كلية الطب في قامشلو… هل تلبي احتياجات المجتمع من الكوادر؟

تقرير/ عادل عزيز –

مع تدهور القطاع التعليمي عامةً في سوريا، وعزوف غالبية الشباب عن التعليم الجامعي لأسباب متعددة، عملت الإدارة الذاتية على تدارك نقص العديد من الكوادر بمجالات عدة ومن ضمنها القطاع الصحي، وبناءً عليه افتتحت كلية الطب في جامعة روج آفا، التي تستقبل الطلبة من كافة الشعوب في شمال وشمال شرق سوريا.

وكانت هيئة الصحة في إقليم الجزيرة افتتحت أكاديمية الصحة في الرابع من أيار 2017 بناحية سري كانيه التابعة لمقاطعة الحسكة في إقليم الجزيرة بهدف إعداد كادرٍ تمريضي متمرس بشكل أكاديمي، وفي السابع من أيلول 2018 افتتحت هيئة الصحة مبنى للأكاديمية غربي مدينة قامشلو، والتي باتت تضم اختصاصات الطب العام والتمريض، حيث افتتحت الأكاديمية ثلاث دورات لاختصاص الطب، وثلاث دورات للتمريض.

تطوير النظام الصحي

إلا أن الاكاديمية لم تستمر، بل نقل طلابها إلى جامعة روج آفا لمتابعة تحصيلهم العلمي في كلية الطب المستحدثة في الجامعة بقرارٍ مشترك من هيئة الصحة وهيئة التربية في إقليم الجزيرة وجامعة روج آفا بتحويل أكاديمية الصحة في روج آفا إلى “كلية للطب” تابعة للجامعة، وبهذا الصدد التقت صحيفتنا مع الرئيسة المشتركة لكلية الطب الدكتورة “عبير حصاف“.

وتُشير عبير إلى أن قرار دمج الأكاديمية مع كلية الطب المستحدثة في جامعة روج آفا جاء بهدف خطو خطوات جديدة لتطوير النظام الصحي في روج آفا، وإعداد وتخريج كوادر طبية في كافة الاختصاصات، وتم قبول الطلبة في الكلية اعتباراً من العام الدراسي الحالي (2020-2021) بموجب المفاضلة العامة للجامعة وافتتح ضمن هذه الكلية عدة أقسام للعلوم الطبية.

سنوات الدراسة

وصل عدد الطلبة المستفيدين من الدراسة منذ افتتاح الأكاديمية وحتى لحظة تحويلها إلى كلية 160 طالب وطالبة، ويُعتمد النظام الدراسي العالمي في العملية التدريسية بكلية الطب من حيث عدد ساعات الدراسة وساعات وإلقاء المحاضرات ويُشرف كادر مختص من الأطباء المحليين على إعطاء المحاضرات النظرية، أما المواد العملية فتدرس في المراكز الطبية والمستوصفات والمشافي التابعة لهيئة الصحة، وعن سنوات الدراسة فقد كانت من قبل أربع سنوات أما بعد تحويلها إلى كلية الطب فقد أصبحت ست سنوات.

تزايد كبير في التسجيل

مقارنة مع السنوات السابقة، شهدت كلية الطب تزايداً كبيراً في إقبال الطلبة على التسجيل، والذي وصل إلى أكثر من 250 من الطلبة، في حين أن استيعاب الكلية لا يتجاوز الخمسين طالباً وطالبة، نتيجة ضيق مساحة الكلية وقلة الصفوف الدراسية وعدم استيعاب السكن الجامعي للعدد المتزايد للطلبة.

ويتلقى الطلبة خلال السنة الأولى دروساً تحضيرية لأجل تقوية الدروس العلمية لديهم وبناء أساس وذلك لأجل دعمهم في السنوات المقبلة من دراستهم أما في السنة الاخيرة من دراستهم تكون كل المحاضرات عملية، أي نظام “الاستاجات” والإستاج نظرياً هو أولى تجارب طالب الطب مع المرضى ودخوله إلى الحياة العملية، وفيه يشاهد الأمراض والمرضى ربما لأول مرة ويتمرن على التعامل مع المرضى.

قدر من المسؤولية

احلام شيخ كياض طالبة من كوباني كانت منتسبة للأكاديمية واليوم تدرس في السنة الثالثة بالكلية، تبين سعادتها لأن حلمها يتحقق، وتقول “بالرغم من وجود بعض المعوقات والصعوبات التي تواجهنا، إلا أننا على ثقة بأننا سنتطور نحو الأفضل، وأمنيتنا أن يبقى الدكاترة متعاونين معنا ونحن كطلبة نتمنى أن نكون على قدر من المسؤولية تجاه الجهد الذي يتم بذله من أجلنا وأن نكون متعاونين مع شعبنا ونعود بالفائدة لمجتمعنا، فهذا هو هدفنا الذي نطمح إليه”.

وتفادياً للإضرار بالطلبة، حافظت الأكاديمية على جزء من كادرها التدريسي وتم تعديل المناهج بشكلٍ علمي، وتقرر متابعة الطلبة سنوات دراستهم مع استكمال المواد المعدلة أو المضافة للمنهاج.

التعاون بين الطلبة

وتابعت أحلام بأن نظام الكلية يعمل وفق التعاون والاشتراك الدائم بين الطلبة والدكاترة، فالطلبة يساهمون في الإدارة من كافة النواحي، وقالت “الطلاب هنا يعتمدون على أنفسهم ويساعدون الدكاترة من خلال التحضير المسبق للمحاضرات، فللطالب دائماً بصمة في كل شيء، كما هناك مكان مخصص للطلبة وآخر للطالبات”.

وأكدت الطالبة أحلام شيخ كياض على أن كافة المستلزمات متوفرة في الأكاديمية، “الدوام وطريقة التدريس وضعت في خدمة تدريسنا لنتلقاها بطريقة مناسبة؛ الشيء الوحيد المطلوب منا هو الاهتمام بدراستنا والعمل على تطوير أنفسنا نحو الأفضل”.

وشكرت الرئيسة المشتركة لكلية الطب الدكتورة “عبير حصاف” في ختام حديثها، صحيفة روناهي لتسليطها الضوء على هذا الصرح العلمي وقالت: “هناك منْ يحاول التشكيك بمصداقية جامعتنا وآلية التعليم فيها، لكن عملنا وجهود الكادر الأكاديمي المختص هي بمثابة إجابة عملية وصريحة لأولئك المشككين”، وتمنت الدكتورة عبير النجاح لكافة الطلبة والحصول على أعلى درجات من التحصيل العلمي.