سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كاوا الحداد والنوروز… حقيقة انتصار وعراقة تاريخ

إعداد/ غزال العمر –

يحتفل الملايين من الشعب الكردي، وبتاريخ الحادي والعشرين من شهر آذار من كلّ عام في أنحاء العالم بالنوروز، والذي تم إدراجه كعيدٍ وطني في جلسة اليونسكو المنعقدة بشهر شباط لعام 2010 م، في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم الحادي والعشرين من آذار بوصفه «يوم النوروز الدولي».
والنوروز عيدٌ قومي للشعب الكردي في كلّ بقاع الأرض، يومٌ انتصر فيه الحق على الباطل؛ يومٌ تجلت فيه الحقيقة، وانتهى الظلم على يد حامل مشعل الحرية “كاوا الحداد” الذي انتفض بوجه الظالم الملك “الضحاك” الذي كان يأكل الأطفال من خلال اثنين من الأفاعي ربطتا على كتفه، قبل أنّ يعمد كاوا إلى إشعال ثورة استعان فيها بأطفال أنقذهم من الموت، وقدم لهم التدريب في جبل كانوا يحتمون به.
هذا وتشير الأسطورة إلى أنّ كاوا الحداد قام بإشعال نارٍ عظيمة فوق الجبل؛ ليخبر القرى المجاورة لقريته عن الثورة، التي أشعلها وكان هذا في الحادي والعشرين من شهر آذار.
ووفقا للأدباء والباحثين فإن “الرمزية واضحة في القصة، التي تشير إلى ما يبدو أنه حكم عسكري لوالٍ ظالم استدعى ثورة شعبية للإطاحة به”، مضيفاً أن “العيد هو أهم الأعياد الكردية”.
أجواء الاحتفال
يرتدي الرجال والنساء ملابس زاهية، وتصدح الموسيقى في المناطق، التي يحتفل فيها بالنوروز، ويحتفل الشعب الكردي بعيد النوروز إذ تشعل النيران، ويرتدي الرجال والنساء والأطفال ملابس زاهية.
والنوروز هو عطلة رسمية في العراق وإيران، وأيضا في قرغيزستان، وأذربيجان التي تحتفل بالعيد لخمسة أيام، وقدمت دول أفغانستان، وألبانيا، وإيران، وتركمانستان، وتركيا، وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، وطاجيكستان وقيرغيزستان، وكازاخستان، والهند، مبادرة إلى الأمم المتحدة في عام 2010 للاحتفال بيوم النوروز.
حدث تاريخي قديم
وبشكل عام، يمثل النوروز “مناسبة قديمة تحدد اليوم الأول من فصل الربيع، وتجدد الطبيعة”، حسب اليونسكو، ويعود الاحتفال به إلى ثلاثة آلاف سنة في آسيا الوسطى والبلقان، وحوض البحر الأسود، والشرق الأوسط والقوقاز وفي مناطق أخرى، كما تقول المنظمة الدولية.
التغلب على الظلم
ولم يكن الاحتفال بالعيد سلسا دائما، فقد منعت الأنظمة في سوريا والعراق، وتركيا الاحتفال بالعيد لفترات من الزمن بسبب المخاوف من تأجيج الروح القومية الكردية، واستعاضت سوريا والعراق بتسمية “أعياد الربيع” أو “عيد الأم” عن تسمية نوروز، حينما سمحت السلطات أخيرا بالاحتفال بهذا العيد. إلا أن الشعب الكردي استطاع مواصلة الدرب بالاحتفال رغم القمع الممارس بحقهم مواصلين درب كاوا الحداد في ثورته ضد الظلم والطغيان.