كندال منبج: “الدفاع الذاتي مسؤولية أخلاقية للمجتمع”

روناهي/ منبج- قال الرئيس المشترك لمكتب الدفاع الذاتي بمدينة منبج وريفها؛ كندال منبج بأن الدفاع الذاتي مسؤولية أخلاقية للمجتمع بكل أبعاده المؤسساتية والمدنية، مؤكداً بأن الدفاع الذاتي يعتبر تعبيراً صادقاً عن تلك القوة العسكرية التي من شأنها أن تقف سداً منيعاً إزاء التهديدات العديدة التي تحاول النيل من أمن واستقرار المجتمع عموماً.

الدفاع عن المجتمع مسؤولية الجميع خاصة في سوريا وعلى وجه الخصوص منطقة الشمال والشرق السوريا التي تعرضت للمزيد من الهجمات التي استهدفت الشعب نفسه كمرتزقة داعش التي سيطر على الكثير من المناطق ولكن بسواعد أبناء شعوب المنطقة وتكاتفهم استطاعوا تحرير المنطقة منهم، ولم تسلم شمال وشرق سوريا من هجمات المحتل التركي الذي مارس أبشع أنواع الإجرام في المنطقة لذا الدفاع عن المنطقة واجب الجميع وعلى هذا المنوال التقت صحيفتنا بالرئيس المشترك لمكتب الدفاع الذاتي بمدينة بمنبج وريفها كندال منبج الذي وضع النقاط على بعض الأحرف فيما يخص مفهوم الدفاع الذاتي ودوره في المنطقة.

كثرة المفارقات وتعدد المصطلحات؛ الدفاع الذاتي نموذجاً

وحول المقصود بالدفاع الذاتي وما أبرز مهامه، حدثنا الرئيس المشترك لمكتب الدفاع الذاتي بمدينة منبج وريفها؛ كندال منبج بأن مصطلح” الدفاع الذاتي”، بركنه الأول هو؛ الدفاع، باعتباره آلية ميتافيزيقية وجدت بشكل طبيعي في أغلب الكائنات الحية بشكل غريزي، وبصورة لاإرادية في البعض منها، وكما وجدت في المجتمعات البشرية الأولى في سياق بحثهم عن تأمين الغذاء وضرورة الحفاظ على حياتهم من الأخطار المحدقة. وتم تناوله من قبل علماء السيكولوجيا في ميدان حديثهم عن الدوافع الغريزية التي تتحكم بالحركات اللاشعورية عند الإنسان.

مبيناً بأنه بالنسبة لركنه الثاني؛ الذاتي من هذا المصطلح، فتدل على الرغبة الجامحة عند الإنسان في الحفاظ على حياته حين تعرضه لهجوم محتمل. وقد ساقه علماء السياسة في معرض حديثهم عن فرضية الحرب العسكرية الاستباقية وذريعة لشن حروب عسكرية إذما دعت الضرورة لذلك. فيما كان الطرح لهذا المصطلح مختلفاً كثيراً في مدلوله الفكري بشكل أوسع من قبل القائد عبد الله أوجلان الذي اعتبر “أن الدفاع الذاتي منظومة متكاملة من العلاقات التي تربط القوى العسكرية بالمجتمع في إطار من التعاون الوثيق المتجانس لدرء أي خطر يهدد هذا المجتمع، بحيث يكونان كلاهما ثنائياً متكاملاً في تعزيز منظومة الدفاع الطبيعة وبشكل آلي ديناميكي”. وهو يعده، أي القائد “عبد الله أوجلان” في حديثه عن الدفاع الذاتي، “مبدأ أساسياً في إقامة مشروع الأمة الديمقراطية، إذ يغدو المجتمع الديمقراطي بحاجة إلى آلية للدفاع عن مكتسباته، حينها تنبري شريحة من المجتمع للقيام بذلك”.

توازن الإرادات في أمن المجتمعات

كندال منبج أضاف بأنه وبناءً على ما تقدم، يمكن القول، إن مكتب الدفاع الذاتي يأخذ صبغة عسكرية للأفراد المدنيين الذين يلتحقون رغبة منهم في الدفاع عن البنية الداخلية للمجتمع من كافة الأخطار والأضرار التي قد تحدث جراء عوامل طبيعية كالزلازل أو عوامل بشرية كتهديدات بشن عمل عسكري إلى جانب القوى العسكرية الأخرى. مشيراً بأنه يمكن اعتبار أن الدفاع الذاتي مطلب اجتماعي قبل كل شيء وصيرورة طبيعية لا بد منها في ظل ممارسة التعايش الديمقراطي، منوهاً بأنه لا يمكن للمجتمعات المتقدمة الاستغناء عنه بوصفه القوة التي تحفظ الدوائر والمؤسسات الإدارية.

وتابع كندال بأن مهمة هذه القوة في الدول الشرق الأوسطية تغدو في الحفاظ على حاكمية الرئيس أو الحاكم وتخرج في هذا السياق عن معناها التوظيفي التي من أجلها وجد وانبثق من تطلعات الشعب في تحقيق حياة حرة كريمة.

مشدداً على إن أبرز مهام مكتب الدفاع الذاتي بأنه العقد الذي يربط بين الإدارة المدنية وبين القوات العسكرية لحل الأمور العالقة التي تحتاج إلى الفصل والعدالة. وأردف بالقول: “فمثلاً لو حدث خلاف عسكري ومدني، فإن مكتب الدفاع الذاتي يقوم بمهمة صلة الوصل بين الإدارات المدنية والقوات العسكرية وجمع هذه الأطراف على طاولة الحوار البناء، ودفعه لتعزيز الوحدة الوطنية السورية”.

في المعنى الصحيح للدفاع الذاتي، سياقات ونتائج

وعن آلية تطبيق سوق المكلفين بأداء خدمة الدفاع الذاتي، أشار كندال منبج بأن مكتب الدفاع الذاتي يقوم على توفير مختلف التسهيلات التنظيمية التنسيقية التي تدور في فلك لجان ومؤسسات الإدارة المدنية الديمقراطية بمدينة منبج وريفها وبين القوى العسكرية، منوهاً بأنه يمكن اعتبار أن مكتب الدفاع الذاتي المنبر الدعائي الذي يقوم بمهمة إيصال كافة البلاغات والمراسلات بين الجهات المختصة لا سيما القرارات الصادرة من مجلس العدالة الاجتماعية أو هيئة الأعيان بمدينة منبج وريفها.

وأضاف بالقول: “ولنعلم أمراً أنه طالما هناك أمن وسلام، فأيضاً هناك أعداء له وغزاة، يحاولون ما استطاعوا سبيلاً إلى تدميره بكل ما أتوا من قوة وحيلة، فإن لم يكن بالمواجهة المباشرة، فمن خلال الحرب الخاصة ووكلاءها على الأرض. وهذه القوة بين الثنائيتين؛ السلام والشر قديمتان كل القدم، فاللقوة الأولى الممثلة بالسلام لها جنودها، وللقوة الثانية أيضاً الممثلة بالشر لها جنودها. فلذا من حق المجتمع السليم الحفاظ على نفسه من خلال أبناءه الأبرار الشرفاء الغيورين على أمن وطنهم والدفاع عن مكتسباته ومقدساته، فإذا لم ينبرِ هؤلاء الأبطال لحمايته الذاتية، فمن ذا الذي يفعل؟”.

وذكر أيضاً بان الدفاع الذاتي نموذج حي وحيوي لأنه مرتبط بسائر القوى العسكرية الأخرى الفاعلة لتوظيف مهام متعددة وجوهرية، فمن الممكن أن تختلف في الأساليب والمنهجية، غير أنها تلتقي في مصب واحد في المهام العسكرية الهادفة للذود عن حمى الوطن. والنافل القول، إن تطبيق آلية الدفاع الذاتي تحتمل كونها أن تكون طواعية أو إلزامية، بغية الاستفادة من كافة الراغبين في فهم الدقيق لمعنى الدفاع الذاتي، إذ ليس من الطبيعي القول باختلاف هذا الفهم عند بعض الشرائح في المجتمع بينما تطبيق هذا القرار يتيح معياراً واحداً في الشعور بالمساواة العادلة لهذه الشرائح المختلفة ودون أي وجه للتفرقة فيما بينهم جميعاً لأنهم حينها وصلوا لقناعتهم التامة بضرورة تطبيقه على الفور، وبلا أي تأخير أيضاً.

حروب الجهات الخارجية الدعائية؛ الأكذوبة والكارثة

واختتم الرئيس المشترك لمكتب الدفاع الذاتي بمدينة منبج وريفها؛ كندال منبج القول: “تثير بعض الجهات الخارجية المغرضة كثير من الشائعات الهادفة لبث الذعر والخوف في المجتمع في كل قرار من مكتب الدفاع الذاتي يتم من خلاله تذكير المكلفين بضرورة الالتحاق بقوى الدفاع الذاتي. وتحرص هذه الجهات كل الحرص على استغلال ذوي النفوس الضعيفة من داخل المجتمع، في محاولة منهم لزرع الشقاق بين أخوة الشعوب، فيروجون أن التحاقهم بالخدمة العسكرية صرفاً، وسيكون زجهم في الجبهات القتالية مؤكداً، وهذا الأمر عار عن الصحة البتة، فالخدمة العسكرية للمكلفين بالخدمة لمكتب الدفاع الذاتي بمدينة منبج وريفها تقتصر على مناطق المدينة والريف معاً. وهذه الجهات تحاول ضرب وحدة واستقرار سوريا الموحدة، فالوطن غالٍ يحميه أبناؤه الشرفاء”.