سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لاجئون من الجحيم إليه

من وسط الظلام وعلى وميض القصف والقنابل بخطوات متعبة مثقلة مثخنة بالجراح تمكن أول لاجئ سوري من شق طريقه إلى الحدود الأردنية تلاه مئات العائلات ثم الآلاف ومن هنا بدأت حكاية لاجئة سورية.
معظم الناس يعتقدون بأنَّ مخيمات اللاجئين تعني بعض الخيام والمواد الغذائية والماء أو بعض مستلزمات النظافة والبطانيات بينما واحدة من أهم العناصر في حقوق « اللاجئين» هو الشعور بالأمان وليس مجرد الأكل والشرب وهذه المهمة هي مسؤولية البلد المضيف عن طريق تأمين المخيم من أي مخاطر داخل أو خارج المخيم.
مخيم الزعتري هو مخيم اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى الأردن بعد شهر تموز من عام 2012م، من الأحداث التي رافقت الحرب السورية التي اندلعت في عام 2011م، وأقيم المعسكر حوالي 20 كيلومتراً إلى الشرق من مدينة المفرق شمال شرق الأردن في محافظة المفرق.
(ل.ف) لاجئة سورية من قرية السخنة الواقعة في شمال حمص عاشت في مخيمات الأردن سنتين ونصف السنة روت لوكالة أنباء هاوار ما رأته في مخيمات النزوح وبخاصة الزعتري منها وبعض الطرق التي أودت بالنساء السوريات إلى الهاوية.
تحدثت (ل.ف) عن الأوضاع السيئة وعدم وجود المعونات اللازمة لأهالي المخيم ومتطلبات الحياة اليومية من مأكل ومشرب ولباس وصحة وأهمها الأمان، الذي فقدته المرأة كلياً في المخيمات من اغتصاب واستخدام الزواج حجة لإخراج الفتيات من المخيم وغيرها من الانتهاكات بحقها، حيث قررت العودة للوطن مهما كان الثمن وكان مقصدها الأراضي المحررة من قبل قوات سورية الديمقراطية لما سمعته من استقرار الأوضاع فيها.
وقالت (ل. ف): «كانت تأتي مساعدات من الأمم المتحدة ما يكفي لتوزيعها على كامل الشعب السوري إلا أن المندوبين كانوا يسرقونها ويخزنونها ويبيعونها للاجئين بأسعار مرتفعة الأمر الذي دفع الكثيرين لبيع أغراضهم ومتاعهم ليشتروا بها ما يسد جوعهم».
أما عن أزواج هؤلاء النسوة فكانت حالة البطالة البائسة تلتف حول رقابهم والذي كان أحد أسبابها عدم رغبة أهالي المناطق الحدودية بتشغيلهم أو العمل معهم الأمر الذي اضطرهم لإغلاق أعينهم إزاء ما يجري.
كما تحدثت عن ظروف الحياة الصعبة في مخيم الزعتري وعن تقلبات الطقس هناك والغبار الذي لا يكاد يفارق الجو في ظل السكن بخيمة لا تقي ساكنها حرارة الصيف ولا برد الشتاء ومطره دون تنظيم للمخيم أو تمهيد أرضيته لمنع تشكُّل البحيرات بين كل خيمة وخيمة في فصل الشتاء.
ومن جهة أخرى أكدت (ل. ف) أن الوضع الصحي متدنٍّ جداً في المخيم في ظل الانتشار الكبير والسريع للأمراض وتقاعس المنظمات الإنسانية المشرفة عليه، وعدم تقديم أي مساعدة تذكر سواء من المشافي الحكومية أو الخاصة أو العيادات التمريضية، أما عن اللجان الطبية المسؤولة عن المرضى في المخيم فكانت تعالج المرضى عن طريق ورقة تقدم بالقبول أو الرفض على حسب مزاجية اللجنة ورغبتها وليس حسب الحالة الأمر الذي أودى بحياة الكثيرين أمام أبواب المشافي.
وتمنت (ل. ف) وعبر وكالة أنباء هاوار ANHA، عودة جميع النساء السوريات من مخيمات النزوح والرجوع إلى الوطن مهما كان به من آلام وجراح، كما وطالبت المنظمات الإنسانية لشؤون اللاجئين والنازحين أن ينظروا بعين الإنسانية على الأوضاع المتردية التي تعانيها المخيمات وبخاصة معاناة النساء والأطفال فيها.