سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كيف يُصحح العالم خطأه التاريخي ضد الكرد؟

آلدار خليل –


عمدت الدولة التركية منذ بداياتها حتى الآن إلى تشويه محاولات الدفاع عن الحقوق التاريخية للكرد؛ حيث ومع نشوء حركة الحرية الكردستانية في نهاية السبعينيات وبداية رؤية جديدة في النضال والثورة من أجل الحقوق الكردية؛ سارعت تركيا مستغلة الظروف الإقليمية والدولية آنذاك وحالات الحرب التي كانت تفرض نفسها في المنطقة خاصة بين دول عربية وأخرى في المنطقة إلى تقديم حركة الحرية الكردستانية على إنها خطر كبير  تهدد المصير والوجود حسب الزعم التركي وكذلك خطر حتى الحلفاء في الناتو؛ لتجرّ تركيا الكثير من الجهات إلى خديعة ومكر  بتصنيف حركة الحرية الكردستانية على إنها إرهابية وحركة خطيرة.
بعد حوالي أربعة عقود من الزمن وأمام ما قدمته هذه الحركة من نضال وجهود في الحل الديمقراطي وعدم تحقق الآمال التي عُقدت على أن هذه الحركة ستنتهي وتزول؛ أيضاً مع تطور الوضع في باشور وباكور كردستان وكذلك روج آفا و باعتبار كل هذه التطورات هي تطور للقضية الكردية في المنطقة بحكم التأثير المباشر وغير المباشر. وكذلك مع تغير الشروط والظروف الدولية التي ساهمت في فضح النوايا التركية في المنطقة خاصة مع تقلد أردوغان للحكم في تركيا مع بدايات الألفية الجديدة؛ كل هذا ساهم في بيان أوجه اللاحقية في ادعاءات تركيا وزيفها وتشويهها للحقائق التي قدمتها على إنها دلائل قاطعة تؤكد الفكرة التي سوقتها تركيا ضد حركة التحرر الكردستانية.
كما نرى اليوم بأن أردوغان ساهم في إشعال المنطقة وإغراقها بالفوضى والحرب في تشابه تام مع هتلر الذي كان له اليد في إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية والغزو الأردوغاني اليوم في سوريا والعراق والذي اتضح مؤخراً في أن أردوغان وصل لذروة العنجهية عبر استهداف رموز وضباط الجيش العراقي ورده على انزعاج العراق بأنه لا يعيره أي اهتمام. الوضع ذاته في ليبيا وحوض المتوسط وقبرص واليونان وأفريقيا وفي قضايا النفط والغاز وتجاوزه لحدوده الجغرافية والسياسية، وتأجيجه للصراعات عبر دعم المرتزقة والسلفيين والإخوان منهم؛ هذه أيضاً دلائل على إنه وعبر حلمه التوسعي؛ يريد أن يقول على إنه يتفوق على هتلر في النهج والحلم  بالنتيجة يشير كل هذا على أن تركيا قد تغير وضعها بغض النظر عن بعض الأمور التي يحققها أردوغان مرحلياً ويقدمها على إنها انتصارات له.
هذا يعني أن تركيا لن يكون معها من كانوا سابقاً وأن أزمتها وزيادة الشرخ بينها وبين من كانت تصفهم بأنهم حلفاؤها؛ سيزداد حيث هذا يشير على أن أردوغان بات خطراً ولا بد من تقبل هذه الحقائق  وأن حركة الحرية الكردستانية على مدى أربعة عقود كانت ضحية لتلفيق وكذب تركيا على العالم.
برأيي ستعيد الكثير  من الأطراف حساباتها بعد الآن، وفي حال أراد العالم أن يكون هناك ديمقراطية وحل في سوريا والعراق وكذلك استقرار حقيقي في  ليبيا وكذلك في مصر ومنع تطور الإخوان ومشروعهم وأيضاً من أجل إخراج أوروبا من تحت التهديد والابتزاز التركي؛ على الجميع إدراك الخطأ التاريخي وتغيير موقفهم  من حركة الحرية وإعادة النظر في علاقاتهم مع تركيا بعد كل هذا الخداع في ظل الدلائل القطعية على أن تركيا اليوم تمثل مشروع خطر وتهديد كبيرين للأمن والسلم الإقليمي والدولي ناهيكم عن حجم الفوضى العارمة التي سببها هي تركيا كما تم الإشارة.