سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كومين آفرين للأفلام وجهٌ آخر للمقاومةِ

تقرير/ رامان آزاد –

الفنُ السابعُ أو إنتاجُ الأفلام أحدُ الفنون المرئيّة التي تعتمدُ على توظيفِ أشكالٍ متعددةٍ من الفنون (الفنون المرئيّة، الموسيقا، والأدبِ) وقدرةِ المكوّناتِ الفنيّةِ على التأثير على المتلقي من خلال التوظيفِ السليمِ لها بتركيبةٍ واحدةٍ منسجمة بدقةّ يكملُ بعضُها الآخرَ.

من إحدى أبرزِ صفاتِ الفيلم قدرته على إحداثِ التأثيرِ النفسيّ والعاطفيّ والتحريضِ الفكريّ وإيصال رسالةٍ محدّدةٍ خلال زمنٍ محدّدٍ بدقائق أو ساعاتٍ قليلة، ولا يتوقفُ إنتاجُ الأفلام على مجرّدِ تقدّمِ وتطوّرِ الفنون المذكورة، بل لا بد من وجودِ إمكانيات تقنيّةٍ وأدواتِ إنتاجِ، ذلك لأنّ عدسةَ الكاميرا تتحوّلُ إلى نافذةٍ مباشرةٍ ليس لاستقبالِ صورةِ الواقعِ بل للاحتفاظِ بتلك الصورةِ ونقلها للملتقي لإحداثِ التأثيرِ المطلوبِ ونقل المعلومةِ عبر حاستي البصر والسمع. وبتعدد وظائف السينما وإنتاج الأفلام تعددت أنواعها، فكان منها الوثائقيّ الذي يرصدُ واقعاً مجتمعيّاً معيناً والحوادث التي تكون ساحةُ المجتمعِ مسرحاً لها، ليسجّلَها وينقلَها للمتلقّي المعاصرِ وكذلك الآخرين عبر الزمن.
مع بدءِ العدوانِ التركيّ الهمجيّ على عفرين كان “كومين آفرين للأفلام” لا يزال مؤسسةً ناشئةً لم يشتد عودُها بعد، إلا أنّه حاولَ أن يواكبَ الحدثَ بقدرِ ما يستطيع مدفوعاً بحماسِ الشبابِ ووعي لطبيعةِ المرحلةِ وأهميّةِ التوثيقِ. وفي هذا التقريرِ نستعرضُ أعماله ومشاركته في مهرجان كوباني الدوليّ والجولة التي قام بها في مدن وبلدات شمال سوريا من خلال اللقاء مع مخرجي الأفلام.
نتسابقَ مع الزمنِ من أجل سينما راقية
المخرجة هيوا بطال: السينما وإنتاج الأفلام يحتاجان لفكرةٍ عميقةٍ والقدرة على ترجمتها بشكلٍ بصريّ مقنعٍ، كما يحتاجان لإمكاناتٍ ضخمةٍ، وللأسف أنّنا في هذه المرحلة مرّرنا بتجربةٍ مريرةٍ ولدينا أفكارٌ عميقةٌ مؤلمةٌ تهزُّ ضميرَ الإنسانِ وتخاطبُ الوجدانَ، وعشنا قصصاً كثيرة يرتقي كلٌّ منها أن يكون فيلماً، ولكن حالنا لا يختلف عن الحال في كلّ البلدان النامية، لجهةِ عدم الإدراك لأهميّة الفن السابع، وبنفسِ الوقتِ الشحّ في الإمكاناتِ ومصادر الدعمِ والتمويل، رغم أنّ السينما تعتبرُ من أقوى الوسائل الإعلاميّة والأكثر تأثيراً في مخاطبة الجمهور وقرباً منه، وبه يمكننا بناء مجتمعات وتدميرها بنفس الوقت.
وفي تقييمٍ عام لمستوى الاهتمام بالسينما تقول هيوا: “التقييم العام للسينما السوريّة يؤكّد تأخرها وانحسار الاهتمام بها وبخاصّة في ظروف الأزمة السوريّة، وهذه الحالة كان لها تأثيرٌ مباشرٌ وعام، وأما في عفرين فلم تكن هناك أيّ سينما أو أثر لإنتاج الأفلام، علاوةً على عدم وجودِ وعي جماهيريّ بها، ويرجع ذلك بأحد أهمِ أسبابه إلى تحوّل السينما إلى صناعةٍ بغاية تجاريّةٍ صرفةٍ دون أن يكون لها محتوىً رساليّ وأخلاقيّ، ما أثّر على المزاج العام، وعلى سبيل المثال لا تلقى السينما الإيرانيّة الرواجَ المطلوب لأنّها نخبويّة ولم تتوجّه إلى الصناعة المفرغة، وعلى هذا النحو يمكن القول إننا نحبو لنتسابقَ مع الزمنِ لإيصالِ سينما راقية للجمهورِ لندنو خطوةٍ بعد أخرى من إنتاج حقيقيّ للفيلم، يعكسُ طبيعةَ حياتنا بكلِّ أبعادها ويحاكي ظروفَ مجتمعاتنا بعيداً عن الترفِ الفنيّ الذي لا طائل من ورائه”.
إصرارٌ على مُنتج مرئيّ خالٍ من مشاهدَ تمثيليّةٍ
تتابع هيوا الحديثَ حول ظروف العمل خلال العدوان فتقول: “من المؤكدِ أنّ إنتاجَ الأفلامِ يحتاجُ لميزانياتٍ كبيرةٍ ودعماً وتعاوناً من المؤسساتِ العامة والجهات المجتمعيّة، وهذا ما لم يتوفر لنا إذ كان كلّ إنتاجنا يعتمدُ على جهودنا وإمكاناتنا الشخصيّة، ومن نافلة القول أنّ إنتاج الأفلام عملٌ يقتضي التعاون ويتطلب جهوداً كبيرة في الحالة الطبيعيّة، ولكنه في ظروف الحرب يُعدُّ شكلاً من المغامرة ناهيك عن التعب، وهذا كان حالنا في الظروف الصعبة التي عشنا فيها، من حصارٍ مطبقٍ وقصفٍ مستمرٍ ما أدّى لصعوبةِ الحصولِ على معداتٍ سينمائيّةٍ تناسبُ العملَ، بالتوازي مع قلةِ عددِ أعضاءِ الفريق، والحاجة الماسة إلى تقنيين أخصائيين، لأنَّ العملَ كان في كثير من الأحيانِ يتوقفُ على عاتق شخص واحد أو اثنين، وكلنا نعلم أنّ إنتاج الأفلام اليوم يعتمد إلى درجة كبيرة على توفر معدات حديثة وإمكانات ولننظر إلى فرقِ الجودةِ بين الأفلامِ الحديثةِ والقديمة، فالواقع أنّ الفرق يعكسُ درجة التطوّرِ التقنيّ، إلا أنّ اعتمادنا على المادة الحية والواقعيّة قلل الحاجة إلى الأساليب التقنيّة التي تُستخدم عادة لإيجاد تغيرات في موقعِ التصوير تحاكي الواقع، ولنتصور كم يحتاج من الإمكانات والمعدات وطاقم العمل إنتاج فيلمٍ تمثيليّ يحاكي واقع الحرب، بينما كنا نعيش واقع الحرب والأمر يحتاج جرأة حمل الكاميرا والتقاط الصورة.
وتختم هيوا بالتوقف عند ظروف العمل خلال العدوان وأهمية التوثيق: “انصبَّ جلُّ اهتمامنا خلال ظروف الحرب والعدوان على عفرين، كفريقِ عملٍ سينمائيّ كان توثيقُ الأحداثِ كلِّ لحظةٍ، في ظروفٍ بالغة التعقيدِ والخطر، وأصبحت مواجهةُ القذائفِ وقصف الطائراتِ اليومي في الجبهات التي حاولنا قدر المستطاع الاقتراب منها عملاً روتينيّاً طوال أيام المقاومة، وعملنا جاهدين على توثيقِ حالاتِ الموتِ الذي يحاصرُ المدينةِ كشبكةٍ عنكبوت، والواقع أنّنا كنا نتابعُ لحظةً بلحظةٍ، مسيرة المقاومةِ العسكريّةِ والفنيّةِ فيما كان شبحُ الموتِ يطوفُ بكلِّ الأنحاءِ في المدينة والقرى.
تكمنُ الأهميّةُ التي أوليناها للتوثيقَ بالإصرارِ على أن تكونَ الموادُ حقيقيّةُ خاليةُ من مشاهدَ تمثيليّةٍ، حيث التقينا بأشخاصٍ حقيقيين حكوا قصصهم بأنفسهم، إذ أننا نعلمُ أنّ الموادَ التي نحصل عليها ستبقى وثائقَ أساسيّة لسنواتٍ طويلةٍ قادمةٍ، وأنّ أيّ عملٍ بالمستقبلِ عن مقاومةِ العصرِ والعدوانِ التركيّ على عفرين سيعتمدُ على إيجادِ ظروفٍ مشابهةٍ للواقعِ ومشاهدَ تمثيليّة”.
حضور طاغٍ للأمل مقابل الألم
وفي استعراضٍ إجماليّ لمضامين مجموعة الأفلام المنتجة والتي شاركت بمعرض كوباني السينمائيّ الدوليّ وطافت مدن وبلدات مقاطعةِ الجزيرةِ باسم Dû derî التقينا مخرجي الأفلام.
هيوا بطّال مخرجة فيلم “ومضة”: “الحياةُ منذ أن يفتحَ الوليدُ الوافدُ إلى حيّزِ الوجودِ عينيه على النورِ في المهدِ حتى يوم يغلقهما ويُوارى في لحده، هي مجرّدُ ومضة، وفيلم “ومضة” يحاولُ رصدَ الأوجاع والآمال التي يعيشها الإنسان عموماً، والإنسان الكرديّ خصوصاً من خلال رصدِ عدّةِ محاور مرتبطةٍ بالموقعِ الجغرافيّ باعتباره البيئة المكانيّة التي يعيشُ فيها، ما يعكسُ وحدةَ الشعور والألمِ بين شركاء الجغرافيا، وقد تجسّد ذلك واقعاً في عفرين عبر مشاهدِ الخرابِ التي أصابتِ المكان (الأرض والبيت) وانعكس في عالمِ النفسِ، لنتوقفَ لدى الذاكرةِ المكانيّةِ، والمفارقة بين شكله بالأمس القريب والواقع الحالي.
رغم محدوديّةِ الإمكاناتِ وحساسيّة المرحلة والضغوط النفسيّة التي عانينا منها استطعنا بالنهاية إنجاز العمل الذي اُريد من خلاله محاكاة وميض الأمل الذي يختلج بين جوانح المرء وتتطلع إليه النفسُ المعذبة نتيجة الحرب، بمقابلِ الإصرارِ على الحياةِ من خلال طفلٍ ينتقل من مكانٍ لآخر يرسم لوحة ملونة مُعبّرة ويتركها خلفه ويرحل، وعجوزٍ تصرُّ على سقاية شجرة في مشهدِ الخراب استذكاراً لابنها الشهيد، وكذلك بحضور الموسيقا.
محي الدين أرسلان مخرج فيلم “خالقو الأمل”: رصدَ الفيلم أهميّة المقاومةِ النفسيّةِ أكثر من العسكريّة فالأولى هي رافعة الثانية وأصلُها، حيث أبرز الفيلم الجوانبَ التي انتصر فيها أهالي عفرين بإرادتهم من خلال محاورَ تقاطعت في نقطةٍ واحدةٍ وهي أملُ العودة، والفيلم يُصنّفُ وثائقيّاً دراميّاً وكلُّ المشاهدِ فيه حيّةٌ واقعيّةٌ لا تمثيلَ فيها. وهو عبارة عن ومضاتٍ في ذاكرةِ مجموعةِ شباب مسرحيين يتطلعون إلى خلقِ الأمل وزراعة الحياة في مخيماتِ المقاومة والتي تعتبرُ خطوةً رائدةً غير مسبوقةٍ لتوثيقِ الحياةِ في المخيماتِ كشكلٍ آخر من المقاومةِ والتمسّكِ بالأرضِ والحياةِ على مشارفِ عفرين مفعمين بأملِ العودةِ القريبةِ إلى الديارِ.
في الفيلمِ نعرضُ مراحلَ إعدادِ مسرحيّة بعنوان “خطيئة الحصانِ” للكاتب أحمد إسماعيل وقمتُ بإخراجِها فعلاً في مخيم ضمن إمكاناتٍ محدودةٍ جداً، والمسرحيّة تصبُّ في المنحى ذاته، والهدفُ الأسمى هو إشراقة وجوه الأطفالِ بالضحكاتِ البريئةِ بنهايةِ العرضِ المسرحيّ في المشهد الأخيرِ من الفيلم، هؤلاء الأطفالِ الذين شهدوا الحربَ وعانوا تجربةَ التهجيرِ مع أهلهم، وبذلك كانت رسالةُ الأملِ قد وصلت بأرقى وأسمى حالاتها من خلالِ الأطفالِ الذين هم المعوّلُ والسندُ لمستقبلٍ أفضل.
مسعود كراد مخرج فيلمي “عيون مسافرة” و”آراس”: يرصدُ فيلمُ “عيون مسافرة” الصراعَ الأزليّ بين العقلِ والعاطفةِ، حيث يتناول قصةَ مصوّرٍ اعتاد أن يصوّرَ جماليّاتِ الحياةِ، ولكنه مع بدءِ العدوانِ يتركُ عائلته وأطفاله ويلتحقُ بصفوفِ المقاومةِ ويتحوّلُ إلى مراسلٍ حربيّ يرصدُ مشاهدَ الدمِ والدمارِ وكذلك صور للمقاتلين المقاومين المدافعين عن عفرين على مدى أيامِ المقاومة، ومع ظروف التصعيدِ بالحربِ وقسوةِ العدوانِ يحاولُ البقاءَ في الأرضِ والوطنِ حيث مرابعُ الطفولةِ وذاكرةِ النشأة الأولى، ولكنه يضطرُ قسراً للانضمامِ إلى قوافلِ المهجّرين يومِ التغريبةِ تحاصرُه الأسئلةُ ليخلُصَ إلى الإجابةِ إلى أنّ ذلك نتيجة السياسات التي نفّذتها الدولُ الكبرى والتي تجاوزت إرادته، وبذلك يخرجُ وفي جعبةِ الذاكرة فيضٌ من الصورِ، تاركاً خلفه أرضاً حبا وتعلم المشي عليها ثم سار وكبر ليتعلمَ التصوير مفعماً بالحياة.
أما فيلم “آراس” وهو إنتاج شركة “روماف” فيتحدثُ عن إحدى أبشعِ جرائمِ الاحتلالِ التركيّ لعفرين ومرتزقته، إذ يروي قصةِ واقعيّة لشابٍ بسيطٍ يعاني من عاهةٍ عقليّةٍ تمّ اعتقاله من قبل المرتزقة ومعاملته بمنتهى الوحشيّةِ ولم يكتفوا بتعذيبه النفسيّ والضربِ، بل استقوا من التاريخ العثمانيّ تلك العقوبة الشنيعة المسجّلة علامة فارقة للعثمانيّة والمعروفة بـ”الخازوق”، لتكون رسالة إرهابٍ وتخويف للناس وتأكيداً على إحياء الجذورِ التاريخيّةِ للدولة العثمانيّة بكلّ تفاصيلها. والفيلمُ يرصدُ الأثرَ النفسيّ الذي تركته على الشاب وعائلته، بالتوازي مع آلام التهجيرِ القسريّ.
محمود جقماقي مخرج فيلم “زيتون أحمر”: أعلن الزيتونَ الأحمر بوصفه التعبير الوجدانيّ عن حالة النزيف والتنهيدةِ المكبوتة، ومن الواضحِ أنّ الزيتون يرمزُ لمقاطعةِ عفرين، فيما اللونُ الأحمر يرمزُ لنزيفِ الدم نتيجة العدوانِ الهمجيّ والقصف العشوائيّ الذي أودى بحياةِ المدنيين وأصابهم في مأمنهم، والفيلمُ توثيقٌ دراميّ لمقاومة عفرين، فالفاجعةُ كشفت عُريَ المنظومةِ الدوليّة والسياسيّة، والجميعُ خذل القيمَ الأخلاقيّة والإنسانيّة، ووجدنا أنفسنا وحيدين مع زيتوننا، وأردتُ من خلال الفيلم أن أقولَ للعالم “كم صرتم قساةً وعاجزين ومتخاذلين؟! وبعبارة أدقَ كم أنتم فقراء لقيمِ الزيتون المقدّس. والحقيقة أن ليس لنا إلا نحن، وبذلك كان التأكيدُ على أنّ أبطالنا في وحداتنا المقاتلة وأنّهم وحدهم معقِدُ الأمل، والفيلم يقدّمُ مشاهدَ مباشرة خلال أيام العدوان، ويعكسُ حالةَ التكاتف والتلاحم المجتمعيّ من خلال نموذجِ عملِ الفرقِ الطبيّةِ التي كانت رديفاً مباشراً للقواتِ المدافعة، ومبادرتها السريعةِ لانتشالِ المصابين من تحت الأنقاض في ظروف صعبة، ومن جهة ثانية أردتُ تأكيدَ متانةَ ارتباطِ الإنسانِ العفرينيّ بأرضه.
Dû derî في حلب
يُذكر أنَّ كومين فيلم آفرين مع مجموعةَ الأفلامِ الوثائقيّةِ من إنتاج آفرين للأفلام باسم Dû derî وصل إلى مدينة حلب قادماً من مقاطعةِ الجزيرة، بعد المشاركة في مهرجان كوباني السينمائيّ الدوليّ والذي انطلقت أعماله في 13 تشرين الثاني واستمرَّ لأسبوعٍ، وشملت الجولة مدنَ وبلداتِ مقاطعتي كوباني والجزيرة. وفي محطةِ حلب قدّم العروضَ خلال خمسة أيام بحضورِ مئات الأهالي. ومن المقرّرِ أن يحطَّ رِحاله في مقاطعةِ الشهباءِ ونواحيها.
وكلمة “Dû Derî” تعني “البابين”، نسبةً لمغارةٍ قديمةٍ تقع في مقاطعةِ عفرين ــ ناحية شيراوا في منتصف الانحدارِ الغربيّ لجبلِ ليلون حيث اُكتشفت فيها آثارٌ قديمةٌ وهيكلٌ عظميّ لطفلٍ نياندرتالي عمره عامان ويعود تاريخه إلى حوالي (100 ألف سنة)، ما يؤكّد العمقَ الحضاريَ للمنطقةِ، وأنّ الوجوديّ الإنسانيّ متواصلٌ فيها حتى اليوم. ويُقال عن البابين أنّ أحدهما يؤدّي للجنة والآخر إلى جهنم.