان شعوب تركيا نحو إمرالي لسماع أي نداء من هناك، لأن الجميع يعلم أن أي نداء من هناك سيكون صرخة أمل من أجل السلام لكن يتم منع كل ذلك، من حق الرأي العام في الأوضاع الاعتيادية أن يتلقى المعلومات حول الوضع الصحي للمفكر عبد الله أوجلان، أما في ظروف جائحة كورونا فإن هذا الحق يصبح أكثر إلحاحًا ولكن يتم منع هذا الحق ومنذ سنوات لا يمكن إجراء لقاءات مع إمرالي إلا بعد تصعيد المقاومة.
في عام 2018 جاءت مقاومة ليلى كوفن وانتشر الإضراب في السجون وتم السماح بإجراء اللقاء كما جرى لقاء آخر عندما انتشرت أنباء عن اندلاع حريق في إمرالي، وكما هو معلوم يقع سجن إمرالي وسط البحر حيث تزداد نسبة الرطوبة، ويعتقل هناك شخص تجاوز السبعين من العمر في حجرة منفردة لا يسمح للأطباء المستقلين بزيارته ومعاينته ماذا يعني كل ذلك؟
إن العزلة هي أن يقضي الإنسان يوميًّا مدة قصيرة في مكان مغلق دون أن يستفيد من الأماكن المشتركة أو يتواصل مع المجتمع والثقافة ومع باقي المعتقلين، ومقارنة بالمقاييس الأوروبية للمعتقلات فإن العزلة تعتبر أحد أساليب التعذيب، ولها تداعيات وتأثيرات سلبية كبيرة على صحة الإنسان، هي نفسها التأثيرات الناجمة عن التعذيب.
ويمكن وصف الحالة الناجمة عن العزلة في الحجرات على الشكل التالي:
انهيار تام للنظام العصبي للإنسان، ويفقد الإنسان الشعور بالمكان والزمان، ثم بفقدان السيطرة على سلوكه وقدرته على الفعل الانعكاسي بسبب فقدان أي تأثير خارجي، زيادة في التعرق وآلام في المعدة وفقدان الوزن وآلام في الظهر وأمراض الأوعية الدموية.
كما يفقد النظام المناعي في جسم الإنسان توازنه وتظهر العديد من الأمراض الجسدية مثل ضعف البصر لأن الإنسان ينظر بشكل متواصل إلى نفس المكان والمحيط، وأيضاً مشاكل في الجهاز التنفسي بسبب ازدياد الرطوبة في المكان المحيط.
إن الحياة في مثل هذا المكان تتطلب إرادة قوية، ولكن القائد عبد الله أوجلان لم يتحدث أبدًا عن وضعه الصحي، لذلك فالعزلة الكاملة المفروضة عليه جريمة بحق الإنسانية، نعلم أنه يُطلب من المتقدمين في السن التزام المنازل بسبب جائحة كورونا وتتخذ بشأنهم تدابير خاصة، أما عدم اتخاذ مثل هذه التدابير في المعتقل فيشير إلى عقلية مزدوجة حقوقية وصحية.
حاليًّا بلغت انتهاكات الحقوق في تركيا ذروتها وتم انتهاك معظم المعاهدات الدولية وتبقى مجرد تحذيرات لفظية، بمعنى أن لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية وعلى الرغم من أنها لا تؤدي مسؤولياتها فإنها توصي أحيانًا وتقول إن الظروف الإنسانية في السجن غير ملائمة.
