كتبنا وما كتبنا يا خسارة ما كتبنا… أحلامنا للعام الجديد

قامشلو/ جوان محمد ـ

نقترب من وداع عام آخر، والذي لم يكن مختلفاً كثيراً عن الأعوام السابقة إلا ببعض المناسبات، وما زلنا نكتب عن أحلامنا كل عام، وتتسابق الأيام وتمر بسرعة البرق، وفجأة نجد أنفسنا نودّع عاماً ونستقبل آخر، وكأن الكثير من الصور لم تتغير.

بعض الأحيان قد نفهم بأن حتى الحلم قد يُمنع علينا أيضاً، فما الضير لو قلنا نحلم بصالة رياضية تزينها مواهبنا لمختلف الألعاب في قامشلو؟ وصلتنا وعود بأن تتجهز في عام 2022، وسيكون إنجازاً مثالياً في حال حصل كذلك، وما العيب لو قلنا نريد في كل مدينة ملعباً مُعشباً؟، ومن قال واقعنا موريتاني؟ فحتى موريتانيا هزمت المنتخب السوري، وبات يدرك الصغير قبل الكبير حجم الأموال التي صُرفت في رياضتنا بغير مكانها، ومثال صغير كم صُرف لإعادة تأهيل عدة ملاعب؟ وفي النهاية نجد كل تلك الأموال ذهبت في مهب الريح، والأمثلة كثيرة منها، ملعب شرمولا بعامودا، الذي يشبه الملاعب فقط بالشكل، بالإضافة إلى ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو والذي ما زال يخضع للصيانة ما بين الحين والآخر، رغم هو الآن في أحسن حالاته وأصبح أفضل مما كان عليه قبل حوالي السنتين، فهل يستطيع أحد أن يكشف لنا كم من الأموال خُصصت فقط لصيانة هذين الملعبين؟ ولم نجد النتائج المرجوة بعد؟.

أليس من حقنا أن نحلم؟ بمنتخب لسيدات كرة القدم يجمع لاعباتنا في إقليم الجزيرة ليمثلن الإقليم في البطولات الداخلية والخارجية؟، ومثله على صعيد الرجال، وعندما قلنا هو منتخب المناسبات، فلم نرى إلا أن بدأت الهجمات، وكأنه تعدينا الخطوط الحمراء في البلاد!، ولكن لا يعلمون بأننا سردنا حقائق وواقع لا يخفى على أحد، ولا يجوز التخفّي دائماً وراء قناع صك الوطنية، علاوة على أن هذا المنتخب طالبنا باستمراره ولم نقم بشتم أحد، فقط مطلبنا أن يكون خير ممثل للإقليم؛ لأنه عند قيام أي مناسبة يتم دعوة المنتخب قبلها بعدة أيام وهكذا فهو لا يستعد بالشكل المطلوب؛ لأن اللاعبين يجب أن يتدربوا لفترة سوياً حتى يصبح هناك تجانس وتفاهم بينهم، والدليل في آخر مباراة كرنفالية خسارة منتخب إقليم الجزيرة.

أحلامنا ليست مستحيلة، مثلاً نطالب بتحقيق الألقاب في الفئات العمرية بدون الاستعانة بأبو هواش مدير النفوس في كوكب زحل، وإقامة بطولة لكرة الطاولة فيها كؤوس تُليق بالمقام، ودعم رياضات غير كرة القدم بالشكل المطلوب، وليس بمنح عدة بلوزات وطابات وصورني “أنا مش منتبه”.

أحلامنا ألا نخضع لأي نادي مهما كان مدعوماً وأن يسري النظام الداخلي على الجميع بدون استثناء، وألا نرى في الصباح قراراً وفي المساء يُلغى!.

أحلامنا أن نشهد عدة بطولات لكل لعبة وليس فقط بطولة على مبدأ زورني كل سنة مرة. نحلم ببطولة لكرة السلة فيها المشاركة متعددة وليس فقط تماشياً مع شروط الترخيص.

وعلى الحال نفسه؛ نحلم بطولة للكرة الطائرة ليس فقط لاستفاء شروط الترخيص وجلب لاعبين يدخلون من الباب ويهربون من الشباك.

نحلم بأن نشهد تكريماً يُليق ببطلات وأبطال التايكواندو فهم جلبوا ميداليات على صعيد العالم.

وما تخطى الحلم هو أول فريق للدراجات الهوائية بشمال وشرق سوريا بقيادة الكابتن ميديا غانم وأخذ صدىً عالمياً، حيث نشر عنه وعن الحملة وقائدتها العشرات من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وكنا نحلم أن نشهد اهتماماً أكثر بهذا الفريق ودعمه من غير الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة.

نعم، إن من أحلامنا أن نشهد دعم الجهات النسائية لفريق “بدي بسكليت” والخروج من عباءة الشعارات وأنتن صوتنا، فالعقيد واين ماروتو المتحدث باسم عمليات التحالف الدولي في سوريا والعراق غرد وشكر فريق “بدي بسكليت” وأنتن حتى التغريدة كانت ثقيلة عليكن.

أحلامنا أن يتشكل الاتحاد الرياضي العام في شمال وشرق سوريا، وأن يضع صوب عينيه أولاً المنشآت وتخصيص ميزانية لرياضة المرأة.

ولا نستطيع نكران بأن بعض الأحلام تحققت مثلاً إقامة دوري كرة القدم للسيدات على الملاعب المكشوفة وبـ 11 لاعبة لعلها خطوة تاريخية، وقد تكون بادرة خير للعام الجديد الذي سوف نستقبله بعد عدة أيام، ولكن بنفس الوقت ينتابنا الخوف بأن نفرط بكنوزنا من اللاعبات، ونشهد في العام الجديد آية وآهين وهلز ومنال وسمر ورهف وإلخ… يوقّعن على عقود الوحدة وفيروزة وعمال السويداء، ويصبح كل ما حلمنا به مجرد كوابيس.