إن كثيراً من حالات الإصابة بالديدان عند الأطفال لا تحتاج إلى علاج، وذلك لقدرة الجهاز المناعيّ على التخلص من الديدان دون الحاجة إلى استخدام الأدوية، ومن المهم مراقبة الطفل خلال هذه الفترة وإبلاغ الطبيب في حال معاناة الطفل من بعض الأعراض مثل: القيء، الحُمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم لمدة تزيد عن يومين، التعب الشديد، جفاف الجسم، أو حدوث أي تغيرات في لون براز الطفل، أو ظهور دم فيه، ومن الجدير ذكره أنه وفي بعض الحالات قد يقوم الطبيب بتحديد نوع الدودة المُسببة للحالة عند الطفل ليقوم بوصف نوع واحد أو أكثر من مضادات الطفيليات المناسبة.
ـ علاج الديدان الدبوسية: تُعرَّف الديدان الدبوسيَّة أو داء السرميات أو داء الأمعاء أو الدودة الشعرية على أنَّها ديدان بيضاء اللون صغيرة الحجم ورقيقة جدّاً، ويبلغ طولها حوالي 5 ملليمترات، وتعيش هذه الديدان في الجزء السفلي من الأمعاء والمستقيم وحول فتحة الشرج، وتُسبِّب الحكَّة الشديدة حول فتحة الشرج وذلك لأنَّها تضع بيوضها في الجلد حول تلك المنطقة، ومن الجدير بالذكر أنَّ بيوض هذا النوع من الديدان يمكن أن تعيش لمدَّة قد تصل إلى أسبوعين خارج جسم الإنسان، كالملابس والفراش وغيرها من الأماكن، ومن الجيِّد ذكره أنَّ هذا النوع من الديدان قد يُسبِّب الانزعاج للطفل لكن لا يُسبِّب له المرض.
يوصي الأطبَّاء بالأدوية المضادَّة للديدان التي يمكن صرفها دون الحاجة إلى وصفة طبيَّة، أو تلك التي تستلزم الوصفة الطبيَّة في حال إصابة الطفل بعدوى الدودة الدبوسيَّة، إذ تُعطى هذه الأدوية بجرعة واحدة وتُكرَّر خلال أسبوعين، كما يمكن مناقشة خيارات العلاج المتاحة دون وصفة طبيَّة مع الصيدلي، إذ يُعدُّ دواء بيرانتيل ودواء ميبيندازول من الأدوية الآمنة، وغالباً ما يُوصى بهما، لكن يجدر التنبيه إلى ضرورة اتباع التعليمات الموجودة على العبوة، مع أخذ الحَيطة واتباع تعليمات خاصة عند إعطاء هذه الأدوية لمن هم دون الثانية من العمر، وعلى الرغم من تلقِّي علاجات للسيطرة على عدوى الدودة الدبوسيَّة إلا أنَّ الحكَّة قد تستمرُّ لمدَّة تُقدَّر بأسبوع تقريباً، ولذلك قد يلجأ الطبيب إلى وصف الكريمات وغيرها من الأدوية للسيطرة على الحكَّة التي تُسبِّبها العدوى وذلك لاستمرارها كما ذكر سابقاً، ومن الجدير بالذكر أنَّ الطبيب قد يوصي بعلاج جميع أفراد الأسرة، وخاصَّة إذا كان الطفل قد أصيب بها سابقاً.
ـ علاج الديدان الأسطوانية: تُعدُّ عدوى الديدان الأسطوانيَّة أو الممسودات أو الديدان المدورة أو الخيطيات أو السلكيات؛ أحد أنواع الأمراض الطفيليَّة، وهي الأمراض التي تُسببها الطفيليات، والطفيليات كائنات تعيش داخل أجسام كائنات حية أخرى، وهذا ما يحدث عند الإصابة بعدوى الديدان الأسطوانيَّة، إذ تعيش وتنمو هذه الديدان داخل جسم الإنسان، ممَّا قد يتسبَّب في ظهور أعراض مختلفة، ومن الجيِّد ذكره أنَّه يمكن علاج عدوى الديدان
الأسطوانيَّة بسهولة في معظم الحالات، وذلك من خلال تلقِّي بعض أنواع الأدوية، مثل: دواء ألبيندازول، ودواء ميبيندازول، ودواء بيرانتيل إذ تقتل هذه الأدوية الديدان بغضون ثلاثة أيام، وفي السياق يجدر التنبيه إلى ضرورة مناقشة الطبيب حول المخاطر والفوائد والآثار الجانبيَّة المحتملة للأدوية التي سيتلقَّاها الطفل، ومن الجدير بالذكر أنَّه في بعض الحالات النادرة التي تُسبِّب فيها الإصابة بعدوى الديدان المستديرة حدوث انسداد معوي حادٍّ قد يوصي الطبيب بإجراء عمليَّة جراحيَّة للطفل المصاب لعلاج الانسداد.
ـ علاج دودة الإسكارس: يُعرَّف داء الصفر أو الإسكارس على أنَّه أحد أنواع العدوى المعويَّة التي تنتج عن الإصابة بدودة يُطلق عليها اسم الصفر الخراطيني أو دود الصفر الأسطواني أو ثعبان البطن، ويمكن علاج هذه العدوى
في غضون أسبوع من خلال استخدام الأدوية المضادَّة للطفيليَّات، مثل: الألبندازول، أو الميبيندازول، أو الإيفرمكتين، ويُعطى دواء ألبيندازول مع الطعام، لكن دواء الإيفرمكتين فإنَّه يُعطى قبل تناول الطعام على معدة فارغة مع شرب الماء، أما بالنسبة لجرعة هذه الأدوية فهي ذاتها للأطفال والبالغين، ومن الجدير بالذكر أنَّه لم تثبت الأبحاث بعد مدى سلامة استخدام دواء الإيفرمكتين للأطفال الذين تقلُّ أوزانهم عن 15 كيلوغرام، وبالإضافة إلى ذلك لم تعتمد الدائرة العامَّة للغذاء والدواء الأمريكيَّة استخدام دواء ألبيندازول لعلاج داء الصفر، ويجدر التنبيه إلى أنَّه في بعض الحالات النادرة التي تتسبَّب فيها دودة الصفر الأسطواني في انسداد الأمعاء أو حدوث مشاكل في الكبد أو البنكرياس أو المرارة، وقد يلجأ الطبيب إلى الجراحة لإزالة الديدان من البطن.