كادار بيري: فكر القائد أوجلان درب الخلاص للشعوب المضطهدة

قامشلو/ علوان العباس –

أكد الحقوقي ورئيس منظمة “كرد بلا حدود” كادر بيري، أنّ القائد عبد الله أوجلان، هو أول فيلسوف، ومفكر يتم تطبيق أفكاره، وهو على قيد الحياة، وأشار إلى أن هذا الفكر التحرري المناهض للدكتاتوريات، هو طريق حرية الشعوب المضطهدة لنيل حريتها.

المؤامرة الدولية على قائد الشعوب الحرة عبد الله أوجلان، تدخل عامها الخامس والعشرين، وفي كل يوم هناك عقوبات، وانتهاكات جديدة، حيث أن دولة الاحتلال التركي لا تبالي بالقوانين والمعاهدات الدولية، وهي من الدول، التي وقعت على تلك القوانين، والمجتمع الدولي بكافة منظماته، ولجانه المختصة، مطالب بالوقوف ضد ما تمارسه تركيا، بحق السياسيين، فيتخذ المجتمع الدولي الصمت، وهو بذلك يؤكد موافقته الضمنية على كل ما يحدث في إيمرالي.

فلسفة القائد أوجلان فلسفة المؤمن بانتصاره

وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا لقاءً مع الحقوقي، ورئيس منظمة “كرد بلا حدود” كادار بيري حيث قال: “في الأساس لا يوجد أي قانونية للأسر، لأنّه كان خارج أراضي الدولة التركية، ولأنّه كان بمؤامرة شارك فيها قرابة سبع دول، وليس هناك محاكمات عادلة في الدولة التركية، وبالمطلق لا يحق لهم تقديم القائد أوجلان للمحاكمة، لأنّه لا يمكن محاكمة شعب بأكمله، فالقائد أوجلان بفكره يمثل الشعب الكردي، في أرجاء العالم، ومحاكمة القائد أوجلان غير شرعية أبداً، لأنها لا تخضع للقوانين الدولية، ولا تخضع حتى لقانون فاشية الدولة التركية”.

هذا وتمنع دولة الاحتلال التركي منذ قرابة ثلاث سنوات، محامي القائد وذويه من زيارته، حيث التقى المحامون آخر مرة بالقائد عبد الله أوجلان، بعد ثماني سنوات في 2019، وكان القائد عبد الله أوجلان، قد تحدث بالهاتف لأول مرة في 27 نيسان 2020، ومنذ ذلك الحين لم ترد عنه أية معلومات.

 وعن سبب منع السلطات التركية الزيارة عن القائد أوجلان قال بيري: “يهابون من أوجلان، وهو خلف القضبان منذ أكثر من أربع وعشرين عاماً، ويمنعون عنه الزيارات، والتواصل معه، والسبب هو خوف انتشار هذا الفكر وهذه الفلسفة، الذي زرعها بنفسه قبل أعضائه ومؤيديه، وهي فلسفة المنتصر المؤمن بحقه، وهي فلسفة أن تزرع النصر في نفسك، ومنها تنطلق نحو الآخرين، وهم يدركون أن هذا الفكر وهذه الفلسفة لن يهزما أبداً”.

وتابع بيري: “تركيا تستغل كل ما لديها حتى قبل قدوم حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، فالحكومات التركية السابقة والحالية تفعل كل شيء، وجل هدفهم كيفية القضاء على الكرد، حيث يستغلون موقعهم في الناتو وجغرافية الدولة التركية المزعومة، وبما أن القائد اوجلان يمثل رمزاً موحداً للشعب الكردي، فقد ساندتهم تلك الدول في كيفية اعتقال القائد عبد الله أوجلان”.

أما عن دور الدول المتآمرة مع دولة الاحتلال التركي في المؤامرة الدولية تحدث بيري: “الديكتاتوريات والدول الطامعة بخيرات الشعوب الأخرى، تكره فكر التحرر، وتكره أن تكون الشعوب واعيه، ولهذا هم يحاربون فكر القائد أوجلان المتمثل في شخصه، أو في شخص الإنسان الكردي، الذي يمثله القائد عبد الله أوجلان، لأنهم يدركون أنّه الخلاص وطريق الحرية للشعوب المضطهدة، تلك الشعوب، التي تطالب بحقها، وألّا يتم نكران حقوقها، وأن تكون هويتها القومية موجودة، لذلك تجدهم يصطفون مع شريكتهم الفاشية التركية”.

فكره مُلك لشعوب العالم

انتشر فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، بين جميع شعوب العالم، حيث تجتمع الشعوب، التي تبحث عن حقيقتها اليوم حول هذا الفكر وهذه الفلسفة.

وبهذا الخصوص قال بيري: “العديد من إشارات الاستفهام والتعجب والكثير من الأسئلة تطرح اليوم، لماذا عبد الله أوجلان، وهل نتحدث عن القائد، أو المفكر، أو الفيلسوف؟ لهذا كانت المؤامرة على أسر القائد أوجلان، وما زال أعداء الحرية يقفون ويدعمون الدولة التركية، على كيفية القضاء على القائد أوجلان وفكره، وهم يعلمون بأن فلسفته بات يحتذي بها كلّ الأحرار في العالم، وهذه الفلسفة خرجت من القائد المسجون جسدياً في إيمرالي، بينما فكره يجوب العالم، وتقتدي به كل شعوب العالم، وليس الشعب الكردي فقط، فقد قيل لي: فخراً لكم أن أوجلان منكم، ولكن فكره وفلسفته لنا نحن الشعوب في الشرق الأوسط”.

وأوضح بيري: “فكر وفلسفة أوجلان هما طريق الحل في العالم أجمع، وخصوصاً الشرق الأوسط، لأنه انبثق من تلك المنطقة، ويدرك أدق تفاصيل الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والجيوسياسية، فهذا الفكر هو طريق الحل للمعضلات الموجودة في تلك المنطقة، وعلى رأسها القضية الكردية، وباقي القضايا الأخرى، كالأرمنية، وقضية الشعب الفلسطيني، وقد اقتنع الأخوة الفلسطينيون بهذه الأفكار لحل قضيتهم في إنهاء الدولة اليهودية، وفكرة حل الدولتين بقوميتين مختلفتين”.

صمت المنظمات دليل تواطؤ مع تركيا

زارت لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية CPT تركيا، في أيلول من عام 2022، حيث أوضحت أنها زارت سجن إيمرالي، والتقت مع القائد عبد الله أوجلان، والمعتقلين البقية عمر خيري كونار، ويسي اكتاش، وهاميلي يلدرم.

ولكن في 29 من تشرين الثاني من العام نفسه، كان مكتب القرن الحقوقي قد قال: “لقد ذهبت لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية إلى جزيرة إيمرالي، ولكن سمعنا إن أوجلان لم يقبل اللقاء بها”، وبعد ذلك ازدادت الشكوك على الوضع الصحي للقائد عبد الله أوجلان.

وفي هذا الصدد تحدث بيري: “كل أمور لجان مناهضة التعذيب، وحتى أمور إعادة المحاكم، إنْ تم تفعيلها سيكون حسب مصالح الدول، وعدم إعادة تحريك ملف القائد أوجلان دولياً، بسبب الضغوطات، التي تمارسها دولة الاحتلال التركي، ولهذا تجد الكل يغض الطرف عن هذه الجريمة، أما اللجان الحقوقية، التي صمتت عما يجري في إيمرالي، من عزلة وتعذيب بكل أنواعه، فهي تصب في خانة تلك الدول نفسها، حيث يطلب منهم ألا يتحدثوا في هذا الملف، وتُمنع زياراتهم إلى تركيا، وتُدار الأمور بينهم وبين الدولة التركية بأسلوب المقايضة فيغضون الطرف عمّا يجري في إيمرالي مقابل ملفات أخرى”.

واختتم الحقوقي ورئيس منظمة ” كرد بلا حدود” كادار بيري حديثه: “تعمل تركيا مع كل الدول بألا يكون هناك نشاط يطالب بحرية القائد آبو، لأنّه بمجرد طرح قضيته سيكون طرح للقضية الكردية، وإيجاد حلول لها، وهذا ما لا تريده تركيا، وسأنهي كلامي بجملة لمارتن لوثر كينغ “المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار””.