كيف أثّرت ثورة 19 تموز بالمرأة؟

روناهي/ منبج- لا شك أن ثورة 19 تموز، هي ثورة المرأة بامتياز، فهي وإن عاشت من قبل شعور الظلم والتهميش في المجتمع، تتمكن من بعد الثورة أن يكون لها كيانها الثوري والنضالي، ولديها مؤسساتها العسكرية والمجتمعية والثقافية.

إن مقاربة بسيطة بين مشهدين متضادين يبرهن للوهلة الأولى مدى الحالة التي كانت تعيشها المرأة من قبل في المشهد الأول، حيث يمكن اعتبار أن المجتمع دونها لا وجود له ولا قيمة ولا تطور، بينما في المشهد الآخر، سمت به المرأة من خلال دورها في صناعة الحياة والانتصارات وتطوير المجتمع إلى مستوى القديسات. لمعرفة المزيد، التقت صحيفتنا “روناهي” بالناطقة باسم مجلس المرأة في مدينة منبج وريفها؛ ابتسام عبد القادر.

تعرّضها للظلم والتهميش

بدايةً، حول وضع المرأة ما قبل ثورة 19 تموز، أشارت الناطقة باسم مجلس المرأة في مدينة منبج وريفها؛ ابتسام عبد القادر إلى ذلك بالقول: “إن التاريخ أثبت أن المرأة ليست أقل شأناً من الرجل، فهي تحمل كل الصفات الثورية التي يحملها الرجل”.

وذكرت أن شعور المرأة بالظلم والتهميش من المجتمع إنما مرده إلى التراكمات التاريخية الموروثة عبر السنين الماضية، ومجازاً يمكن تسميتها بـ” السنين العِجاف” على حد تعبيرها، مشيرةً إلى أن المرأة كانت مهمشة ولم تشارك في صناعة المجتمعات لا بل لم يكن لها رأي في المسائل الهامة التي تتعلق  بالإنسانية وتمسها بشكل خاص ومباشر.

تجاهلوا شجاعتها وذكائها

وبينت أن النظرة الدونية للمرأة بدأت منذ أن التفتوا عنها وضربوا بإنجازاتها في العالم عرض الحائط منذ وجود الخليقة على الكرة الأرضية وتجاهلوا شجاعتها وذكائها الذي يفوق الرجل وتناسوا البطولات التي قامت بها المرأة من نضال وتضحية من أجل الحرية “نيروز” والملكة “زنوبيا” وغيرها إلى أن جاءت ثورة ١٩ تموز في عام ١٩١٢ في كوباني، وشملت مناطق شمال وشرق سوريا.

ماذا حققت المرأة ضمن الثورة

وعن منجزات ثورة 19 تموز بالنسبة للمرأة، قالت ابتسام: “أعادت ثورة 19 تموز المرأة شيئاً من هيبتها ودفعت بها للواجهة من جديد. يمكن ملاحظة أن هناك تغيراً ملحوظاً في نظرة المجتمع إليها لا سيما المجتمع الذكوري. فاندفعت النساء منذ انطلاقة هذه الثورة لتتبوأ مكانها الطبيعي في المجتمع لتشمل مناطق شمال وشرق سوريا قاطبةً. لقد تأكد للمرأة أن لا حياة مع الظلم والاستعباد، فوقفت في وجه القوى الظلامية التي أرادت أن تمحي وتطمس هويتها وتجعلها دمية أو أي شيء من مستلزمات المنزل، فتباع أو تشترى في الأسواق، وهذا الأمر تمثل أمامنا إبّان حكم داعش”.

وأضافت أن الثورة ولدت من رحم المعاناة وأشبه بالموت، وقالت بصوت عالٍ “لا لظلم المرأة”، ” لا لإهانة المرأة”، وتمكنت نتيجة الكبت والضغط النفسي أن تثور عما تعانيه المرأة لا شعورياً، ونوهت بأن جميع نساء مناطق شمال وشرق سوريا ونساء سوريا لا بل نساء العالم تضامنَّ مع هذه الثورة التي كان لابد منها أن تعيد للمرأة حقوقها كاملةً.

وضعت النقاط على الحروف

ابتسام أكدت بأن ثورة 19 تموز وضعت النقاط على الحروف وسيرت مسار التاريخ، فأثبتت أن المرأة مقاتلة، المرأة سياسية، المرأة مثقفة، المرأة تستطيع أن تتأقلم مع جميع الظروف التي هي فيها بشرط أن لا تكون هذه الظروف ضدها أو تقف في وجه تطورها.

وأردفت: “وانضمت النساء إلى جبهات القتال وقاتلت وأبدعت في القتال لتحرير بلادهن من داعش وغيرها من مرتزقة القوى الظلامية أو أي محتل يريد إهانة المرأة من خلال احتلال أرضها أو نهب وسلب خيرات بلادها”.

واختتمت الناطقة باسم مجلس المرأة في مدينة منبج وريفها؛ ابتسام عبد القادر بالقول: “بالطبع، فالمرأة بالمحصلة، إن امتلكت شخصية قوية جبارة تستطيع المشاركة في المعارك، وأن تذهل الجميع بإرادتها وقوتها واستبسالها في النضال السياسي والعسكري”.