سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كاتبة إيرانية تكشف تفاصيل تعرضها للاعتداء بالضرب لمشاركتها بتشييع أرميتا غراوند

بعد أسبوع من تشييع جثمان الطفلة الإيرانية أرميتا غراوند، كشفت الكاتبة صديقة وسمقي، التي تعرضت للضرب على أيدي رجال أمن النظام الإيراني، تفاصيل جديدة عن الحادثة. فيما لا توجد معلومات عن حالة نكار أستادآقا، وميترا قاسمي، اللتين تم اعتقالهما في هذه المراسم.
وأقيمت مراسم تشييع جثمان الطفلة أرميتا غراوند (16 عاما)، يوم الأحد 29 تشرين الأول المنصرم في طهران، بعد قتلها على يد ما تسمى بـ”شرطة الأخلاق” لرفضها ارتداء الحجاب الإجباري، أول (تشرين الأول) الماضي.
وخلال تشييع جثمان الشهيدة الطفلة، اعتقل رجال أمن النظام الإيراني عددا من المشاركين، بينهم المحامية والناشطة الحقوقية نسرين ستوده، ومنظر ضرابي والدة إحدى ضحايا الطائرة الأوكرانية. وكانت صديقة وسمقي، التي تخلت عن حجابها الإجباري قبل فترة من هذه المراسم، من ضمن المشاركين أيضًا.
وفي اليوم نفسه، وفقا لمعلومات تلقتها “إيران إنترناشيونال”، تعرضت الكاتبة والباحثة الإسلامية صديقة وسمقي، للضرب على أيدي رجال الأمن بعد مغادرتها مراسم تأبين أرميتا غراوندي. وقد استطاعت صديقة-بمساعدة المواطنين-النجاة من أيدي أربعة مهاجمين بينهم امرأتان.
وقد أخبرت صديقة موقع “زيتون” مؤخرًا عن هذا الأمر، قائلة: “تقدم رجل الأمن الأول، الذي كان يرتدي زيا عسكريا، ولكمني بقوة على ذراعي، اعترضته وسألته لماذا فعل ذلك؟ لم يمنحوني أي وقت للتحدث، أيضًا كان هناك شخص يرتدي ملابس مدنية هرع لضربي، ولكن صديقتي منعت ذلك”.
وأفادت أيضاً: “كانت هناك امرأتان أيضًا ترتديان ملابس النظام الإيراني تحت الحجاب، بدأ الأربعة بمهاجمتي. كان أحدهم يسحب، والآخر يدفع، والآخر يسحب حقيبتي، والآخر كان يضرب يدي ويردد كلمات بذيئة للغاية. قلت: لقد قتلتم إنسانا وهذه مراسمه، هل تريدون أن تقتلوني هنا أيضا؟ لقد جروني مسافة خمسة عشر متراً”.
وأضافت أنه، “في النهاية تمت مناداتنا من موقف سيارات أحد المنازل، دفعتني صديقتي إلى داخل الموقف، وتمكنت من التخلص منهم”.
ورغم مرور أسبوع على هذا الهجوم، الذي شنه رجال أمن النظام الإيراني، حسب المعلومات، التي تلقتها قناة “إيران إنترناشيونال”، إلا أنه “لا توجد معلومات عن حالة بعض المعتقلين”.
وقد تم اعتقال الصحافية وكبيرة المحررين بموقع “اعتماد أونلاين” نكار أستادآقاد، أثناء حضورها مراسم تشييع الشهيدة أرميتا في مزار “بهشت زهراء”، والتي سبق لها، أن سُجنت في سجن قرجك، لكن لا توجد معلومات محددة عن حالتها.
كما أفادت منظمة “هنغاو” الحقوقية باعتقال امرأة تدعى ميترا قاسمي، من سكان طهران، من رجال أمن النظام الإيراني خلال المراسم نفسها، دون تحديد مصيرها بعد الاعتقال.
وعدت الكاتبة صديقة أن سلطات النظام الإيراني هي المسؤولة الرئيسية عن ضرب واعتقال المشاركين في مراسم تشييع جثمان أرميتا، مؤكدة، أن “الجناة الرئيسيين في هذه السلوكيات هم المرشد الإيراني، والقادة الآخرون”.
وبعد المراسم، أصدرت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بيانًا يطلب من النظام الإيراني حل “شرطة الأخلاق”.
كما نُشر تقرير للأمين العام للأمم المتحدة حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، حذرت فيه سلطات النظام الإيراني من زيادة القيود المتعلقة بالحجاب الإجباري.
ويذكر أن الطفلة الشهيدة أرميتا غراوند قد استشهدت على يد ما يسمى بـ “شرطة الأخلاق” التابع للنظام الإيراني بعد ضربها في مترو أنفاق بطهران، حيث ضرب رأسها قضيب حديدي في المترو أدى إلى فقدانها الوعي، ومن ثم تم نقلها إلى المشفى، لتشدد النظام الإيراني الحراسة على المشفى خوفاً من كشف الحقائق ومنعت عنها الزيارة  من ذويها، ناهيك عن منع الصحفيات من كشف الحقائق واعتقالهن لدى محاولة متابعة الخبر من المشفى، ومن ثم ازدادت حالة أرميتا سوءاً وأصيبت بالموت الدماغي، والذي كشف عنه أطباء لعائلتها وفقدوا الأمل من شفائها، لتستشهد بعد مرور 28 يوماً على حالتها تلك في الثامن والعشرين من تشرين الأول المنصرم.