لأول مرّة كأس العالم في ست دول!

إعداد/ جوان محمد

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عن فوز ثلاث دول هي (المغرب إسبانيا والبرتغال) بتنظيم منافسات مونديال كأس العالم 2030، كما ستُقام أول ثلاث مباريات في الأوروغواي والأرجنتين وباراغواي للاحتفال بمئوية المسابقة، وستكون هذه أول نسخة من كأس العالم تُقام في ثلاث قارات وست دول.

وكشف الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر بيان عن منحه استضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2030، لدول (المغرب وإسبانيا والبرتغال).

وذكر الفيفا في بيانه: “وافق مجلس الفيفا بالإجماع على الملف الوحيد، والذي يجمع المغرب والبرتغال وإسبانيا لاستضافة البطولة في 2030 وتأهل الثلاثة بطريقة مباشرة إلى النهائيات باعتبارهم أصحاب الضيافة”.

وتابع “إضافة إلى ذلك، ومع الأخذ في الاعتبار السياق التاريخي لأول نسخة على الإطلاق لكأس العالم، وافق مجلس الفيفا بالإجماع أيضاً على أن تستضيف مونتفيديو احتفالية استثنائية لهذه النسخة لتقام أول ثلاث مباريات على الترتيب في الأوروغواي والأرجنتين وباراغواي”.

وبعد خمس محاولات سابقة لتنظيم المونديال، لم تُكلل بالنجاح، استطاع المغرب أخيراً أن يربح رهان تنظيم أكبر بطولة كروية في العالم، ضمن ملف مشترك يجمعه بدولتي شبه جزيرة إيبيريا، إسبانيا والبرتغال.

وعكس ما كان منتظراً بانتظار تصويت الجمعية العمومية للفيفا، التي تضمّ كل الدول الأعضاء كما جرى عام 2018 عندما تم اختيار الملف الأمريكي الشمالي لتنظيم نسخة 2026، فإن نسخة 2030 تم الإعلان عن منظميها قبل عام تقريباً من الموعد المرتقب، أي قبل اجتماع الجمعية العمومية الذي كان مُخططاً له في الربع الأخير من 2024.

والاختيار وقع بعدما انتهى موعد تقديم ملفات الترشح لاستضافة كأس العالم 2030، ليعلن فيفا أن ملف المغرب والبرتغال وإسبانيا هو الملف الوحيد الذي تم التقدّم به لتنظيم المونديال، بتوافق مع الاتحادات الأوروبية والإفريقية والأمريكية.

بعض التفاصيل عن المونديال

كما كشف بعدها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عن بعض التفاصيل المتعلقة بمونديال 2030، وقال الفيفا إن جدول البطولة، المزمع اعتماده، سيتيح مهلة زمنية تناهز 11 إلى 12 يوماً للمنتخبات الستة التي ستلعب في أمريكا الجنوبية، حتى تتمكن من السفر وأخذ قسط من الراحة، قبل خوض المباراة الثانية في المونديال.

وهذا مع إتاحة ما يناهز خمسة إلى ستة أيام، للسفر والراحة لبقية المنافسين الستة في كل من المجموعات الثلاث، ولجميع المنتخبات المشاركة الأخرى.

كما سيتم تقديم مواعيد المباريات الثلاث التي ستقام في أمريكا الجنوبية، حيث ستقام قبل أيام قليلة من انطلاق المواجهات في المغرب والبرتغال وإسبانيا.

ويوضح هذا الجدول الزمني كيفية توزيع تواريخ الأحداث ذات الصلة:

السبت 8 والأحد 9 حزيران 2030: مراسم الاحتفال بالذكرى المئوية، والمباراة الأولى لمنتخب الأوروغواي في مونتيفيديو، ومنتخب الأرجنتين على أرضه، ومنتخب باراغواي على أرضه.

الخميس 13 والجمعة 14 حزيران 2030: حفل الافتتاح والمباراة (المباريات) الافتتاحية لبطولة كأس العالم 2030.

السبت 15 والأحد 16 حزيران 2030: المباريات الأولى للمنتخبات الأخرى التي تنتمي لمجموعات الأوروغواي والأرجنتين وباراغواي.

الجمعة 21 والسبت 22 حزيران 2030: المباريات الثانية لجميع المنتخبات التي تنتمي لمجموعات الأوروغواي والأرجنتين وباراغواي

الأحد 21 تموز 2030: نهائي كأس العالم 2030.

كما كشف الفيفا أن كونغرس الاتحاد الدولي، الذي يتألف من جميع الاتحادات الأعضاء ال211، سيتخذ قراره النهائي والرسمي بشأن إسناد البطولة للدول المذكورة، في الربع الرابع من عام 2024.

وأوضح أن 31 تشرين الأول الجاري، هو الموعد النهائي لتقديم الخطابات التأكيدية، من الاتحادات الوطنية الأعضاء المهتمة بالترشح لاستضافة مونديال 2034.

وسيصادق كونغرس الفيفا على ملف الاستضافة النهائي، اعتباراً من الربع الرابع من عام 2024.

وأقيم كأس العالم 2022 في قطر وتوّجت الأرجنتين باللقب، وحقق منتخب المغرب مفاجأة مدوية بالوصول إلى الدور قبل النهائي.

وأقيم كأس العالم لأول مرة في 1930 في الأوروغواي، ونجح أصحاب الأرض في حصد اللقب، وستقام النسخة المقبلة من كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

من جانبه قال جياني إنفانتينو رئيس الفيفا: “في عالم منقسم وكرة قدم متحدة، وافق مجلس الفيفا الذي يمثّل عالم كرة القدم بأسره بالإجماع على الاحتفال بمئوية كأس العالم، حيث أقيمت النسخة الأولى في الأوروغواي عام 1930، بأكثر طريقة ملائمة”.

وأضاف رئيس الاتحاد الدولي: “نتيجة لذلك ستقام الاحتفالات في ثلاث دول بأمريكا الجنوبية، الأوروغواي والأرجنتين وباراغواي، عبر تنظيم مباراة واحدة في كأس العالم 2030”.

وأكد إنفانتينو أن أولى المباريات الثلاث ستقام في إستاد سنتيناريو الأسطوري في مونتفيديو الذي استضاف أول مباراة في 1930.

انتقادات

وانتقدت المنظمة البيئية الألمانية “الرياضة من أجل المستقبل”، منح تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 لست دول، وإقامتها عبر ثلاث قارات.

وقال شتيفان فاجنر، رئيس المنظمة: “حتى لو كان مبرر القرار هو التاريخ، فهو أيضاً خارج الزمن، يجب علينا الاستعداد للجمع بين المسؤولية والمنفعة الذاتية”.

وقال فاجنر إنه من خلال هذا القرار، أوضح فيفا أن حماية المناخ تأتي في أفضل الظروف، كأمر ثانوي بالنسبة له.

وأضاف أن كأس العالم 2026 في كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، سيضر بالمناخ بسبب أنشطة السفر المتكررة، مثلما كان الحال في (يورو 2020) الذي أدى إلى السفر في 11 اتجاهًا حول أوروبا.

من جانبه ذكر بيرند نويندورف، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، إن هناك العديد من الأمور التي يجب توضيحها بشأن استضافة كأس العالم 2030 في ست دول، وذلك رغم كونه عضواً في مجلس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) وموافقته على المشروع.

وأجاب نويندورف لدى سؤاله عن الأمر: “من وجهة نظري، لا زالت هناك العديد من الأسئلة حول موضوع الاستدامة”.

وأضاف: “يجب علينا الآن أن ننظر عن قُرب في المقترحات الملموسة، التي يتم التقدم بها من جانب الدول الراغبة في الاستضافة، وذلك لمواجهة كل التحديات والمخاوف”.

وقال نويندورف عن القرار: “دعا كل رؤساء الاتحادات القارية لهذا الحل، وطلبوا من أعضاء المجلس الموافقة، في النهاية تم التصويت بالإجماع تماشياً مع باقي البلاد الأوروبية”.

وأكد أن المقترح يحتاج إلى موافقة نهائية من مجلس (فيفا)، العام المُقبل، وأن جميع المرشحين يجب أن يقدموا ملفاتهم بشكلٍ رسمي، وأن يتم استيفاء المعايير قبل التصويت النهائي.

كما انتقد ديديه ديشامب، المدير الفني لمنتخب فرنسا، قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإقامة كأس العالم 2030 في ست دول بثلاث قارات مختلفة.

وقال ديشامب في مؤتمر صحفي “بالتأكيد هناك ثلاث مباريات ستقام في أمريكا الجنوبية باعتبارها حدث استثنائي وتاريخي”.

وأشار مدرب الديوك إلى أن هذا القرار، يناقض مبدأ تكافؤ الفرص، قائلاً: “منتخبات أمريكا الجنوبية لديها ميزة أمام منافسيها في هذه المباريات الثلاث”.

وأوضح: “المنتخبات الأخرى ستضطر لخوض رحلة سفر طويلة إلى أمريكا الجنوبية، ثم تسافر مجدداً لاستكمال باقي مباريات البطولة”.

وواصل ديشامب: “لا أعرف من اتخذ هذا القرار، لكن يعجبني أن تكون كل خطوة تتسم بالعدالة والمساواة على المستويين الرياضي والأخلاقي، ولا أعتقد أن هذا المعيار موجود في هذه الحالة”.

نسخة 2034

في سياقٍ آخر أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، عن إرسال خطاب الترشح لاستضافة كأس العالم 2034، للاتحاد الدولي “فيفا”.

وكتب الحساب الرسمي للاتحاد السعودي، عبر منصة “إكس”: “أرسلنا خطاب الترشح الرسمي لاستضافة مونديال 2034”.

وقال ياسر بن حسن المسحل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي: “كشفنا خلال الأسبوع الماضي عن طموح المملكة باستضافة نسخة عام 2034 من المونديال، ويمثل هذا الخطاب الخطوة التالية في جهودنا نحو تحويل حلم استضافة البطولة لواقع”.

وأضاف عضو مجلس الاتحاد الدولي “فيفا”، أن السعودية تركز في الوقت الحالي على تقديم ملف متكامل يُظهر قدرات المملكة على تنظيم البطولة والترحيب بجماهير كرة القدم من جميع أنحاء العالم.

وحظي إعلان الاتحاد السعودي، عن نية الترشح على تأييد أكثر من 70 اتحاداً من مختلف القارات، عبر بيانات رسمية أعلنت من خلالها عن دعم المملكة لاستضافة البطولة.